بتونس بالشراكة مع المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الانسانيات ندوة علمية دولية تحت عنوان" المقاومة في المجتمعات ما بعد الاستعمارية…الممارسات والرهانات المعاصرة " وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين من داخل تونس وخارجها.
وتطرقت الندوة الفكرية الى مفهوم المقاومة وتطورها بمختلف الأشكال وكذلك الى السياقات منذ ما بعد الاستعمار لتسليط الضوء على الرهانات الفكرية والسياسية الراهنة .وتضمن البرنامج محاضرات وجلسات علمية ثرية حول مختلف الجوانب المتعلقة بالمقاومة وأسئلتها المعاصرة.
المقاومة السياسية البديلة
وتحت عنوان:" سياسات الهامش وتعبيرات المقاومة" ناقش المشاركون عددا من القضايا . فقدمت هاجر الجندوبي مداخلة تحت عنوان " العمل الفلاحي وأشكال المقاومة اليومية لدى النساء الريفيات: دراسة سوسيولوجية في ولاية جندوبة" وقدم . محمد العربي جابلي مداخلة بعنون " الجرافيتي شكل من أشكال مقاومة الشباب التهميش متعدد الأبعاد في المناطق الحدودية: الحوض المنجمي مثلا."
اما خالد الطبابي فتحدث عن الحركات الاحتجاجية بالحوض المنجمي من الدولة الوطنية إلى ما بعد الثورة التونسية مشددا على أهمية دور الذاكرة في استمرارية الفعل الاحتجاجي. كما تطرق عبد الكريم البراهمي الى فن الغرافيتي في تونس والمقاومة السياسية البديلة.
المقاومة في غزة
مدير المعهد العالي للدراسات التطبيقية في الإنسانيات بقفصة حسن زريبة أكد ان الندوة شملت مجموعة من الباحثين من تونس والخارج وأهدافها هي التعريف بمفهوم المقاومة خاصة ان مجتمعاتنا العربية والافريقية تحتاج لمقاومة الهيمنة العالمية ومحاولة فهم الممارسات وتفكيك الرهانات والتحديات التي تواجه المقاومة . وقد تم طرح موضوع غزة وما يقاسيه سكانها من حرب تجويع وابادة .وقدم الباحثون مداخلات أكاديمية ثرية لفهم مفهوم المقاومة وأبعادها على المستويين المحلي والدولي .
دعم التمويل للبحث العلمي
فؤاد الغربالي رئيس قسم علم الاجتماع والمنسق العلمي للندوة قدم مداخلة تمحورت حول موقع تونس في الأجندات البحثية الغربية وكيف انتقلت تونس من مخبر تنموي منذ الستينات حيث كان الرهان والحديث عن التنمية والاستقرار السياسي ولكن الأجندا تغيرت بعد سنة 2011 . فقد ركز الباحثون الغربيون على مسألة الانتقال الديمقراطي والمجتمع المدني واللامركزية والدستور وغيرها وقال ان هذا لديه القدرة على بناء سردية معرفية حول مجتمعاتنا.
وقال :" المطلوب من جامعاتنا بناء أولويات وطنية بحثية وذلك لا يتم الا من خلال دعم التمويل العمومي للبحث العلمي وتكون الأولوية للبحث العلمي حتى تكون لدينا أجندا وطنية مستقلة بعيدا عن التمويل الأجنبي الذي يفرض أجندات غير نابعة من أولويات المجتمع التونسي". وقال ان الصراع الدولي اليوم ليس فقط صراع تكنولوجيا وصراع تسلح وصناعة ولكنه صراع سرديات أيضا