اسرار الكلمة التونسية واللحن العالمي، السر اغان تثلج النفس و صور تمتع العين و نغمات تسرقك من مكانك وترحل بك بعيدا حيث اللامكان واللازمان.
أسرار هو آخر تجاربها، وهو مشروع فني يطمح إلى التجذر في التربة التونسية الأصيلة والانفتاح على المخزون الموسيقي المغاربي، وهو امتداد لنفس الجهد الذي أثرت فيه أجيال متعاقبة من الموسيقيين الذين صاغوا هويتنا، اسرار عرض تونسي كلمة وروحا.
حين تحلق الروح وتسمو باسم الفن
رقيق، هادئ هو صوت الناي تلك الالة الرقيقة كانت فاتحة عرض «اسرار» موسيقى تنزل على النفس كشذى تفتح زهرة اللوز صبيحة يوم ربيعي هادئ، موسيقى وكانها تلك التي قال عنها درويش:
وهو الشفيفُ كضحكةٍ مائيةٍ نبتتْ
على الأغصانِ من خفرِ النَّدى...
وهو الخفيفُ كجملةٍ بيضاءَ موسيقيةٍ...
وهو الضعيفُ كلمحِ خاطرةٍ
تطلُّ على أصابِعنا
ونكتبُها سُدى
وهو الكثيفُ كبيتِ شعرٍ لا يدوَّن
بالحروف
كذلك كانت نغمات الناي في فاتحة عرض اسرار، رقة تجاوبت معها الفنانة باغنية «يا وليدي» اغنية تتحدث فيها ام الوطن وتنصح ابنها ان لا يتجاوب مع طيور الظلام لانهم ينشرون الموت أينما حلوا، وكلما تجاوب معهم الإنسان فقد جزءا من ذاكرته اليس الوطن ذاكرة « يا وليدي راني نوصيك طيور الظلام يحومو غير السواد يرومون، ياوليدي ربي يحمي بلاد عليها عساس مرفوع الراس».
«أسرار» عرض لروضة بن عبد الله يضم العرض مختارات غنائية من الموروث المغاربي الهائل والمتنوع، في العرض تأريخ لأحداث وشخصيات تشكل علامات في تاريخنا، كما يحتوي على إنتاجات موسيقية جديدة، وتجارب روضة عبد الله الأولى في التلحين صيغت انطلاقا من النغمات التونسية والمغاربية الأصيلة، من طبوعها وإيقاعاتها وطرق الآداء التي اجترحها الآباء والأمهات المؤسسين، حتى لا ننسى أننا من ذلك الرحم، وأننا أيضا أبناء زمننا
خاصة في ظل التطورات الجديدة حيث تشهد وفود «ثقافات» غريبة على عبقرية المكان التونسي بألوانه وعبقه وموسيقاه وقيمه ورؤيته المجتمعية وغريبة على ما استقر في «روحه المستتر» من كلمات وانغام وحكايات ومن جمرات تهدد بنسف الذاكرة المرجعية.
بين الذاكرة والآن توزعت نغمات وكلمات عرض «أسرار»، موسيقى القناوة والسطمبالي والنغمات التونسية والمغاربية جميعها حضرت في «اسرا»ر، لكل أغنية سرها وخاصيتها ولكل اغنية كلمات رقيقة، اغاني الحب وأغاني الحياة والأمل، من «يا وليدي» الى و«»علاش» و «اللي فات» و«ساعات» و «انا حبيت» و«انادي اناد» أول تجارب الفنانة في التلحين كلها قدمتها في أسرار وباحت بحب مخفي للنوتة واللحن الجميل، «ساعات نتوحشك في سكات نتفكر حكايات، نكتم في قلبي وخلّي يقولو نسات».
ساعة من المزج بين الألحان الطبوع التونسية والنغمات المغاربية والعالمية، موسيقى القناوة والسطمبالي وموسيقى أورويا الشرقية رحلة بين النغمات قادتها روضة بن عبد الله واسرارها.
اتحدت النغمات في رحلة النشوة
للناي سحره وللكمنجة غنجها وللقيتارة دلالها وللعود صوته وللدرامز ميزتها و للايقاع اختلافه، رحلة انطلقت مع موسيقى ناي حسين بنميلود فارتقت النفس إلى أعلى درجات النشوة و الحبو وهامت الروح باحثة عن عالم مميز كتبت ملامحه نغمات الكمان الرقيقة، نغمات كمنجة محمد الغربي كانت ساحرة تذهلك وتجعلك تغمض عينيك عنوة فقط لتحلم ، حلم جميل هادئ كرذاذ المطر يتساقط من اوتار عود صحبي مصطفى فتنتشي الروح وتراقص قيتارة مهدي البحري و زياد كود و كلا ارتفع ايقاع لطفي صوة الا و زادت الخطوات عنفا وانتفض الجسد كما تنتفض الات الدرامز التي ينقر عليها محمد الخشناوي.
جميلة هي النغمات ورقيقة الالحان و الموسيقى التي قدمتها روضة بن عبد الله في عرضها اسرار، ولكن ما محل الرقصات من العرض، الكوريغراف يتقن الاداء ولكن هناك تصميم للرقصات؟ وهل قاموا بمراجعة الرقصات ؟ اليس للجسد لغته الخاصة به والقادرة على الاقناع فاين لغة الجسد في عرض «اسرار» ام ان جسد اشرف بلحاج مبارك ابى البوح بالمخفي؟
دور الثقافة دون انترنات؟
علمت المغرب ان دور الثقافة التابعة لولاية تونس اغلبها قطع عنها الانترنيت بعد عدم خلاص فاتورة الانترنيت،وللاشارة فان خلاص الفواتير يمرر الى مراقب المصاريف الذي عين بعد حل اللجان الثقافية ليمضي على الفاتورة ثم يتم سدادها، والى اليوم 14 افريل لازال مسيرو دور الثقافة ينتظرون «تخربيشة» مراقب المصاريف ليتمتعوا بخدمة الانترنيت، مع الإشارة انه اشهر جانفي وفيفري ومارس و نصف افريل من العام 2016 سيتم سداد فواتيرها رغم عدم تمتعهم بخدمة الانترنيت، الا يعد تباطئ السيد مراقب المصاريف و سداد أربعة أشهر اهدار للمال العام؟ و كيف يمكنهم العمل دون انترنيت؟ ولماذا كل هذا البطء في الامضاء على احتياجات دور الثقافة ام ان الحبر يجف حين تعترضه كلمة «ثقافة»، وثقافة 2016 دون انترنيت. فمن المسؤول؟؟؟.