دعوات إلى «تونسة» المهرجانات الصيفية هل تكون أزمة الدينار في صالح الفنّان التونسي ؟

في بلادنا مثل شعبي قديم يقول :»كي قنديل باب منارة ما يضوي كان على البّراني»... وكثيرا ما يستعير أهل الفن والموسيقى في بلادنا هذا المثل للتعبير عن استيائهم وإحساسهم بالضيم أمام فتح أبواب المهرجانات الصيفية على مصراعيها للفنان الأجنبي والخضوع لكل طلباته وشروطه...

مقابل تجاهل الفنان التونسي واعتباره بمثابة «العجلة الخامسة» في جدول البرمجة.

وأمام السقوط المدوي والانهيار الكبير لقيمة الدينار التونسي علت الأصوات المطالبة بإيقاف توريد الكماليات والإقبال على المنتوج المحلي في مطالبة للحكومة بوضع حدّ للنزيف الذي تعرفه ميزانية الدولة. وككل القطاعات فإن المجال الثقافي مطالب بدوره بألاّ يكون مصدر نزيف للعملة الصعبة حتى لا تشتد الأزمة. وإن يلقي انخفاض الدينار بظلاله على المهرجانات الصيفية مما قد يؤدي إلى الاستغناء عن خدمات الفنانين الأجانب والعدول عن استضافة عدد من نجوم العالم من الغرب والشرق من أصحاب الأجور الخيالية... فقد تكون هذه الأزمة»ربّ ضارة نافعة» في إنصاف الحناجر الذهبية والأصوات العذبة والمواهب المغمورة ومنحها حق الصعود على ركح مهرجانات بلدها بعد طول انتظار وإقصاء وعناء... وكم من الأسماء التونسية نجحت باقتدار في إثبات جدارتها في ملء مدارج المسارح في تونس والخارج بعيدا عن التعلل الواهي بأن الفنان التونسي لا يجلب الاهتمام ولايستقطب الجمهور...

وفي سياق الوضع الاقتصادي الحرج، تصاعدت الدعوات مؤخرا في شكل عريضة إلكترونية مطالبة وزارة الشؤون الثقافية بـ»إلزام كل المهرجانات الصيفية بعدم التعاقد مع فنانين أجانب هذا العام وذلك لحفظ كرامة الفنان التونسي من جهة وللحفاظ على العملة الصعبة من جهة أخرى...».

وإن يبدو من الصعب إيقاف التعامل مع الفنانين الأجانب بصفة قطعية بسبب عقود أو اتفاقيات سابقة خصوصا وأن هذه المهرجانات تتبنى صفة «الدولية»، فلابد من مراعاة خصوصية المرحلة الاقتصادية ببلادنا بإيجاد المعادلة المثلى بين المحافظة على البعد الدولي في مهرجاناتنا الصيفية وعدم استنزاف الموارد المالية.

وفي الأخير يبقى الفنان التونسي هو الأحق بالظهور في وطنه والحضور في مهرجانات بلده أليس «الأقربون أولى بالمعروف»؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115