الى مطية كتابي لذيذ، اربعة تلاميذ جمعتهم الكتابة والامل في تكوين شخصياتهم المختلفة وعوالمهم المميزة عن الاخرين فصنعوا نصوصهم المسكونة بالوجع والحبّ والخوف، اقلام اطرها امين الحسيني لتخرج في كتاب انيق معنون بـ «أمّا بعد!»الصادر عن دار نقوش عربية.
كتاب قدمته امال القرامي بالقول «الكتابة فعل تحرر من اسر الواقع والتقاليد والعادات والسلط القهرية، الكتابة شكل من اشكال اعادة بناء الذات وإضفاء معنى على الحياة» وإيمانا بقدرة الكتابة على التغيير صنعوا نصوصهم المختلفة وابحروا في عوالم سحرية هي الكتابة وما يتفرع عنها من احلام ضمن ورشة الكتابة التي قدمت في مشروع «الايقاظ الاجتماعي» لجمعية «مبدعون».
مبدعون: الكتابة اثبات للذات وبحث في الهوية
يسعون لاثبات ذواتهم، يحلمون بفرض وجودهم، يحللون واقعهم ويحولونه الى اقاصيص مميزة، اقاصيص مبنية على الرفض والتمرد، شباب بعمر الزهور تسكنهم احلام شاهقة كالجبال لهم درجة وعي عالية ويفككون المفاهيم الصعبة بطريقة علمية وبسيطة، اربعتهم يمثل كل منهم كيانا مستقلا بذاته في طريقة التفكير ونقد المجتمع، لكل منهم طموحه وآلامه وأماله التي حوّلوها الى نصّوص قصصية، نصوصهم صعبة رغم صغر أعمارهم نصوصهم مربكة ومتعبة وتجعل القارئ يقف طويلا امام الاسئلة اولها ايّ طريقة يجب ان يعامل بها المجتمع الشباب؟ هل أنهمحقا وحدهم الكبار الذين يملكون الحقيقة؟ ام انّ للصغار حقيقتهم التي تشبه واقعهم وتنطلق من طريقة طرحهم للمفاهيم؟ اي دور للإبداع في نسف الخوف وتحويله الى نص ابداعي جميل؟ هكذا يسكنك السؤال وأنت تتصفح كتاب «اما بعد» المتكون من اربعة نصوص لكل نص عوالمه المجتمعية والنفسية وطريقة الكتابة ايضا.
الفن في الوجود الانساني كان بمثابة الزهرة التي تنبت وسط المزابل، ان مهمته ان يجعل الوجود الذي لا يطاق قابلا للعيش من هنا انطلقت فكرة الكتابة، فالواقع الجغرافي «حي5ديسمبر» بالكرم الغربي الموصوم بالعنف والفوضى والإجرام حسب النظرة المجتمعية والإطار الزمني «جائحة الكوفيد والحجر الصحي الشامل» من هذا الفراغ ولدت احلامهم في الكتابة وتحويل سوداوية الواقع الى الوان للحب ينثرونها بين النصوص الجمل والكلمات التواقة للتغيير فالفن بالنسبة لهم منطقة وسيطة بين عالم الواقع الذي يطوق المكبوتات وعالم الخيال الذي يحققّها ويحررها:
الكتاب ولد من تجربة ورشة الكتابة التي تقدمها جمعية مبدعون،ورشة قامت على برنامج «الايقاظ الاجتماعي» وهو مجال يطوّر من خلاله الشباب ملكات النقد والالمام ليكونوا مواطنين مسؤولين ومنفتحين على العالم، وذلك من خلال الدعوة الى التفكير ومناقشة القضايا ذات الصلة بالمبادئ العامة للدستور التونسي والمنظومة لكونية لحقوق الانسان وفهم لاصول انواع العنف التي قد يواجهونها تشكل عن البرنامج كتاب «امّا بعد».
