عن شهر رمضان بالشكر، فقال: « وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ «البقرة: 185 وفي هذا لفت الأنظار لكل من صام وقام، وكل من أكرمه الله بشهر رمضان: أن يشكُرَ الله على تلك النعمة؛ فقد حرم منها غيرك، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن نقول بعد كل صلاة، كما علم معاذ بن جبل حين أخذ بيده وقال: «يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك»، فقال: «أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاةٍ تقول: اللهم أعني على ذِكرك، وشكرك، وحسن عبادتك».
أَوْليتَني نِعمًا أبوح بشُكرِها
وكفَيْتَني كلَّ الأمور بأَسْرِها
فلأشكُرَنَّكَ ما حَيِيتُ وإن أَمُتْ
فلَتَشْكرَنَّك أَعْظُمي في قبرِها
الشكور: اسمٌ مِن أسماء الله عز وجل، وقد وصف نفسه فقال»إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ» فاطر: 34، ولما كانت صفة الشكر من أحب الصفات، كان المتصف بها من الخَلْق مِن أحب الناس إليه.
الشكر في القرآن الكريم:
إن الله قرن الشكر بذكره، فقال: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ» البقرة: 152] كما قرنه بالإيمان، فقال: «َا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا» النساء: 147، ووعَد الله بالمزيد لمن شكره، فقال: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد» إبراهيم: 7، وقال: «وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ» آل عمران: 144 وقال: «وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ» آل عمران: 145، وأخبرنا أن رضاه في شكره: «وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ» الزمر : 7.
وأن الشكر هو الغاية من الخلق: «وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» النحل: 78، وأول وصية من الله للإنسان: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» لقمان: 14.
إن مِن المهام التي يقوم بها إبليس اللعين قطع الطريق على الشاكرين؛ «ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ» الأعراف: 17.