من "الحزام والطريق" الى مبادرة التنمية العالمية والوساطة بين ايران والسعودية مبادرات الصين في خضم التحديات الراهنة

حملت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للصين مؤخرا تساؤلات حول مبادرة بكين في الوساطة مجددا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .

وهي اول زيارة لرئيس عربي يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ بعد اعادة انتخابه لولاية ثالثة مطلع هذا العام، في سياق العلاقات التاريخية الممتدة بين منظمة التحرير الفلسطينية وجمهورية الصين الشعبية.

واكد الرئيس عباس على اهمية المواقف التاريخية لجمهورية الصين الشعبية الداعمة للحق الفلسطيني. مشيرا إلى أن الصين صديق مخلص وموثوق به لفلسطين، وهي تدعم بثبات الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، وتقدم دعما شاملا دون قيد او شرط لفلسطين وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية. واصفا المواقف الصينية في الساحة الدولية بالعادلة والمنصفة.

وفي البيان المشترك جدد الجانبان التأكيد على الدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح والشواغل الجوهرية لكل منهما. وشددت فلسطين على أنها تتمسك بمبدأ صين واحدة وتعارض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للصين. في المقابل أكدت الصين على دعمها لفلسطين كي تصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة واستئناف محادثات السلام مع إسرائيل. كما أعرب الجانبان عن أنهما سيواصلان تعزيز التعاون في مبادرة الحزام والطريق والعمل بنشاط على تسهيل المفاوضات بشأن منطقة تجارة حرة ثنائية. وأضافا أنهما سيعملان على دفع تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى، كما تعهدا بتعزيز التنسيق في الشؤون الإقليمية والدولية والتمسك المشترك بالتعددية.

وساطة صينية

واليوم وفيما يتجه العالم الى حرب باردة جديدة فان الصين قامت بوساطات عديدة للتهدئة مثل الوساطة بين ايران والسعودية والتي تمخضت عن اتفاق تاريخي ستكون لها تداعيات جوهرية على الملفات العالقة في المنطقة خاصة لبنان واشكالية انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية .

وترتكز كل هذه المبادرات والرؤية الصينية على احترام تنوع الحضارات في العالم، والالتزام بالمساواة والمنفعة المشتركة والتحاور من اجل تنمية شاملة وعادلة لجميع الدول .

وبعد مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس الصيني وتستلهم من مبادئ طريق الحرير في القرن التاسع عشر من أجل ربط الصين بالعالم، اطلقت بكين "مبادرة التنمية العالمية " بكل ما تحمله من رهانات وتحديات داخليا وخارجيا في علاقة بالتنمية الاقتصادية الصينية والشراكات التي تتعمق بكين في ارسائها مع عديد المحاور والدول في العالم .

وتضع المبادرة على "خارطة طريق" لتضييق الفجوة بين الشمال والجنوب وكسر اختلالات التنمية، التي توفر "قوة الدفع" لتحقيق خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، وتخلق قوة قوية لتعزيز تنمية عالمية أقوى وأكثر اخضرارا وصحة، وبناء المجتمع المصير المشترك للبشرية.

أولوية التنمية

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ان عالم اليوم يبدو شديد التأثر في عملية التنمية العالمية، وانخفاض مؤشر التنمية البشرية لأول مرة منذ 30 عامًا.

ودعا إلى الالتزام بأولوية التنمية، والشعب جوهرها ، والالتزام بالشمولية والابتكار، والتمسك بالتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، البقاء موجهًا نحو العمل، كما دعا المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل الحد من الفقر، والأمن الغذائي ومكافحة الأوبئة واللقاحات وتمويل التنمية وتغير المناخ والتنمية الخضراء والتصنيع والاقتصاد الرقمي والتواصل.

وتستجيب مبادرة التنمية العالمية إلى حد كبير لاحتياجات جميع الأطراف. وقد استجابت الأمم المتحدة وما يقرب من 100 دولة بشكل إيجابي، وتم إدراج المبادرة في الوثائق الختامية ذات الصلة لاجتماع وزراء خارجية الصين وجزر المحيط الهادئ، ومؤتمر القمة الثلاثين لعلاقات الحوار بين الصين والآسيان، والمؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، والمؤتمر الوزاري الثالث لمنتدى الصين وجماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

وتعزز مبادرة التنمية العالمية التعاون العملي عبر الحدود في 8 مجالات رئيسية، وتجمع بين أوجه التآزر القوية لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة السبعة عشر كما هو مقرر، وتجلب أملًا جديدًا للبلدان النامية لتحقيق قفزات التنمية.

وفي السياق نفسه اطلق الرئيس الصيني في مارس الماضي مبادرة الحضارة العالمية خلال الاجتماع الرفيع المستوى لحوار الحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب السياسية العالمية المبادرة الصينية الأخيرة، حيث أدركت القيادة الصينية والمفكرون الصينيون، منذ أن هزمت الصين القوى الأجنبية وحررت نفسها من قبضة القوى الأجنبية والإقطاع المحلي بعد صراع طويل، وأنهت عقود الإذلال الطويلة وخرجت للعالم كقوة سلمية موحدة وصاعدة تختزن الكثير من التجارب.

 

المشاركة في هذا المقال

تعليقات312

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115