في شراكها الشخصيات العامة ويستهويه إسقاط الأقنعة عن وجوه السياسيين والمشاهير من خلال التمويه بتصوير برنامج تلفزي مزعوم.
لئن رافق الجدل حلقات كاميرا وليد الزريبي في كل موسم رمضاني، فإنّ قرار إيقاف التصوير جاء هذه المرة قبل البث وحتى قبل الإعلان الترويجي لـ«بطاقة جلب».
كاميرا خفية مثيرة للجدل والتهم
اقتحم الإعلامي وليد الزريبي في السنوات الأخيرة عالم الكاميرا الخفية التي تجاوز تقييمها ميزان النجاح والفشل لتقف على أعتاب المحاكم مطلوبة باسم قضايا مرفوعة ضدها ومتظلمة بدورها من محاولة منع حرية التعبير. ولم يخف المنتج وليد الزريبي تعرضه لتهديدات ومحاولة إغرائه بالهدايا والأموال من طرف بعض ضحايا الكاميرا الخفية مقابل عدم بث حلقات تدين هذه الشخصيات المعروفة وتفضح حقيقتها الخفية لدى عامة الناس.
ولم يكن من السهل على وليد الزريبي العثور على قناة تلفزية تتحمّل وزر بث حلقات كاميراه المثيرة للجدل والتهم. ولكن هذه المرة جاء المنع قبل انطلاق الموسم الرمضاني وبث حلقات البرنامج حيث أعلن المنتج وليد الزريبي في تدوينة نشرها على حسابه «فايسبوك» ما يلي : «في سابقة خطيرة جدا، وزارة الداخلية توقف تصوير برنامج الكاميرا الخفية، وتمنعنا من استكمال باقي الحلقات».
وتحمل هذه الكاميرا الخفية عنوان «بطاقة جلب»، يتم فيها استدعاء الضيوف في حوار مع الإعلامي زهير الجيس يبث على شاشة قناة أجنبية للحديث عن تونس ما بعد قرارات 25 جويلية 2021 . وفجأة تقوم قوات الأمن بمداهمة استوديو التصوير تنفيذا لصدور بطاقة جلب في حق الضيف عملا بالإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها الرئيس قيس سعيد.
وليد الزريبي وكشف الأقنعة
بعيدا عن أصول «فن المقلب» وأبجدياتها الكلاسيكية، تستهدف كاميرا وليد الزريبي باطن الشخصيات الضيفة ليعرّيها على حقيقتها أمام جمهور الشاشة الكبيرة. ففي سنة 2016 أوقعت كاميرا «ألو جدّة» في فخها مشاهير أظهروا الولاء للرئيس زين العابدين بن علي في حوار مزعوم مباشرة من جدّة. وفي سنة 2018 قضت المحكمة بإيقاف بث حلقات «شالوم» التي
تستدعي شخصيات سياسية وفنية ورياضية لإجراء حوار وهمي لفائدة قناة «سي آن آن» الأمريكية ولكن يتم ترتيب موعد مع الموساد لكشف مدى استعداد الضيف للتعامل مع إسرائيل.
وفي رمضان 2021، أثارت الكاميرا الخفية «أنجلينا 19» الجدل والاستنكار حيث يتم إيهام الضيوف بأنّ التلقيح ضد «كورونا» يؤدي إلى الوفاة مما دفع بعمادة الأطباء بتونس ومنظمة الصحة العالمية إلى المطالبة بالإيقاف الفوري لحلقات البرنامج.
وفي الوقت الذي يطالب فيه المنتج وليد الزريبي بضرورة احترام حرية التعبير، لم تفصح وزارة الداخلية عن أسباب الإيقاف لتصوير حلقات الكاميرا «بطاقة جلب». فهل سينجح وليد الزريبي في بث الحلقات التي تمّ تصويرها في قادم الأيام سيما بعد أن تمّ كشف اللعبة وحرق فخ «بطاقة جلب» ؟