وفي هذا السياق يتنزل الفيلم الوثائقي الجديد للمخرج رياض العبيدي الذي يحمل عنوان»عندكشي شكون؟» ويتطرق إلى ظاهرة الفساد بعد مرور خمس سنوات على اندلاع الثورة التونسية.
في عرض أوّل يوم 27 فيفري بسيدي بوزيد، يقدم المخرج رياض العبيدي فيلمه الوثائقي «عندكشي شكون؟». وقد تم إنجاز هذا الفيلم في إطار مبادرة «شاشة مفتوحة ضد الفساد» التي أعلنتها الجمعية التونسية للحراك الثقافي بالشراكة مع عدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني على غرار الجمعية التونسية لمكافحة الفساد وفرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسيدى بوزيد والاتحاد الجهوى للشغل بسيدى بوزيد وجمعية السينما المتجولة ومنظمة «أنا يقظ» وبدعم من الصندوق الأوروبي للديمقراطية.
تنّكر لشعار الثورة:»التشغيل استحقاق»
تتوغل عدسة كاميرا المخرج رياض العبيدي في تفاصيل قصة شاب عاطل عن العمل أرهقه البحث عن موطن شغل أمام الأبواب الموصدة أمامه والمساومات المشروطة المعروضة عليه مقابل الحصول على عمل...وكأن شيئا لم يتغير بعد مرور خمس سنوات على اندلاع الثورة التونسية وهي التي رفعت مطلب»الشغل» في صدارة شعاراتها!
وقد أبرز مخرج الفيلم رياض العبيدى في تصريح إعلامي «أن تناوله لقضية الفساد هو محاولة للتذكير بالشعار المركزي للثورة التونسية : «التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق»، حيث بقي مطلب التشغيل ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين مسكوتا عنه ...»
ولأن شبهة الفساد كثيرا ما اقترنت بملف التشغيل أمام الأصداء المعلنة والخفيّة عن «التدخلات» و»الوساطات» و»العلاقات»...فإن فيلم «عندكشي شكون؟» يسعى إلى التعاطي الفنّي والمعالجة السينمائية لملف التشغيل في علاقة بقضية مكافحة الفساد على مستوى سياسي واجتماعي عن طريق رصد مسؤولية الحكومات المتعاقبة وأيضا أفراد المجتمع في تشجيع مظاهر الفساد والتعامل مع هذه الظاهرة بصيغة الأمر الواقع و»العرف الإجتماعي»...
وقد استند الفيلم الوثائقي «عندكشي شكون؟» على عدد من الشهادات الواقعية لكل من جهاد بن جدو في دور الشاب العاطل عن العمل «زياد» وبودربالة النصيرى وإبراهيم الميساوى ومحمد الكامل هاني وآسيا عايدي ولزهر الغربي وعمر العبيدى وبسام بوزياني ومحمد الصالح العبيدى ومحمد الهادى كحولي ومنيرة جلالي وإبراهيم بن صالح وفتحي الهمامي والطيب العشي وأحلام مبارك.
وفي انتظار خروجه للقاعات ضمن جولة سينمائية بعدد من الولايات، فإنّ «عندكشي شكون؟» هو فيلم وثائقي يحمل على عاتقه عبء التطرق إلى موضوع التشغيل الحارق والمؤرق للأفراد والحكومات بكل ما يحف به من شبهات الفساد ومظاهر المحسوبية...في محاولة من سينما الواقع لنقل هواجس الناس والواقع