تحولت أمس قاعة "شهداء حمام الشط" في مقر سفارة دولة فلسطين بتونس الى عرس فلسطيني تكلل بأجمل أنواع المطرزات الفلسطينية المنسوجة بأيادي نساء فلسطينيات عشن حكاية الشتات والبعد عن الوطن بكل آلامه ونضالاته . وحاولن من خلال أعمالهن الإبداعية ان يستعدن حكايا وطنهن بتراثه وهويته التي يحاول الاحتلال الصهيوني سرقته وطمسه . جاء ذلك خلال إحياء فعاليات " خنساء فلسطين " التي أقامتها سفارة فلسطين بمناسبة يوم المرأة العالمي ويوم الأم الفلسطينية .
وقد اكد سفير دولة فلسطين بتونس هايل الفاهوم في كلمته على محورية دور المرأة في النضال الفلسطيني قائلا :" لنرى ما تقوم به أمهاتنا واخواتنا وبناتنا دعما واصرارا وتثبيتا لهويتنا بالرغم من مواجهتهن لشروط تعجز قارات العالم عن الصمود أمامها . فالمرأة الفلسطينية أثبتت وجودها وقوتها وقدرتها على تنشئة الأجيال الصاعدة وكسرت كل حلقات الضعف التي أرادت ان تجعل من فلسطين مختبر لتكسير ارادات الشعوب وافشالها وتجهيلها واحباطها وتفريغها أمام العالم ..أمهاتنا واخواتنا كسرن كل هذه الحواجز بطاقاتهن الطبيعية واستطعن أن يصمدن أمام استراتيجية استعمارية كونية تبخر قارات ".
المرأة عنوان الإصرار والتحدي والمقاومة
وأضاف الفاهوم :" كان الدافع الرئيسي منذ طفولتنا ما تعلمناه من أمهاتنا من الصبر والصمود والتمسك بالهوية .وقال:" المرأة سواء في فلسطين او في تونس هي عنوان للإصرار والتحدي والانتقال من رداّت الفعل المبنية على العاطفة والظاهرة الصوتية الى استراتيجيات الفعل المبنية على الوعي الذي زرعته فينا امهاتنا واخواتنا وبناتنا للحصول على حقوقنا . ودعا الى تأطير هذا الوعي الجماعي وهذا الفكر الوطني من خلال التركيز على الأفعال بدل الأقوال . قائلا :" فالفعل والإنجاز هو الذي يثبت مصداقيتنا لأننا نواجه استراتيجيات تشويه صورتنا أمام الخارج . وأضاف :" المرأة ان كانت تونسية او فلسطينية او عربية او غربية عليها دور أساسي في اطار ادخال العالم في محاور جديدة والتخلص من استراتيجيات مراكمة الحروب واحتقار الشعوب للهيمنة على مصادرها وعلى ثرواتها وتفكيرها واحباطها للخروج الى حلقات الفعل المبنية على مراكمة الإنجازات ".
المرأة الفلسطينية حامية للتراث
المناضلة الفلسطينية خديجة سلامة "ام عصام" توجهت في كلمتها بتحية لكل النساء في كل مكان . وقالت :" المرأة الفلسطينية مميزة في نضالها وفي وقوفها الى جانب الرجل في النضال والمحافظة على تراثها وكيانها ". وتابعت بالقول :" المرأة الفلسطينية في الشتات لا تزال تحافظ على تراثها وعلى كيانها وتحلم بالعودة لأرض الوطن في كل يوم . وقالت ان المرأة الفلسطينية في الشتات وصلت الى أعلى درجات العلم ووصلت الى البرلمانات العالمية ، ورغم بعدها عن الوطن وانتهاك الاحتلال لحقوق أهلها في فلسطين، ورغم كل هذا البعد فهي تمارس حياتها وتعلّم أبناءها ان هناك وطنا اسمه فلسطين" .
وأكدت الأسيرة المحررة ميسر عطياني مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في سفارة فلسطين لـ" المغرب " :" أقمنا هذا المعرض وأردنا من خلاله أن نوصل رسالتنا للعالم وحكاية موروثنا الفلسطيني الذي يحاول الاحتلال سرقته ومسحه كليا ونسبه الى نفسه كمنتج صهيوني من مأكولات فلسطينية وأزياء ومطرّزات ". وتضيف :" في يوم المرأة العالمي والذي يصادف عيد الأم في فلسطين أردنا ان نوصل رسالة للعالم بان هذا هو زينا الفلسطيني. نحن نساء فلسطين اشتغلنا بأيدينا وجلبنا الزعتر والمريمية وزيتون فلسطين لإعداد كل المأكولات الشعبية والتراثية الفلسطينية، فنحن ننقل الوطن معنا واينما نكون ستكون ساحة نضال".
الناشطة والباحثة الفلسطينية هناء مغامس هي حرفية فلسطينية مقيمة في تونس قالت ان مشاركتها في معرض المطرزات والمأكولات الفلسطيني يهدف الى محاولة ابراز هوية وتراث فلسطين للعالم ...وهي تبدع في نقش وتزيين اجود أنواع الألبسة الفلسطينية والمطرزات وتحاول من خلال كل اعمالها الإبداعية الحرفية ان توصل صوت فلسطين وحكاية الشتات الفلسطيني للعالم اجمع .وتضيف لـ" المغرب ": " المطرزات الفلسطينية لها حكاية مختلفة ولكل بلدة من بلدات فلسطين هوية خاصة ونقش مختلف عن البلدات الأخرى وينعكس ذلك في تعدد الأشكال والألوان ولكن ما يجمعها هو هي روح الوطن والإصرار على العودة ...وقالت :" نحن نحمل وطننا أينما رحلنا وفلسطين في قلبنا ووجداننا وتراثه أمانة ، سندافع عليه في وجه كل محاولات الاحتلال طمسه ".