افتتاح أيام قرطاج السينمائية: دفء السينما... حرارة الحياة ...

عادت أيام قرطاج السينمائية متوهجة كعادتها، شامخة كما عودتنا، ناثرة لباقات من ورود الفرح والأمل والحلم...

هي ليست مجرد مهرجان وأفلام بل طاقة من الشغف والحب وكأس من كؤوس الحياة. وقد جاء حفل الافتتاح لهذه الدورة طريفا ونابضا بالحركة والصوت كما يليق بالسينما دائما وأبدا.
750 فيلما في انتظار عشاق السينما والحياة على امتداد أيام الدورة 32 لأيام قرطاج السينمائية تحت شعار « نحلم.. لنحيا». فالأفلام هي الأهم ولا أهمية للسجاد الأحمر في مهرجان قام على أسس ومبادئ وليس على بهرج زائف.
نجيب بلقاضي يعيد الحياة إلى حفل الافتتاح
كثيرا ما كانت حفلات افتتاح أيام قرطاج السينمائية توصف بأنها «باردة» و«باهتة» و«بلا روح»... فلا تجديد ولا طرافة فيها. إلا أنّ حفل افتتاح الدورة 32 أعاد الدفء والبهجة إلى شاشة السينما. وقد تمّ اختيار الممثل والمخرج نجيب بلقاضي لتنشيط حفلتي افتتاح واختتام أيام قرطاج السينمائية، ويبدو أن هذا القرار كان صائبا. إذ خرج أسلوب التنشيط عن الأشكال المعتادة وتمردت طريقة التقديم عن القوالب الجاهزة. نجح نجيب بلقاضي في شد انتباه الجمهور عبر مد جسر من التواصل المباشر مع الفنانين الحاضرين في القاعة. كما خلق أجواء ممتعة من التفاعل الحي والمباشر مع الجمهور. لم يكن نجيب بلقاضي تقليديا في انتقاء كلمات الترحيب ولا كلاسيكيا في توزيع فقرات حفلته. كما يحسب له الارتجال وعدم التقيد بورقة مكتوبة يردد محتواها كالواجب المدرسي.
في حركاته وتحركاته فوق الركح، كان هاجس المنشط نجيب بلقاضي بث الدينامكية والحياة في القاعة كما يليق بالسينما وهي فن الحيوية بامتياز.
تانيت خميس الخياطي يحصد التصفيق
لم تنس أيام قرطاج السينمائية تكريم أولئك المنسيين وغير المرئيين من الوجوه التي تعمّر شاشة الأفلام ولو كان مرورها عابرا وظهورها وجيزا. وفي تحية طريفة تم تكريم كل شخص عمل «كمبارس» في السينما، والذي لولاه لما اكتمل المشهد السينمائي.
ومن بين المكرمين في افتتاح الدورة 32، حظي الناقد خميس خياطي بتقدير يليق بمسيرته الطويلة والثرية في إعلاء راية الفن السابع. لقد نذر هذا الرجل سنوات العمر لمشاهدة الأفلام ومتابعة الحركة السينمائية ومواكبة جديد الشاشة الكبيرة حتى شاب شعره ولم يتوقف مداد حبره وقلمه في رصد نبض السينما. احتراما لقيمته وقامته وقد صفق الجمهور طويلا لتكريم خميس الخياطي عندما قال بتأثر: « لأول مرة أشعر أنني أنتمي إلى هذا البلد...» صفّق له الجمهور أكثر، فأكثر.
وقد أهدت الدورة 32 دروع التكريم إلى الفنان البحري الرحالي والفنانة شاكرة رماح والمنتج اللبناني الصادق أنور الصبّاح والممثلة المصرية نللي كريم. كما لم تنس أيام قرطاج السينمائية تكريم جنود الخفاء من أجل إنجاح الأفلام حتى ولو كانوا وراء الكاميرا وبعيدا عن منطقة الشهرة والأضواء. وكانت خبيرة القيافة والتجميل هاجر بوحوالة و«شاف الماشينيست» حسن التبّي موضع احتفاء وتقدير وتكريم.
هند صبري تكرّم مفيدة التلاتلي
في صمت يشبه «صمت القصور» كانت المخرجة الرائدة مفيدة التلاتلي قد رحلت عن عالمنا دون وداع يوم 7 فيفري 2021. ووفاء لذكراها واعترافا بمنجزها السينمائي، أعلنت أيام قرطاج السينمائية عن تكريم هذه المخرجة القديرة انطلاقا من معلقة دورتها 32 وصولا إلى سهرة افتتاح المهرجان. وفي كلمات مؤثرة من النجمة هند صبري إلى المخرجة مفيدة التلاتلي، جاء التكريم على لسان ممثلة انطلقت مسيرتها وشهرتها من بوابة فيلم «صمت القصور». فكانت في منتهى الحنين والامتنان ، تحدثت هند صبري عن المخرجة التي مهدت لها طريق التمثيل والنجاح وفتحت عينيها على جمال السينما ونبل رسالتها... كما عدّدت خصال مفيدة التلاتلي الإنسانة وميزاتها كمخرجة فريدة من نوعها تتعامل مع الفيلم كقصة حب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115