وفي هذا الإطار يأتي كتاب «شمس عملاقة حمراء: التوافق بين العلم والكتب المقدسة» للإجابة عن الاستفهامات والتساؤلات وتوضيح عديد الحقائق والمعطيات.
عن «دار ليدرز للنشر» صدر مؤخرا كتاب جديد للدكتور محمد فوزي الدريسي باللّغة الفرنسية تحت عنوان «شمس عملاقة حمراء: التوافق بين العلم والكتب المقدسة».
مقاربة توحيدية
إلى جانب تخصصه في مداواة القلب وعلله، يهتم دكتور أمراض القلب والشرايين محمد فوزي الدريسي بعلم الفلك وعلم الكونيات. وبعد 20 عاما من البحث في هذا المجال، جاء كتابه «شمس عملاقة حمراء: التوافق بين العلم والكتب المقدسة» كثمرة لسنوات من الدراسة والاستقصاء. قبل صدور هذا الكتاب، قام المؤلف بتطوير منهج جديد في قراءة القرآن وتفسيره على ضوء معطيات العلم الحديث. ونشر في هذا الغرض مقالا أوليا بعنوان «نهاية الكون بين العلم والقرآن الكريم» سنة 2010 في بيروت.
في مقدمة كتاب «شمس عملاقة حمراء: التوافق بين العلم والكتب المقدسة»، يقول، المفكر والباحث في أصول الدين والفكر الإسلامي المعاصر احميدة النيفر: «يعتمد مؤلف الكتاب الدكتور محمد فوزي الدريسي على مقاربة توحيدية تعتني بارتقاء الإنسان بكل خصائصه وهناته حين يتفاعل مع الكون معرفيا في امتداده ودقته ونموه. هي مقاربة جدلية بين دلالات النص القرآني الخاصة بالإنسان المخاطب بالوحي، وبين مجال الكون في تكوينه ومضمونه وتاريخه ونشأة الحياة فيه ومآلاتها، وبين ما توصلت إليه العلوم المعاصرة من فلك وفيزياء نووية وفيزياء فلكية».
فك الحجر المعرفي
عن القرآن
في دحض لنظرية القطيعة بين الكتب المقدسة والعلوم الحديثة، توصّل الدكتور محمد فوزي الدريسي في كتابه «شمس عملاقة حمراء: التوافق بين العلم والكتب المقدسة» إلى وجود نقاط التقاء ومواطن تقاطع وتوافق بين العلوم الصحيحة والنصوص المقدسة. ويؤكد صاحب الكتاب بأن «الكتب المقدسة ليست كتب علم وإنما هي التي تمدنا بإشارات علمية تؤكد لنا مصدرها المقدّس وتوصلنا إلى الحقيقة الكبرى حول الخلق».
على امتداد 228 صفحة -لم تخل من شواهد قرآنية ودلالات علمية-يعرض الكاتب «حقائق ومعطيات لم تنشر من قبل حول خلق الكون وتطوره وفنائه من خلال قراءة حديثة ومنهجية للنصوص المقدسة ليجيب من خلالها على أسئلة عديدة شكّلت على مدى قرون طويلة انقساما حادا إلى حد القطيعة بين العلماء ورجال الكنيسة».
وتتحدد غاية كتاب «شمس عملاقة حمراء: التوافق بين العلم والكتب المقدسة» حسب الدكتور احميدة النيفر في «فك الحجر المعرفي عن النص القرآني بإنهاء عزلته التي ضربتها حوله قراءة الترديد والدفاع. هو إثبات منهجي أن قدسية القرآن المجيد تواكب صفته التأسيسية التي تتحقق باستمرار عبر حضور طاقات الإنسان وفاعلية واقعه العلمي والفكري والاجتماعي بما يكشف معناه الممتد في الزمان والكون».