أعرق منصات الفن السابع عبر قارات العالم. وفي مهرجان لوكارنو السينمائي بسويسرا سيمثل فلم «أطياف» للمخرج مهدي هميلي السينما التونسية في منافسة على «مسابقة صُنّاع أفلام الحاضر» المخصصة للمخرجين الصاعدين من جميع أنحاء العالم في عرضه العالمي الأوّل.
ويعدّ مهرجان لوكارنو السينمائي الذي تأسسّ عام 1946 من أعرق المحافل السينمائية العالمية. وتنطلق فعالياته سنويا في شهر أوت (من 4 أوت إلى غاية 14 أوت 2021) بمدينة لوكارنو السويسرية .
«أطياف» فلم عن تضحيات الأمومة وأمراض المجتمع
في فلم «أطياف» جمع المخرج الشاب مهدي هميلي بين قيم الإنسانية الكبرى من حب وتضحية وحرية ليخضعها إلى اختبارات الحياة وإكراهات المجتمع. وعن حكاية فلمه الجديد وعوالمه ومناخاته ، سبق وأن صرّح المخرج مهدي هميلي لـ«المغرب» بالقول: «تقع بطلة الفلم التي تؤدي دورها الممثلة عفاف بن محمود في ورطة حرجة تقودها إلى زنزانة السجن بتهمة الزنا. وأمام هذه الفضيحة، يهيم ابنها الوحيد على وجهه وقد انقلبت حياته رأسا على عقب بسبب هذا الحدث، الصدمة.بعد خروجها من السجن، ستسعى الأم إلى البحث عن ابنها الذي فقدت سبل الاتصال به في كل الدروب والمسالك... ممّا يمكنها من اكتشاف تونس القاع والهامش والتعرف على كل الفئات والشرائح الاجتماعية ... فإذا بها في رحلة البحث عن ابنها تعثر على ذاتها وتتصالح مع نفسها... وفي النهاية يمكن وصف فلم «أطياف» بأنه اشتغال على سينما الجسد وعلى تيمة الحرية في كل وجوهها...».
في فلمه الروائي الطويل الأوّل «تالة مون أمور»، وّجه المخرج مهدي هميلي الكاميرا والأضواء إلى حصاد الثورة التونسية بعد سنوات قليلة من اندلاعها، وفي فلمه الثاني «أطياف» يحاكم مهدي هميلي فوضى ما بعد الثورة وما نتج عنها من تغول لمنظومة الفساد ومن تدهور لأوضاع البسطاء والمواطنين وانسداد الآفاق وضيق الأحلام...
تنافس مع 14 فلما على 6 جوائز
في فضاءات مفتوحة ومغلقة، تجوّلت كاميرا المخرج مهدي هميلي بين الحمامات وقمرت وتونس العاصمة... لتصوير مشاهد فلمه الروائي الطويل «أطياف». ولئن قام هذا المخرج بتأليف سيناريو فلمه بنفسه، فإنه قد منح أدوار البطولة إلى كل من عفاف بن محمود و إيهاب بويحيي وحكيم بومسعدوي وإيهاب بن يحيى وهشام يعقوبي وسليم بكار وسارة الحناشي وزازا ... وقد وضع الموسيقى التصويرية لفلم «أطياف» الملحن والموزع الموسيقي الشهير أمين بوحافة.
وعن ظروف التصوير ومصادر التمويل، اعتبر المخرج مهدي هميلي في تصريح لـ «المغرب» أن هذا الفلم هو من أصعب تجاربه في الإخراج على كل المستويات باعتبار أنه يغوص في علاقات معقدة وأزمات عاطفية مربكة .. كما استغرق 4 سنوات في البحث عن مصادر تمويل قبل الحصول على دعم وزارة الشؤون الثقافية والدخول في شراكة إنتاج مع جهات سينمائية أجنبية.
وفلم «أطياف» هو إنتاج مشترك بين يول فيلم هاوس (تونس) وتارانتولا (لوكسمبورغ) وأم بي أم فيلم (فرنسا)، و كلاندستينو للإنتاج (تونس) وعلاّم فيلم (الولايات المتحدة الأمريكية). تم تطوير الفيلم في الورشة الكندية المرموقة (Grand Nord) كما فاز بجائزة أفضل سيناريو من المعهد الفرنسي وحصل على جائزة منصة الجونة لمرحلة ما بعد الإنتاج، كما حصل على دعم من المركز الوطني للسينما والصورة التونسي وصندوق الدعم بلوكسمبورغ ومركز السينما والصورة الفرنسي.
إلى جانب 15 فلما تعرض للمرة الأولى عالميا، يخوض الفلم التونسي «أطياف» غمار المنافسة على جوائز «مسابقة صُناع أفلام الحاضر». وتتنّوع الأفلام المشاركة بين الوثائقية والروائية، حيث تتنافس على الجوائز التالية: الفهد الذهبي لأفضل فيلم، أفضل مخرج صاعد، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، جائزة سواتش لأفضل عمل أول، جائزتا الفهد لأفضل ممثل وأفضل ممثلة.
درس مهدي هميلي السينما في تونس قبل تخرجه من المعهد العالي للسينما بباريس. وكثيرا ما كانت كاميرا هذا المخرج الشاب تقتنص ثنائيات الحب والمنفى، التضحية والانتقام، الألم والأمل... لإعادة صياغتها في حبكة سينمائية وطرح سوسيولوجي وثقافي واجتماعي.
فهل يعود فلم «أطياف» من مهرجان لوكارنو السينمائي بتتويج أو تنويه يشرّف السينما التونسية؟
في منافسة على جوائز مهرجان لوكارنو السينمائي: فلم «أطياف» لمهدي هميلي في عرض عالمي أوّل
- بقلم ليلى بورقعة
- 10:27 02/07/2021
- 1078 عدد المشاهدات
من مهرجان عالمي إلى آخر، تواصل السينما التونسية حصد التشريفات والتتويجات، إذ تسجل حضورها ومشاركتها في