المهرجانات ونادرا ما تتميّز محطاتها بجانب خصوصي ومختلف ومغاير للسائد المعتاد ... مما قد يشد الانتباه إليها ويشق لها طريقا نحو الشهرة والعالمية.
«لا يوجد في تونس أي مهرجان دولي... !» جاء هذا التصريح «غير المتوّقع» على لسان وزير الثقافة السابق «مراد الصكلي» الذي اعتبر أن منح صفة «الدولي» لا تعني استضافة فنان عالمي بل الانطلاق من الخصوصية ليكون لهذا المهرجان وقع في العالم.
مقاييس تصنيف المهرجانات لا تزال غائبة !
أمام غياب مقاييس واضحة لتصنيف المهرجانات قد تحدث لخبطة في توصيف هذه التظاهرات الفنية:هل هي محلية أم وطنية أم دولية...؟ ومع ذلك تتكاثر المهرجانات في بلادنا لتبلغ حدود 300 مهرجان ! وإن تتعدد الأسماء وتتنوع العناوين فإن المحتوى شبه مستنسخ
عن أصل واحد حيث تتكرر السهرات وتتشابه المحطات من مهرجان إلى آخر بل يحدث أن تضم الولاية الواحدة أكثر من مهرجان في التوقيت ذاته وبالبرمجة نفسها فقط مع تغيير بسيط في تواريخ العروض ومسارحها... !
وإن يستحوذ التوأمان: قرطاج والحمامات على نصيب الأسد من الدعم والأضواء فقد فقدا في نظر البعض الريادة والصرامة في انتقاء العروض واندرجا في سياق العروض التجارية والسهرات المربحة حتى ولو كانت مستهلكة وموجودة حتى على ركح المهرجانات» الصغرى» ...وفي المقابل، لازال بإمكان «مهرجان الحمامات» الانفراد بميزة الاهتمام بالمسرح وتكثيف عروض الفن الرابع جنبا إلى جنب مع العروض الموسيقية واللوحات الراقصة ...
مهرجانات ذات خصوصية ولكنها مهدّدة !
من بين تسميات متماثلة وتفاصيل متشابهة وملامح سهرات مكرّرة قد يشد الانتباه عنوان مهرجان غير مألوف وغير مُعاد...ولعل من بين أبرز هذه الأمثلة المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجم الذي تأسس منذ سنة 1985 وإلى حد دورته 31 التي تتواصل إلى غاية 20 أوت المقبل لازال هذا المهرجان يناضل من أجل الثبات على المبدأ والحفاظ على الخصوصية بالرغم من الصعوبات والعراقيل والطوارئ...مما أضفى إشعاعا خاصة على ولاية المهدية وجهة الساحل عموما.
ومن «عاصمة الفاطميين» إلى «مدينة الموريسكيين» تستعد باجة لاحتضان الدورة 50 من مهرجان المالوف...