من العروض والأسماء المعلقة بين الأرض والسماء، بين الثرى والثريا، بين الفنان الحقيقي والمتطفل على صفة فنان !
الفرق كبير بين من يتعامل مع تونس كأرض عبور نحو الشهرة أو أرض استثمار لشراء العقارات والقصور، وبين من يحاول أن يكون مروره بمسرح قرطاج العريق تحية وفاء إلى تونس ورد للجميل من خلال احترام جمهورها أولا والترويج لصورتها أولا ولسياحتها ثانيا ... في سهرة الجمعة 19 أوت 2022 صعد النجم الإيفواري «آلفا بلوندي» على ركح مهرجان قرطاج الدولي في كامل لياقته الفنية رغم بلوغه أعتاب السبعينات من العمر.
غنّى «آلفا بلوندي» للسلام والحرية والإنسان في مختارات من 18 ألبوما غنائيا في رصيده لم ينسها جمهوره رغم تقادم السنين.
الجميل أن «آلفا بلوندي» قد التحف بـ«البرنوس» التونسي في تطريز عصري على ركح قرطاج ثم ارتدي الجبة التقليدية التونسية خلال الندوة الصحفية التي تلت الحفل. لقد أراد نجم «الريغي» أن ينشر صورا عن تونس الحضارة والأصالة والتراث بارتدائه أزياء تقليدية من توقيع مصمم الأزياء التونسي سفيان بن قمرة. بلا شك مثل هذه الصور يمكن أن تخدم السياحة التونسية والصناعات التقليدية والتنمية الثقافية... لكن للأسف أمثال «آلفا بلوندي» قليلون، والطامعون في «لهف» العملة الصعبة - حتى ولو ضحكوا على ذقون الجمهور- كثيرون !