الجاري فعاليات الطبعة 22 لـ«مهرجان مسرح التجريب بمدنين».
سيفتتح المهرجان بعرض مسرحية «ثورة الرّضع» لخالد اللملومي ومن انتاج المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين ليختتم بعرض مسرحية «انتلجنسيا» لنزار السعيدي الى جانب عرض مسرحيات «سر الحياة» من اخراج حمزة بن عون و«كوميديا» للكيلاني زقروبة و«مدام م» لآسيا الجعايبي و«سوق سوداء» للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بتطاوين ومن اخراج علي اليحياوي و»جويف»للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالقيروان ومن اخراج حمادي الوهايبي و»القبلة «لمنير.
اشكالية التجريب في المسرح التونسي
ينظم المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين وبالتعاون مع الجمعية التونسية للنقد المسرحي ندوة فكرية ستبحث في «إشكالية التجريب في المسرح التونسي» وذلك على مدار 3 آيام انطلاقا من يوم 20 افريل الجاري ويقدّم خلالها الاساتذة والدكاترة حاتم التليلي المحمودي مداخلة بعنوان «الميتانصية: والكتابة على الأنقاض» ومحمد عبازة مداخلة بعنوان «توظيف الفرجة الشعبية في المسرح التونسي» وكمال العلاوي مداخلة بعنوان «هل يوجد مسرح تجريبي في تونس؟» وفتحي العكاري مداخلة عن تجربته في المختبر المسرحي والأسعد بن حسين مداخلة بعنوان «التجريب في النص المسرحي :ضرورة أم رفاهة» وأحمد حاذق العرف مداخلة بعنوان «سؤال التجريب في المسرح التونسي ؟» وفوزية المزي مداخلة بعنوان «التّجريب في المسرح التّونسي : مشغل الآداء ما بعد الدّرامي في ثلاثيّة تسونامي» وعنف وخوف للمسرح الوطني»حيث أشارت الورقة العلمية لهذه الندوة الى تعدّد المهرجانات العربّية تحت تسمية «التجريب» أو «الطّليعة» أو «التّحديث» وتعددت فيها العروض التي تحمل نفس العلامة لتشير الى ان نفس العروض نجدها تنتقل من مهرجان الى آخر مرة تحت راية التجريب ومرات تحت رايات أخرى وهو ما يدعو حسب هذه الورقة العلمية الى وضع هذا المفهوم موضع تساؤل كما أكّدت الورقة سالفة الذكر والتي أعدّها الدكتور هشام بن عيسى أنه «في غمرة البحث عن التمويل والاتّجار بالمسرح ألا زال المسرحيون يؤمنون حقيقة بالتجريب؟ وألا يكون التجريب رفاها تقوم به نخبة من الفنانين على هامش المسرح العادي والتجاري وهم في ذلك غير مكترثين بالتحصيل المادي، ديدنهم في ذلك البحث والعطاء المسرحيين واعين بالمسار يحركهم في ذلك هاجس الاكتشاف لثنايا جديدة للتعبير وخلخلة المعهود،لذلك كان معظم الفاعلين في المسرح التجريبي منظّرين مسرحيين أي مبدعين قادرين على اخذ مسافة نقدية بالنسبة للممارسة المسرحيّة عامّة ولممارستهم الإبداعيّة خاصّة وإن كان المسرح في مفترق طرق بين البحث عن النّجاعة والوصول الى الجمهور بأقصر الطرق وأقلها تكلفة وتحقيقا للربح وبين البحث حسب هدف جمالي تقني غير ربحي عبر القيام بسلسلة من التجارب لا تفضي حتما الى عرض مسرحي وهوالأمر الذي يعقد المسألة على الفنان ويجعله يعيش مأزقا حقيقا بين الحياة المريحة للاتجار بالمسرح وبين البحث المضنى اللآّمهتمّ إلاّ بالبحث في اتّجاه مسار مضن من التجارب التي قد لاتصل الى الجمهور،فتناول موضوع مثل هذا ليس بالمسألة المهنية فهل العرض التجريبي هو عرض عادي أم عرض يتحرك في جمالية جديدة لم تبح بعد بمقوماتها وان تأسست فهل تبقى في دائرة التجريب أم تكون فعلا قد انتهت وركنت الى السّكوت والثبات؟هل نجد من يوضح لنا هذه اللحظة التي دخل فيها هذا المفهوم التاريخ وكيف تسّلل إليه وما هي أهمّ سماته و ما هي الظروف التي شكلته وساهمت في نحته وهل هناك جمالية ومنهج خاص بالتجريب؟ وهو ما يدعو الباحث الى طرح هذا المفهوم وتحديده نظرا لالتباسه وارتباطه بمفاهيم مشابهة متجاورة وكما يرى بافيس في تنافس مع مسرح الطليعة ومسرح المخبر والبرفورمانس ومسرح البحث...والمسرح التجريبي الذي يأتي ضد العادات والطرق المعبّدة للمسرح، في تعارض مع تقاليد صناعة العرض باحثا عن طرق جديدة للتعبير عن مواضيع جمالية قديمة ليتناول بها حداثتنا، والمسرح التجريبي كبحث متعدد التوجهات كلّ تجربة فيه رصدت لنفسها توجها ساءلت فيه المسرح وركزت فيه على ناحية من نواحيه وجعلتها جوهر العمليّة المسرحية وحدها فكان الممثل بالنسبة الى البعض جوهر التجريب والعملية الإبداعية وكان الجسد بالنسبة لبعض آخر موطن التجريب بعيدا عن النص ومثلت الإضاءة أو التشكيل الركحي أساس الإنشاء المسرحي بعيدا عن الممثل الآدمي بينما رأى آخرون في العلاقة بين القاعة والركح ومسألة أنماط الإنتاج وغائيته منتهى الفعل المسرحي وجوهره،فكيف تبلور إذا التجريب في تونس و ما هي مرتكزاته ومنجزاته وهو ما ستحاول هذه الندوة أن تجيب عنه عبر هذه محاور ثلاثة وهي التجريب والتراث والتجريب و النص والتجريب والكتابة الركحية «.