وفي الوقت الذي يختار فيه الكثير من الفنانين والمبدعين النأي بأسمائهم عن «التورط» في اللعبة السياسية وعدم الانتماء إلى أي حزب أو تيار أو اتجاه... اختار الفنان الكبير نجا المهدواي عن طواعية الالتحاق بركب الأحزاب السياسية وامتطاء السفينة الحزبية ...
ولاشك أن قرار الفنان الكبير صاحب الشهرة العالمية نجا المهداوي في الانضمام إلى حركة مشروع تونس يشكل مكسبا ثمينا لهذا الحزب الذي نجح في استمالة فنان تشكيلي يجيد الرسم واللعب بالحرف حتى صار وجها بارزا في المتاحف الدولية وأروقة الفنون العالمية... ففي رصيد هذا الفنان- الذي ولد سنة 1937 بتونس العاصمة ودرس في أكاديمية الفنون سانتا أندريا بروما ثم في مدرسة اللوفر بقسم الآثار الشرقية القديمة - سيرة ذاتية ثرية بالجوائز والتتويجات على غرار حصوله على الكأس الذهبية في مهرجان مدينة «كان» الفرنسية للفنون المرئية سنة 1968 كما حصل على الجائزة الدولية الكبرى للفنون ببغداد سنة 1986 وعلى الجائزة الكبرى للفنون والآداب من وزارة الثقافة التونسية سنة 2005 ...
وعن هذا الفنان الكبير قال الشاعر الشهير نزار قباني ذات ربيع من سنة 1994، ما يلي :
«ليس رساماً مبدعاً فقط ولكن خلاصته الشعر ،
والرسم معاً...
لوحاته لا تشبه لوحات الآخرين وألوانه أغنى من ألوان قوس قزح...
باسم الشعر أحييه وأحيي أصالته وتفرده...
إنه بكلمة واحدة خرافة...»