الأوبرا بمدينة الثقافة. وبعد أن منح المهرجان في حفل افتتاحه دروع التكريم إلى شخصيات عربية أضاءت المشهد السمعي – البصري، كانت سهرة الاختتام عبارة عن لحظات جميلة من التشويق والتتويج للانتاجات المبدعة على شاشة التلفزيون وأمام ميكرفون الراديو...
من 27 جوان إلى غاية الثلاثين من الشهر نفسه احتفت مدينة الثقافة بالمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون الذي تزامن موعده مع حدث إحياء خمسينية اتحاد إذاعات الدول العربية.
التلفزة التونسية تحصد 3 جوائز
يتبّوأ المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون مكانة أكبر تظاهرة إعلامية إذاعية وتلفزيونية في المنطقة العربية. وقد اتسعت شهرة هذا المهرجان بعد أن أصبح تظاهرة سنوية إذ كان ينتظم مرّة كل سنتين ابتداء من سنة2015 . وبعد أن احتفت الدورة 20 بالتكريمات في حفل افتتاحها، فقد كان الاختتام موّقعا بتهاني التتويج وفرحة الفوز بجوائز المهرجان المشجعة للإبداع التلفزي والعطاء الإذاعي.
ولم تتغيّب تونس عن منصة الظفر بالأوسمة والألقاب حيث اعتلت الركح بكل فخر التلفازات والإذاعات التونسية لمعانقة باقة من الجوائز التي تستحق الثناء والتقدير.
وقد حصدت مؤسسة التلفزة التونسية الجائزة الأولى في المسابقة الرسمية للمسلسلات الإجتماعية بفضل إنتاجها «المايسترو» في رمضان 2019. كما كانت من نصيبها الجائزة الأولى في صنف برامج المنوعات والسهرات الفنية عن برنامجها «جيتك عزيزة». أما الجائزة الثالثة التي ظفرت بها التلفزة التونسية فحملت عنوان جائزة الإبداع في مجال الإخراج للمخرج محمد علي سعيد عن برنامج الأطفال «ماترنا شو».
وفي قسم المسابقات التلفزيونية الموازية، فاز مسلسل «قضية 460» للمخرج مجدي السميري بالجائزة الثانية في صنف المسلسلات الاجتماعية .وقد تم عرضه في رمضان 2019 على شاشة قناة التاسعة.
إذاعات على منصة التتويج
لأنها الصوت والصدى، كان للإذاعات التونسية العمومية والخاصة حصة من غنيمة جوائز المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، حيث خطفت الإذاعة التونسية الأضواء بفوزها بالجائزة الأولى في نشرة الأخبار وأيضا على الجائزة الأولى في مسابقة ومضات التوعية العامة عن ومضتها «حوادث الطرقات». وفي صنف البرامج العلمية فازت الإذاعة التونسية بالجائزة الثانية وقيمتها 1500 دولار أمريكي بفضل برنامجها «لعشاق العلوم». وفي صنف التبادلات البرامجية فازت الإذاعة التونسية بالجائزة الأولى عن برنامجها «أعلام المسرح في الوطن العربي» والمتعلق بـ «علي بن عياد».
وفي برامج الطفل كانت الجائزة الثانية من نصيب برنامج «شاطئ الأمان» من إنتاج إذاعة المنستير .
في مسابقة ومضات التوعية العامة حازت إذاعة الديوان على الجائزة الأولى عن برنامجها «أشعلها فانطفأ» . كما فازت الإذاعة ذاتها بالجائزة الأولى للتنويه الإذاعي بفضل برنامجها «هنا تونس». أما إذاعة جوهرة أف أم فنالت الجائزة الثانية في صنف التنويه الإذاعي تقديرا لبرنامجها «الناس لُخْرى».
الجائزة الأولى لمسلسل «المايسترو، لكن ... !
منح مسلسل «المايسترو» التلفزة التونسية الفرصة الثمينة والحظ الجميل في اقتلاع الجائزة الأولى للمسلسلات الاجتماعية بالرغم من المنافسة الشرسة لحوالي 29 عملا عربيا ومزاحمة دول شهيرة بإنتاجها الدرامي واسع الانتشار من المحيط إلى الخليج.
وسبق للتلفزة التونسية أن فازت بالجائزة الأولى في المسابقة ذاتها عن مسلسل «ناعورة الهواء» سنة 2014 في جزئه الأول. كما أهدى مسلسل «الدوامة» الجائزة الثانية للتلفزة التونسية في مسابقة الدراما التلفزيونية 2018.
ولكن أمام هذه التتويجات المشرفة وهذا الاعتراف بتطور مستوى الدراما التونسية، يبدو أن هذه الألقاب لم تخدم كثيرا مسلسلاتنا في الانتشار عربيا خارج حدود الشاشة المحلية ولم تفتح أمامها أبواب الربح المالي باقتناء حلقاتها وعرضها على تلفازات أخرى.
في أيامنا هذه بات حاجز اللهجة التونسية واهيا، ونحن نرى ممثلين وممثلات من تونس يلعبون أدوارا في مسلسلات عربية بلهجتهم التونسية.
وبالرغم من التصريح في كل مرة بوجود «الخطّاب على الباب» لشراء حقوق بث المسلسلات التونسية المتميزة إلا أن هذه الوعود سرعان ما تتبّخر لتبقى مسلسلاتنا تحمل في يمينها جائزة ولقبا وفي شمالها حلما معلقا بالانتشار في المدى البعيد يوما ما !