تـَـذَكّرتُ دَرْسِــيَ :
« اُلْــجَسَدُ اُلْرّاقِصُ حِينَ المآســيَ»
ورَكَــبـْــتُ إيــقَاعًــا ... أنيقَا شَاهِقَ اُلْنّغَمَـاتِ أنَا اُلْذِي صَنَعْتُهُ ليَ
عَلَى قِياسِـيَ وَمَقَاسـِيَ وَقُلتُ لْنَفْسِي
يا تُونِسيّةْ يا بـَربريةْ يـَا عَربيّة يا اُفْريقيّة
يا مُتَوسطيّة يا قطّةْ ,يا لقَطيةْ. يا جَميلةْ تَعَاليْ ارْقُصِــي
(...)
وبَعَثْتُ اٌلدّنْــيَا ... وأَهْلَهَا
تعْبثُ بالقَصَب وَترْهَــزُ للرّيـحِ اُلْرّهُوزِ...
بـِلاَ أَسَفٍ مِنيّ عَليْـــهَا هيّ اُلْدّنْيَا
هكَذا كُـنـــتُ أَقُولُ لِأُمّـــي.
فتَضَحْكُ مِــنّـِي أُمّـيَ وتَقُول لي:
أنْتَ مَـجْنُونٌ حَــقًا .
فأقُولُ لهَا : «مَنْ شَابهَ أُمّه وتُونسَ فـَمَـا ظَلــَمْ»
فَتـَـضْحًكُ أُمّــيَ أكْــثْـر .
وتقُول ليَ :
«الأكيد الأكيدْ أنّكَ تَوحَشْتَ خَالتَكَ (تونس)
فَأقُولُ لهَا :
أنا لَـمْ أنسَ اُلْبِنْتْ ( دْزايرْ ) أَبَدًا
فَتَقُول ليَ وَقَدْ أَخْفَتْ عَنيّ فـَجـَأةً دمْعةً فَاجَأْتْـهَا :
كَـمْ كانتْ تِلْكَ اُلْبُنيّةُ تُـحٍبّكَ
وكَـمْ كُنْتَ تُـحِــبـّـهَا وحينَ رَحُلوا عَنَّا كُـمْ كنتَ تَبْكى وَتُصابُ ليْلاً بِاُلْـحُـمـّـى وتـَهْذِي باسْــمِــها....»
ثُـمَّ تَصْمُتُ أُمِّـيَ وتَنْظرُ إلى اُلْسّماءْ
وَتقُولُ ليَ :
«عيْنكَ عَلَى تَلاَمِذتِك ..
منَ « اُلْفَلـــفَسَة» . فأقُولُ لَهَا :
مُسَافِرٌ أنَا اُلْآنَ أَراكِ بخَيلٍ يا فيْلسُوفَة «عَـمْرَة»
فتَغَالبُ أمّي دَمْعَـتَها وتضْحَكُ ...
وتقُولُ لِـيَ : « مَسْكِينَةٌ هيَّ اُلْـجـِرابْ اُلْتيّ تقَـعُ بَيْنَ يدَيْــكَ. آهٍ مِنْكَ وَمِنَ اُلْكُتُبِ..أنَا اُلْتي فَعَلْــتهَا بروحِي دُونَ أنْ أدْرْي لَـوْ كُنْتُ أعْلْــم مَا كُنْتُ قُدْتُكَ مِنْ يدَيكَ بِيَدِي إِلَى اُلْـمدْرَسَة».