أربعة نصوص مختلفة، اربعة احلام تشكلت من خلال الكلمات، يوغلون في نقد الواقع وطرح البديل، يسعون من خلال كتاباتهم الي صناعة ثوراتهم الذاتية وتحقيق ذواتهم المتحررة غير الخانعة للعادات ولا الانظمة التقليدية البالية «نكتب لاننا نريد ان نعبر عن ذواتنا، نحن نختلف عن الاجيال السابقة، لنا رؤيتنا النقدية كذلك فقط المجتمع لا يريد ان ينصت الينا فوجدنا في الكتابة فرصة للحرية، الكتابة كانت كما الترياق به انقذنا ذواتنا الحالمة» كما يجمع الشبان الاربعة في حصة تقديم كتابهم الوليد.
الأنثى كائن لا يكسر ولا يهزم
«أمّا بعد!» اثر يحاول اصحابه اختراق البنى الثقافية المغلقة التي يراها اغلب الناس متعالية عن السؤال والنقد، وسعي لتثبيت الهوية الحقيقية التي تستحق ان يتشبّث بها وهي الحفر في الذات وإعادة بناء منظومة قيم تحاكي الحياة الحقّة التي ينشدها الفرد بعيدا عن الزامات الجموعة وتقاليدهم وافكارهم ومسلّماتهم.
تحمل الاقصوصة الاولى عنوان «الاكتئاب الباسم» وهي حالة اكتئاب يعيشها الانسان دون ان يدع المجال للآخرين لاكتشافيها تختار خديجة الكوكي كاتبة الاقصوصة شخصية «بلقيس» العشرينية لتحمل ملامح الكثير من مراهقات اليوم وشاباته، بلقيس انثى مختلفة تضع ابتسامتها على محياها دوما رغم كرهها لمخالطة الناس والحديث اليهم فقط اجندتها والكتابة وسيلتها لاثبات ذاتها، تنطلق الكاتبة باسلوب قصصي سهل مسكون بالكثير من المفردات النفسية المركبة لتقدم للقارئ شخصية مركبة مسكونة بالضحك والخوف معا، انثلى مربكة دائمة السؤال عن هويتها ووجودها مسكونة بالسؤال وترفض المسلمات «لماذا لم يقتصر دماغي على انجاز اعمال بسيطة والتفكير في تربية ابناء ومنزل وتحصيل سيارة، لماذا لم يجعلني اتقبّل الحياة بكامل سذاجتها وكانني اقوم ببطولة ما؟»، شخصية بلقيس المتسائلة تقيّض كل المسلمات، وتعيد التفكير في الحقيقة؟ فهل هناك حقيقة واحدة؟ « تقول بعض الدراسات الفلسفية ان القدرة على التفكير هي البرهان المطلق على الوجود،بما انني افكر اذن أنا موجودة ولكن من قال انني اريد ان اكون موجودة في عالم لا انتمي اليه بالاساس، اعيش فيه لكنني انتمي الى اخر مواز، عالم لا قيمة فيه للوقت، حيث اللازمان واللامكان، حيث الوجود واللاوجود، مكان اكون فيه متصالحة مع الانا دون ان احتاج الى الاخر».
تنحاز كاتبة الاقصوصة الثانية للمراة، تعرف بعذاباتها تلتقط ما تسمعه في الشارع من عنف وذكورية واغتصاب وقتل وتعيد تشكيله في نصها القصص، الكاتبة الشابة ايناس الجفالي تنحاز للمرأة وتبرز قدرتها على اثبات الذات رغم الوجع، تصنع شخصية قوية تنتفض من واقعها لتصنع اخر يشبها اكثر قوة في اقصوصتها «سجينة الحياة»، بطلة الاقصوصة انثى دون اسم «تنفخ في رمادها فيسقط على عينيها ويحرقهما مثلما احترقت، كل الفصول باتت خريفا، لا رائحة زهر زكية ولا ورقة خضراء ناضرة، جلّهم قد اصفرّ لونه وتطاير ما تبقى منه كسرب حمام مهاجر» شخصيتها انثى شاحبة انهكتها الحياة والعمل، قساوة ابّ يميز بين ابنه وابنته يقدّم له الحب ويسقيها العذاب، يخرجها عنوة من المدرسة التي عشقتها وهي في عمر العاشرة، يسكنها بالخوف والضرب المبرح لاتفه الأسباب.
