وديوان «ومضات متلألئة»، الصادر عن دار القلم للنشر، يقدم طريقة جديدة في كتابة القصيدة بخطوط الرسم وأسلوبا مختلفا في توزيع السطر الشعري في فضاء الصفحة، فكأن بها لوحة تشكيلية وتأليفة من الخطوط المتعانقة، المتباعدة، المتصارعة... حيث «كانت قصائد سمير البياتي صراعا بين الألوان ...بين الأبيض والأسود ...حطمت المعتاد في تصفيف السطور ووضع الكلمات على الورقة،الخط يترنج، مرة يكون دقيقا ومرة أخرى سميكا...يكون مستقيما كما يكون معوجا والألوان حينا تكون ناصعة ومرة فاترة أنهكتها تأملات الشاعر ...»
إن الشذرات الشعرية المتناثرة على بياض ورقات ديوان «ومضات متلألئة» لم تنهمر كالمطر الغزير بل تقاطرت كالرذاذ الخفيف الوزن، الثقيل المعنى... هو ذاك الإيجاز في اللغة والإسهاب في الدلالة الشعرية الذي يشكل خصوصية الكتابة التجريبية في سماء عالم الشعر لدى الشاعر والفنان التشكيلي «سمير البياتي». وفي هذه «الومضات» يتعانق فنّان: الشعر والرسم، فكانت الثمرة شذرات شعرية متلبسة إلى حدّ التورط بلغة الريشة والألوان ... كتلك الومضة التي جاءت بعنوان «ماذا لو؟»، وقالت ما يلي:
ماذا لو تغيّرت الألوان؟
وتغيّر لون السماء من الأزرق إلى الأحمر
والنار من الأحمر إلى الأزرق
هل ستصبح أخف وطأة؟
لأننا...
كلنا سنسبح في الأزرق.