الظرف الاقتصادي للثلاثي الثالث: تراجع في مداخيل السياحة ارتفاع في نسبة التضخم وتفاقم العجز التجاري والدينار يواصل انزلاقه

لم تكن النتائج المسجلة خلال الثلاثي الثالث والى حدود شهر سبتمبر في مستوى التطلعات لتحقيق نسبة نمو افضل من الثلاثيتين السابقتين فقد كانت نسبة النمو للسداسي الاول في مستوى 1.2 بالمائة في حين تتطلع الحكومة الى تحقيق نسبة نمو محددة ب1.5 بالمائة نهاية السنة.

في حصيلة النتائج المسجلة من بداية السنة إلى شهر سبتمبر تميزت جل القطاعات بأداء متواضع تأثرا بالظرف الاقتصادي والمالي العالمي وبالظرف الداخلي فقد تم تسجيل تحسن طفيف في النشاط السياحي خلال شهر سبتمبر بزيادة ب 1.6 % في عدد الوافدين إلا انه تم تسجيل تراجع في المداخيل السياحية بـ 8.4 %. فيما سجلت نسبة التضخم خلال شهر سبتمبر لتبلغ 4.2 % وارتفعت الصادرات بـ 3.1 بالمائة نتيجة تحسن في صادرات قطاع الفسفاط ومشتقاته بنسبة 72.1 % وصادرات الصناعات الميكانيكية

والكهربائية بنسبة 16.5 % وصادرات قطاع النسيج والملابس فيما سجلت صادرات قطاع الطاقة تراجعت بنسبة 45.3 % وكذلك صادرات المنتوجات الفلاحية والغذائية بـ 33.1 %.

من جهة أخرى سجلت الواردات بنسبة 2.3 % في مقارنة بالفترة نفسها من العام الفارط. نتيجة ارتفاع واردات المواد الطاقية والفسفاطية والمواد الأولية ونصف المصنعة . والمواد الاستهلاكية غير الأساسية ومواد التجهيز بمقابل انخفاض واردات الطاقة والمواد الفلاحية الأساسية.ونتيجة لذلك تفاقم العجز التجاري بـ53.7 م د والعجز التجاري المسجل ناتج أساسا عن العجز مع الصين الشعبية وايطاليا وتركيا وروسيا.

على المستوى المالي تسجل قيمة الدينار، خلال شهر سبتمبر 2016 تراجعا أمام أهم العملات الأجنبية، مقارنة بمعدلات شهر أوت 2016 اذ تراجع الدينار بـ-0.1 % أمام الدولار وعرف ارتفاعا بـ0.6 % أمام اليان الياباني، فيما سجل استقرارا إزاء الاورو.

علما وان النتائج المسجلة في الاستثمار والى حدود شهر أوت سجلت تراجعا ب 21.2 %، وفيما يتعلق بموارد الميزانية فقد تطور حجم الموارد الجملية بـ 12.6 % نتيجة ارتفاع الموارد الذاتية الناتجة عن ارتفاع المداخيل غير الجبائية فيما سجلت المداخيل الجبائية تراجعا بـ0.5 %.

الضغوطات التي يعيشها الاقتصاد هي نتيجة تواضع النتائج المسجلة لأبرز القطاعات والتي انعكست نتائجها في الثلاثيتين الاوليين بتحقيق نسبة نمو ضعيفة وهو مادفع الى تعديل في التوقعات بالتخفيض الى 1.5 % ولئن كانت النسبة المسجلة لهذه السنة أفضل من العام 2015 الذي شهد في الثلاثيتين الأوليين دخول في انكماش تقني نتيجة تسجيل نسبة نمو سلبية لثلاثيتين متتاليتين الا انها لاتستجيب لتطلعات الحكومة بتقليص نسبة البطالة وتقليص نسبة المديونية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115