وموريتانيا بأشواط في تسجيل أكثر من عنصر في قائمة اليونسكو، ها هي تركيا تدرج فن الخزف و»الخبز الرقيق» في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
يُعرّف التراث اللاّمادي أو التراث الحيّ بأنه المصدر الرئيسي للتنوع الثقافي ويشمل الممارسات والتمثلات والتعابير والمعارف والمهارات وكذا الآلات والأدوات والأشياء الاصطناعية والفضاءات الثقافية المرتبطة بها...
الخزف التونسي يخسر الرّهان !
في الأيام الأخيرة، أدرجت المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، فن الخزف والخبز الرقيق المعروف في تركيا بـ «لافاش» و«يوفكا»، في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
وإن كان يحسب لتركيا نجاحها في تحقيق هذا المكسب الثقافي والحضاري فهذا يعني أن تونس قد خسرت الرّهان في تسجيل فنّ الخزف في قائمة التراث العالمي
بالرغم من تجذّر هذا الفن في حضارتها وأسواقها ومدنها منذ أقدم العصور. وفي هذا السياق، يقول الباحث عدنان الوحيشي:» تونس كانت من القديم مركزا لصنع الخزف بأنواعه ونحن نعرف أنه منذ القدم كانت تونس مركزا لصنع الخزف الأفريقي وهو خزف راق أحمر اللون لمّاع وكان يصدّر إلى كل أرجاء البحر الأبيض المتوسط بغربه وشرقه وكانت تونس في القرن السادس والسابع وحتى إلى حدود القرن الثامن أهمّ مركز لإنتاج الخزف في العالم فنجد الخزف التونسي في لبنان وسوريا وفي مصر وإسبانيا وحتّى مراكز الخزف الأخرى كانت تستورد الخزف التونسي وتستورد قوالب صنع الخزف لأن هناك تقنية قديمة في صنع الخزف بالقالب وكانت القوالب تستورد من تونس وكانت هذه القوالب محبّذة» .
لجان وجرد .. وبعد؟
لأن التراث اللامادي كثيرا ما يكون متشابها وحتى مشتركا بين أكثر من دولة واحدة، فإن البلدان تتنافس من أجل الوصول أوّلا إلى خط السباق في تسجيل عناصر تراثها الحي ضمن قائمة التراث الحي ّ...أما تونس فهي لا تزال تتلمس الطريق في تثمين إرثها الحضاري غير الملموس .
وإن تمّ تكوين لجنة التراث الثقافي غير المادي منذ 09 ديسمبر 2013، والتي تضم ممثّلين عن الهياكل المعنية بوزارة الشؤون الثقافة ومؤسساتها المرجعية وثلّة من الخبراء في مجال التراث الثقافي غير المادي وممثّلين عن الديوان الوطني للصناعات التقليدية وعن المجتمع المدني...فإلى اليوم لم تتوصل.....