فيما حماس تتباحث مع فصائل المقاومة لاتخاذ موقف موحّد حول الهدنة جدل وخلافات حول الخطة الإسرائيلية "اليوم التالي" للحكم في غزة ما بعد الحرب

تجري حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القاهرة مباحثات مع الفصائل الفلسطينية

لاتخاذ موقف مُوحّد بشأن عرض صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل ووقف إطلاق النار في غزة، ومن ثم تقديمه للجانب المصري ، في وقت تتزايد فيه وتيرة الحرب في قطاع غزة بعد 119 يوما على اندلاعها. واللافت كان موقف أمين عام حركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة، امس والذي اعلن فيه أن حركته لن تنخرط في أية تفاهمات بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دون ضمان وقف شامل لإطلاق النار.

فالشرط الأساسي لأية هدنة او تفاهم جديد مع الاحتلال يجب ان ينطلق من مبدأ وقف شامل لإطلاق النار خاصة بعد ان برهنت الهدنة السابقة عن تعثرها وانهيارها . فإسرائيل تواصل حرب الإبادة الشاملة في هذه الحرب الأشد والاطول والأكثر ضراوة من كل الحروب السابقة الإسرائيلية على غزة لان احد اهم أهدافها هو انهاء أي وجود لفصائل المقاومة ولأي وجود عسكري لا يزال يدافع عن الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف . فبخلاف جولات الحروب السابقة التي كانت تنتهي بهدنة تؤدي الى وقف شامل لاطلاق النار ، هذه المرة إسرائيل تتمادى في الحرب لتحقيق أهدافها التي بان جليا خاصة امام الشارع الإسرائيلي في الداخل، انها كانت حرب فاشلة ولم تحقق أيا من أهدافها المعلنة واهمها تحرير الأسرى وانهاء حماس وتهجير الغزاويين بسبب صمود المقاومة .
ورغم الجهود الدولية لوقف الحرب الصهيونية قضائيا وسياسيا إلاّ أنّ سلطات الإحتلال الإسرائيلي تستمرّ في حرب الإبادة التي تشنّها منذ 7 أكتوبر المنقضي ضد الإحتلال . وبالتزامن مع المفاوضات الدائرة حول مقترح الهدنة الذي تمخض عنه اجتماع باريس الأحد نشرت صحيفة ''معاريف'' المقربة من حكومة الإحتلال خطة سميت بـ" اليوم التالي'' وهي خطة فرضتها ضغوط حلفاء إسرائيل في اتجاه إعداد خطة لمستقبل غزة ما بعد انتهاء الحرب.
ويمثل ملف الحكم في غزة مابعد الحرب محور خلاف كبير بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والكيان الصهيوني المحتل ، مايجعل الحديث عن مرحلة مابعد الحرب مشروطا بتوافق حول هذه النقطة بالغة الأهمية . وكشف مصدر فلسطيني مطلع، أمس الخميس، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ما تزال تجري مباحثات مع الفصائل الفلسطينية لاتخاذ موقف موحد بشأن عرض صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل ووقف إطلاق النار في غزة،.وتعليقا على تقارير إعلامية عن موافقة حماس على صفقة لتبادل الأسرى، قال مصدر وفق الأناضول، إن "حماس ما تزال تجري مباحثات مع الفصال الفلسطينية لاتخاذ موقف موحد وتقديمه للجانب المصري حول عرض صفقة التبادل".
علما أن أمين عام حركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة، قال أن "الحركة أرسلت استفسارات للجانب المصري حول تفاصيل تتعلق بالصفقة، ومنها قضية انسحاب الجيش من غزة خلال فترة التهدئة التي ستتم في الجزء الأول من الاتفاق".وأكد المصدر أن "رد الحركة النهائي لم يقدم حتى الآن للجانب المصري"، مشددا على أن "المباحثات مع المسؤولين المصريين ما زالت مستمرة".

