في حديث لـ" المغرب "من تكرار مجلس الأمن الدولي لجريمة عصبة الأمم يوم 24 يوليو 1922 عندما صوتت لصالح قرار صك الانتداب البريطاني على فلسطين. وشدد على أهمية رفض أي مشروع يهدف لفرض الوصاية على غزة.
مخاطر فرض الوصاية
وتابع بالقول :" الآن تجري محاولات أمريكية للدفع بخطة ترامب وتحويلها من ورقة خاصة أو متفق عليها بين أطراف الى صيغة دولية مثلما حصل مع صك الإنتداب البريطاني عام 1922 الذي حول وعد بلفور من رسالة بين شخصين الى وثيقة دولية" . وأضاف محدثنا :" الهدف من كل ذلك أن الولايات المتحدة تريد تغطية دولية لفرض الوصاية على غزة من خلال ما يسمى بلجنة الإدارة الدولية . اما بالنسبة للشعب الفلسطيني فإنه يتم التعامل مع هذه المسألة بطرح القضايا الآتية أولا أي قوات دولية تدخل الى غزة يجب أن تكون قوات فصل وليس قوات احتلال وإدارة لقطاع غزة .لذلك عندما يطرح القرار للتصويت على مجلس الأمن من المفترض أن يكون هناك تنبه من قبل أطراف دولية مثل الصين وروسيا كقوى فاعلة في المتغيرات الدولية العالمية ، لكي لا تتورط في إيجاد صيغة احتلال جديدة وفرض وصاية على الشعب الفلسطيني" . وأضاف ان مركز دراسات أرض فلسطين يشارك في تنظيم المحكمة الشعبية الدولية التي ستعقد في برشلونة يومي الجمعة والسبت القادم ".
وضع انساني مأساوي
أما بالنسبة للوضع الإنساني في غزة في ظل الظرف الحالي أجاب بالقول :" الشتاء في زمن الاحتلال للأسف يصير سلاحا قاهرا ودافعا للشعور بالعجز وقلة الحيلة. عرفت غزة الشتاء المسلح برغبة القوى الدولية والإقليمية لإجبار أهلها على الانصياع وقبول مشاريع التوطين والتهجير خلال الفترة 1949- 1951 وتحملت غزة وصمدت واسقطت المشروع. وأعيدت الكرة لتهجير لاجئي القطاع إلى سيناء عام 1954 وصمدت غزة واختارت أن يكون شهر مارس 1955 شهر الخصب موعدا لانتفاضتها، واسقطت المشروع." ويضيف محدثنا :" ويبدو أن العقل الاستعماري دوما يعيد انتاج فكرته ذاتها، والا مالذي يفسر هذا الإصرار على التقاعس في توفير الحد الأدنى من الاحتياجات، في الوقت الذي كان الشتاء يتقدم بخطى واثقة ومعروفة للجميع، أنها العودة مرة أخرى الى المراهنة على فصل الشتاء، لكن غزة التي هزمته مرتين لن تسمح له بالانتصار في الثالثة، أنها تعرف قسوته ولسع سياطه وعشوائية تدفقه، لكن وعيها العميق يبقى محتفظا بصورته، كشهر خير، يجب استعادته وتحريره من براثن المحتل."
ويشار الى ان حركة "حماس"، حذرت أمس الاثنين، من "خطر حقيقي" يهدد حياة فلسطينيي قطاع غزة في ظل تفاقم الظروف المأساوية التي خلفتها خرب الإبادة الجماعية على مدار عامين كاملين، خاصة مع دخول فصل الشتاء وتساقط الأمطار.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، ضرب منخفض جوي مصحوب برياح وأمطار قطاع غزة ما تسبب بغرق الآلاف من الخيام التي تؤوي نازحين الأمر الذي أفقدهم آخر ما يملكونه من مأوى وأمتعة، بعدما دمرت إسرائيل منازلهم خلال عامين من حرب الإبادة الجماعية ورفضت إدخال البدائل من خيام وبيوت متنقلة. ويعيش هؤلاء الفلسطينيون أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة جراء ما خلفته الإبادة من انعدام لمقومات الحياة وصعوبة في الوصول إلى الأساسيات وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية الواصلة للقطاع جراء القيود الإسرائيلية.
والأسبوع الماضي، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن "إسرائيل" تواصل الإبادة الجماعية بغزة عبر أساليب مختلفة حيث "تستمر في فرض ظروف معيشية مهلكة على مليوني فلسطيني، مع حرمانهم من التعافي من آثار الكارثة الإنسانية جراء الحرب".
- أية قوات دولية تدخل الى غزة يجب أن تكون قوات فصل وليس قوات احتلال