الاب القاسي في «سجينة الحياة» انموذج عن مجتمع ذكوري تعرفه ايناس الجفالي جيدا، مجتمع تعاني فيه المرأة من التعنيف والقتل ايضا، شخصيتها تحبّ العلم والقراءة والكتابة «كانت تلميذة مجتهدة، وقد كانت المفضلة لدى مدرسيها، منذ صغرها كانت تحلم بان تقوم باختيار شعبة الاداب، كي تكون كاتبة مشهورة» فالكتابة هنا ملجأ للشخص (ايناس الجفالي) و للشخصية المختارة (انثى حالمة)، انثى ذنبها انها «انثى» هي فقط تبحث عن ذاتها بعيدا عن قوالب المنظومة المجتمعية « هل على المرء دائما ان يتعايش مع ظروف سلطت عليه؟ الا يجب ان نأخذ الامور على نحو مختلف،لم لا يكون القمر هو شمسنا والنجوم عصافيرنا والقراءة دستورنا؟ الا يمكن ان نغرم بكتاب بدل رجل؟ لم لا نضحك في مرام الدفن ونبكي في مواسم الزواج، اكره الترهات التي زرعتموها بداخلي، وسقيتموها بماء من نار، وجرعات العادات والتقاليد التي أتناولها لا تقنعوني بوجودكم، بل اقنعوا انفسكم بتواجدي، باختلافي عنكم» فالكاتبة تقوم بتحليل بسيكولوجي لشخصيتها، توغل في تفكيك تفاصيلها النفسية حتى تصبح شفافة للقارئ.
تعيد ترتيب البيت النفسي لشخصيتها فالانثى تعجز كل الظروف عن كسرها، تشحنها بالقوة وترافقها لتخوض غمار الحياة حتى لحظة تحقيق الحلم، تنتشلها من الشارع والضياع الى الكتابة « التي امامكم الان ليست كاتبة ولا مناضلة نسوية بلغت من العمر عتيا، انني طفلة بلغت للتوّ الاربع سنوات، لقد نزعني الادب من واقع لا اطيقه وحلّق بي نحو سماء بعيدة، تحررت بخيالي حين كنت مقيّدة، صادقت واحببت الشخصيات الحبرية حين شعرت بغربتي الحقيقية عن البشر وحين عمّ الظلام من حولي انبثقت الحروف لي منفذا للنور، انّ الادب بالنسبة لي ليس مجرد هواية، هو جسر نقلني الى الضفة الاخرى حيث توجد ذاتي» بالأمل وتحقيق الحلم تنهي ايناس الجفالي اقصوصتها وكأنها تصرخ بصوت عال ان ارادة الحياة عند المرأة لا تهزم فكفوا عن تحجيم طموحاتها والتقليل من احلامها.
سؤال عن الهوية الذاتية؟ وتاثير المجتمع على الانا
ايّ ملامح للمثقف المعاصر؟ هل هناك ملامح واضحة ام هي مجرد سراب؟ ايّ وجع يسكن المثقف اليوم؟ هل له القدرة على استعادة ملامحه كاملة ام هو يصارح طواحين الخوف دون الوصول للحقيقة؟ هكذا يتساءل حسام الدين بن شعبان في الاقصوصة الثالثة المعنونة «حياة دون ملامح» اذ يبحث في مسالة الاغتراب الداخلي/الخارجي الذي تعيشه الشخصية «المنبّه لا يكفّ عن رنينه، لكنه لم يمتلك لا القدرة على ان يمدّ يده ليغلقه ولا حتّى الغضب الذي يجعله يحنق منه، لقد كان منهكا، لقد كان برزخا بين عالمين» يوغل حسام بن شعبان في تفكيك حالات لاغتراب والدراسة النفسية لشخصياته المختارة فيحمل قارئه الى عالم مستشفى للامراض النفسية، بطل قصته طبيب نفسي (ذاك الذي نظنه سويا نفسيا وشخصيته متوازنة) يعالج المرضى، طبيب يعاني هو الاخر من مشاكل نفسية اولها عدم قبوله لوفاة والده ومحاولته كتم كل مشاعر الحزن حتى لا تطفو على سطح محياه «لقد احسّ بغرابة ذاته، هل كان ائها؟ ام انه كان ينتمي الى عالم ضال لا يعرف الطريق الى نفسه».