خطة ''اليوم التالي'' .. المراحل والبنود
وأثارت خطة اسرائيلية تم الكشف عنها جدلا داخل إسرائيل حول من سيحكم غزة في اليوم التالي للحرب ،وكشفت صحيفة ''معاريف'' خطة سرية من 3 مراحل صيغت من مقربين من نتنياهو سميت بـ''اليوم التالي'' . ووفق نفس المصدر فإن الخطة ذات المراحل المتعددة صاغها مجموعة من رجال الأعمال لمستقبل قطاع غزة تعد تجربة اختبار من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.وقالت الصحيفة إن المرحلة الأولى تقضي بإنشاء إدارة عسكرية إسرائيلية كاملة في غزة، والتي ستدير نقل المساعدات الإنسانية وتتولى مسؤولية رعاية السكان المدنيين في غزة خلال المرحلة الانتقالية.
وأوضحت أنه في المرحلة الثانية، والتي ستحدث في الوقت نفسه، سيتم إنشاء تحالف دولي للدول العربية تشارك فيه السعودية ومصر والمغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين ودول أخرى.في حين لم يصدر تعليق فوري من الدول العربية المذكورة على ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية.ولفتت معاريف إلى أن هذا التحالف سيكون جزءا من اتفاق التطبيع الإقليمي الذي سيتم توقيعه لاحقا، وسيقف وراء إنشاء هيئة جديدة تسمى السلطة الفلسطينية الجديدة.
وذكرت أن السلطة الفلسطينية الجديدة ستضم مسؤولين لا يرتبطون بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولا يرتبطون بشكل مباشر مع (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن، وسوف يتسلمون من إسرائيل المسؤولية عن غزة، وبالتالي سيتم إلغاء الحكومة العسكرية أيضا.وتابعت الصحيفة: "ستحتفظ إسرائيل بالحق في التصرف على المستوى الأمني في غزة، بالطريقة التي تعمل بها في الضفة الغربية، كلما نشأت احتياجات لإحباط عمليات".
وبشأن المرحلة الثالثة أوضحت الصحيفة أنها لن تحدث إلا بعد استقرار قطاع غزة ونجاح الهيئة الجديدة، أي السلطة الفلسطينية الجديدة، وسيتم تنفيذ إصلاح شامل أيضا في عمل السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية بما في ذلك منهاج نظام التعليم الفلسطيني.
وأضافت: إذا سارت هذه المرحلة أيضا على ما يرام، وضمن جدول زمني سيتم تحديده مسبقا، من سنتين إلى 4 سنوات، فإن إسرائيل ستوافق على الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح في أراضي السلطة الفلسطينية، بل وستناقش إمكانية نقل مناطق إضافية، لا تتطلب إخلاء المستوطنات، إلى تلك الدولة.وبحسب الصحيفة فقد صيغت هذه الخطة سرا في إسرائيل من قبل هيئة بإسرائيل تضم مجموعة من رجال الأعمال، كما تم عرضها على المسؤولين الأمريكيين الرسميين.وقالت إن من بين رجال الأعمال هؤلاء بعض المقربين من نتنياهو، وأحدهم صديق مقرب حقيقي.
واعتبرت الصحيفة أنّ هذا هو مقترح نتنياهو التجريبي الذي يتوافق مع المبادرة الأمريكية للتسوية الشاملة للشرق الأوسط. وكانت الولايات المتحدة أعلنت مرارا في الأسابيع الأخيرة رفضها إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة أو إقامة مستوطنات فيه أو تهجير سكانه.
صراع حول الحكم في غزة
ولطالما مثل ملف حكم غزة ما بعد الحرب محور جدل بين حماس وإسرائيل حيث ترفض حركة المقاومة الإسلامية مناقشة هذا الملف متمسكة بحقها في إدارة شؤون القطاع ، وحول موقف الولايات المتحدة مما سيجري في غزة بعد الحرب يرى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن واشنطن ترغب برؤية توحيد الضفة الغربية وغزة تحت حكم بقيادة فلسطينية، قائلا "وذلك ما نعمل على تحقيقه على المدى الطويل".
وأضاف المتحدث الأمريكي أن ثمة حاجة إلى فترة انتقالية، "لكن تلك هي الرؤية التي سترون وزير الخارجية يحرز تقدما فيها خلال هذه الرحلة على مدى الأسبوع المقبل"، حيث يعقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مزيدا من المناقشات حول الكيفية التي ستُدار بها غزة خلال جولة دبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط بدأها أمس الجمعة بزيارة تركيا وستشمل 5 دول عربية وإسرائيل.
وعن موقف مصر التي لعبت دور الوسيط في المفاوضات الإسرائيلية مع حركة حماس طيلة سنوات، نقلت ''رويترز'' عن مصدرين أمنيين مصريين الشهر الماضي أن حماس وحركة الجهاد رفضتا اقتراح القاهرة بأن تتخلى عن السلطة من أجل إقرار وقف دائم لإطلاق النار.وأشار المصدران ـ وفقا لرويترزـ إلى أن مصر اقترحت إجراء انتخابات وقدمت ضمانات لحماس بعدم ملاحقة أعضائها أو محاكمتهم، لكن الحركة رفضت تقديم أي تنازلات سوى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لديها.وردا على الاقتراح المصري، قال مسؤول في حركة حماس إن مستقبل غزة لا يمكن أن يحدده سوى الفلسطينيون أنفسهم؛ وهو ما يجعل أي تنازل عن السلطة تحت تهديد إسرائيلي غير مقبول.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في خطاب الشهر الماضي إن "أي ترتيب في غزة أو بشأن القضية الفلسطينية من دون حماس أو فصائل المقاومة هو وهم وسراب".
جاء موقفها على لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي دعا إلى وقف فوري للحرب في قطاع غزة وعقد مؤتمر دولي للسلام للتوصل إلى حل سياسي دائم يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وجدّد عباس في مقابلة أجرتها معه "رويترز" تأكيد موقفه الثابت لصالح التفاوض بدلا من المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال الذي طال أمده، مشيرا إلى أنه -بناء على اتفاق دولي ملزم- سيعمل على إحياء السلطة الفلسطينية الضعيفة وتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تم تعليقها بعد فوز حماس عام 2006.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115