أوبيريت بعنوان "تونس تاج إفريقيا"، وهي عمل تربوي فني يجمع بين المسرح والغناء والاستعراض، موجّه إلى الأطفال بهدف ترسيخ القيم الوطنية وتعريف الناشئة بتاريخ تونس وحضارتها العريقة.
من هذا المنطلق، يأتي عرض الأوبيريت "تونس تاج إفريقيا" ليقدّم مثالا حيّا على هذا التوجه، حيث تلتقي الرسالة الفنية بالهدف التربوي في إطار تفاعلي جماعي، يجعل من الفن وسيلة لتجذير الهوية وتعميق الانتماء.
جاء هذا العمل ثمرة تعاون بين عدد من المحاضن بولاية أريانة من جهة، ومكونات المجتمع المدني ممثلة في جمعية "أنا" من جهة أخرى، وذلك تحت إشراف المندوبية الجهوية للطفولة. العمل، الذي تولّى فكرته وإخراجه أحمد عبد الصبور، وجمع بين نصّ رباب محمد وسينوغرافيا نور جلولي، لا يكتفي بتقديم عرض ترفيهي موجه للطفل، بل يندرج في مسار ثقافي- بيداغوجي أوسع يراهن على الفن كوسيلة تعليمية وتكوينية.
وقد شاركت في الأوبيريت محاضن "جمال الورود"، "الجيل الذهبي"، "العباقرة الصغار" و"الفردوس"، في تجربة جماعية تعزز قيم المشاركة والتعاون وتكسر منطق الاستهلاك الثقافي الأحادي، لتمنح الطفل موقعا مركزيا في المشهد الفني.
يهدف العمل إلى تعريف الطفل بتاريخ تونس وحضاراتها المتعاقبة، في ربط واع بين الماضي والحاضر، يعيد تشكيل الوعي الوطني من خلال اللغة الجمالية. كما يسعى إلى تنمية الحس الفني والجمالي وتطوير مهارات التعبير، في انسجام تام مع حاجيات الطفولة في عصر متحوّل وسريع الإيقاع.
بهذه التجربة، يؤكد القائمون على الأوبيريت أنّ الفن حين يُوظَّف بذكاء ووعي تربوي، يتحول إلى أداة فعّالة في بناء الذات وتنمية المجتمع، ويصبح الطفل من خلاله شريكا في صناعة المعنى لا مجرد مستقبل له.