... فميراث الشاعر أكبر من أن يقدّر بالدينار والدولار وأن تستوعبه السجلات والملفات لأنه ببساطة غير قابل للقسمة بل هو ملكية «شيوعية» وهدية مجانية لكل عشاق شعره وأحبّاء قصيده ... لقد كان الأمر مختلفا ويتعلق بضبط الإجراءات للحصول على تأشيرة قانونية لبعث جمعية «تونس الشاعرة».
ودّع «المنديل الذي يوّدع، والمناديل التي توّدع، والدموع التي توّدعه» .. ورحل ! وقبل الرّحيل الأخير، أودع الشاعر الكبير حبيبته «تونس» أشعارا وأفكارا وأضغاث أحلام... وربما كان آخر هذه الرغبات والأمنيات تأسيس وترؤس جمعية «تونس الشاعرة»!
« جائزة أولاد أحمد للشعر»...لما لا؟
لأنّ»الشعر حاجة ضرورية» عند الصغير أولاد أحمد، ولأنّه فارس القوافي ومروّض الكلمات كانت الرغبة الشديدة لدى فقيد القصيدة التونسية والعربية في تأسيس جمعية ثقافية تعنى بفنّ الشعر تحت تسمية «تونس الشاعرة». وقبل أن تخطفه يد المنون، كان صاحب «القيادة الشعرية» يستعد إلى تسجيل جمعيته الجديدة والإعلان عن تأسيسها حتى إنه قبل يوم واحد من وفاته استدعى عدل تنفيذ إلى غرفته بالمستشفى العسكري وأنهى صحبة رفيقه «عادل الحاج سالم» ضبط الوثائق اللازمة للحصول على التأشيرة القانونية. وقد تم إيداع مطلب الحصول على رخصة بعث الجمعية لدى مصالح رئاسة الحكومة في صباح اليوم الذي توّفي فيه الشاعر الصغير أولاد أحمد.
ولعلّ من أهم أهداف جمعية «تونس الشاعرة» رفع مرتية الشعر إلى منزلة الحاجة البشرية ونشر الثقافة الشعرية والتعريف بالشعر التونسي وتعزيز حضوره في المناسبات الإقليمية والعربية والدولية وتدعيم البحوث والدراسات الأكاديمية في المجال الشعري ...كما وقع التباحث في إمكانية تخصيص جائزة شعرية تحت عنوان « جائزة أولاد أحمد للشعر».
أولاد أحمد يحوّل شقته إلى مقر للجمعية
وإن لم يمهل الموت الصغير أولاد أحمد البعض من الوقت والقليل من الأيّام لتأسيس جمعيته «تونس الشاعرة»وترؤسها فإن من بين أسماء أعضاء الجمعية: الأستاذة الجامعية حياة حمدي الوسلاتي والممثل جمال المداني والإعلامي عادل حاج سالم والفنان خميس البحري والباحثة فايزة المسعودي والناشر حافظ بوجميل...
ولأنه تعبّد في محراب الشعر والفكر فقد تعلم الزهد في كل زائل في هذه الحياة ولم يبخل على الشعر و»تونس الشاعرة» بأن يهب.....