فمفهوم الاغتراب في مدلوله النفسي يزجنا في مأزق مفاهيمي بامتياز، لكن الكاتب اكتفى باعتباره مجموعة العمليات النفسية التي تدفع الفرد لاعتزال المجموعة والانكفاء على ذاته التي ترهقه هي الاخرى ويعجز عن ادراكها « قال الدكتور في نفسه: هل اكره هذا المكان؟، حقيقة لم اشعر بمقت ولا بحب، لقد صرت غريبا عني، وقد اشعرني هذا بالخزي، لقد قررت مغادرة سجني، اليوم ساخرج من ظلام زنزانتي واستقبل نور الحياة من جديد»
يفكك حسام بن شعبان شخصيته ويدخل الى خفاياها يعريها نفسيا امام القارئ باسلوب قصصي يغري بمزيد القراءة، معاجم نفسية ووصف للفضاء يكشف البحث الجاد الذي انجزه قبل الشروع في الكتابة، ليصدم القارئ في النهاية بسؤال هو محور الاقصوصة ويمكن طرحه على حياتنا الواقعية «يمكن ان نكون من نتعامل معهم هم الاسوياء ونحن هم المختلون فعلا؟» جملة توقظ حواس لقارئ ليسأل هل هناك ملامح واضحة للمختلين؟ هل هناك حقيقة موحّدة ام جميعنا كائنات نفسية تنتظر الانفجار؟.
تتواصل الاسئلة «اما بعد» وبعد الانتهاء من الزنزانة الذاتية التي يتقوقع داخلها الانسان، تحمل الاقصوصة الرابعة القراء الى زنزانة «الاصلاحية» فالسجن، الى زنزانة حقيقية مع الاقصوصة الرابعة والاخيرة التي كتبها حسام الرياحي والمعنونة بـ «الاصلاحية»، حسام انطلق من واقعه في الكرم الغربي فكم من صديق وتلميذ في عمره ارتكب خطئا ليجد نفسه خلف القضبان، اخطاء بسيطة يتسبب بها المجتمع تحول الطفل الى مجرم، فالاقصوصة تشبه الدراسة الاجتماعية لظواهر باتت موجودة بكثرة في المجتمع اولها العنف والادمان وكلاهما طريقه محفوف بالشوك ونهايته مظلمة.
«في مكانه الجديد لن يساله احد عن اكلته المفضلة، ولا اين يرغب في تقضية العطلة، هنا لن ينام على صوت التلفاز ولا انامل رقيقة توظه صباحا، هنا لن يناديه احد باسمه لانه مجرد رقم» بهذه الجملة يصف الكاتب الوضع الجديد لشخصيته، يختارها من بيئته تلميذ مجتهد يستقطبه الشارع (امام لا مبالاة العائلة واكتفائها بالواجب لمادي) فيوغل في الادمان ثم السرقة ثم السجن «بقي في السجن الانفرادي سبعة ايام، سبعة ايام من الوحدة والتفكير، الذكريات تنخر لبّه، استرجع السبب الذي قاده الى هذا المكان، وكيف تحوّل من تلميذ مجتهد في دراسته الى مدمن فسارق، لم يكن يرغب سوى في ان يحظى باهتمام المحيطين به ولهذا لم يتردد في ان يصنع ما يصنعون ليكون محلّ تقدير» الاقصوصة تشبه الرجة لقارئها، اقصوصة وجب قراءتها من قبل التلاميذ والمراهقين ليعرفوا عاقبة الادمان وخطورة الشارع كما انه يجب ان يقرءها اولا الاولياء لينتبهوا الى اطفالهم قبل القيام بجرائم بشعة فلو اهتمت العائلة بابنها لما حاول تلميذ قتل استاذه منذ مدة غير بعيدة.
في اقصوصته يشخص التلميذ حسام الرياحي الواقع ويدرس ظواهره المجتمعية ويحاول ان ينصت للإنسان فينا ويخرج وجعه الى المجموعة علّ الضمائر النائمة تستيقظ.
تعريف جمعية مبدعون:
«مبدعون» منظمة غير حكومية ذات تأثير اجتماعي تسعى إلى الاحاطة بالشباب ليصبحوا قادة الديمقراطية الناشئة في تونس وليشاركوا في ارسائها بطريقة ابداعية، استهلت نشاطها في منطقة الكرم الغربي بانجاز دراسة علمية تحت عنوان «المراهقون في الكرم الغربي سبع سنوات بعد الثورة؟» وقد خلصت الى تحديد الاسباب الكامنة وراء التطرف العنيف وقد بعثت الجمعية العديد من النوادي منها الرقص والموسيقى والفنون التشكيلية والكتابة الادبية لتكون فضاء حرّا للشباب ليعبروا عن انفسهم.
كما قامت الجمعية ببعث برنامج «نعمّل على روحي» لتمكين الشباب المنقطعين عن الدراسة من استعادة الثقة في انفسهم واستئناف نشاط التدريب وسعت لاعداد الشباب للممارسة الفعلية المدنية من خلال لتعاون مع الجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك التي افضت لبعث اكاديمية القيادة والمواطنة.
أمين الحسيني مؤطر ورشة الكتابة: الشباب «عبوات ديناميت» يجب الانتباه لها لتبدع
في تصريح لـ«المغرب» يقول أمين حسيني الروائي والباحث السوسيولوجي، ان جمعية مبدعون منذ تأسيسها انطلقت في انجاز دراسات سوسيولوجية على منطقة الكرم الغربي، ايمانا منا بالقدرة على التغيير وإبراز ما تخبئه الدواخل من طاقات ايجابية، وعملنا على تفكيك فكرة «الوصم الاجتماعي» المنعوتة به منطقة الكرم لنعرف الاسباب، ثم انطلقنا الى تجربة العمل.
ويضيف محدثنا الشباب هم وجهتنا، نوفر لهم مساحة حرة للتعبير، تمثلاتهم للحياة الشباب «هم عبوات ديناميت» لهم طاقة عجيبة يمكن تفجيرها في الابداع حين تقدم لهم الثقة وتوفر لهم مساحة حقيقية للتعبير.
مشيرا ان الشريحة العمرية (من 13 الى 20) تعيش على الهامش اغلبهم يعبر عن تهميش المجتمع والعائلة والمؤسسة التربوية، التي تمثل فقط اداة قمع وعزل عن الذات مع تعليم بنكي معلومة تقدم للتلميذ ويتم ارجاعها مع غياب الحس النقدي لذلك في مبدعون كانت المساحة الحرة ليتعرفوا اولا على ذواتهم ثم مفاهيم بسيكولوجية وسوسيولجية بلغة تشبههم.
فكانت رشة الايقاظ الاجتماعي الجميع يمر بها ثم يكون الاختيار بين المسرح والكتابة والغناء والسلام. بعدها اصبحوا يعرفون معنى الادمان، العنف الخطر واصبح لهم مواقفهم تجاه الظواهر الاجتماعية وحولوا تلك المواقف الى كتابة، وفي اقاصيهم تمّ نقل وتدوين هواجسهم وأفكارهم والتفكير بصوت عال امام الاخرين.
«الكبار ما يفهموناش يقللون من قدرتنا واحلامنا» هكذا يجمعون لذلك في الورشة نقدم لهم الفرصة ليكتشفوا ذواتهم وكيانهم، لهم قدراتهم الخاصة وعوالمهم التي يجب ان ينتبه لها الكبار فهؤلاء الشباب طاقة يجب الانتباه لها لتبدع بدل ان يسرقها الادمان او العنف.
منوّها في الورشة نفكر جماعيا، لا امارس اي سلطة ادبية او اخلاقية او ابوية نحن نفكر معا، ننطلق في التحليل ثم اترك لهم المساحة الكاملة ليعبروا، اكتشفت ان لهم قدرة عجيبة على قبول الاخر والنضج العاطفي الكبير لهم الشجاعة والجرأة للانسلاخ من الذات والذهاب الى مواقع اخرى لدراسة مجتمع.
تقديم تجربة «أما بعد!»: الكتابة انبعاث الذات الثائرة من رحم الوجع المجتمعي وسلطة القهر
- بقلم مفيدة خليل
- 09:50 27/11/2021
- 676 عدد المشاهدات
خديجة الكوكي، ايناس الجفالي، حسام بن شعبان وحسام الرياحي اربعة احلام تونسية، اربعة اقلام عاشقة للكتابة حوّلت سوداوية محيطها