Print this page

التوتر الاجتماعي متواصل ... أكتوبر الأكثر غضبا منذ بداية السنة

عاد الفاعل الاجتماعي للتحرك من جديد وبقوة

مع بداية الخريف وتشير التحركات الاحتجاجية إلى أن شهر أكتوبر الأكثر غضبا منذ بداية السنة فقد عرف إضرابات عامة ووقفات ومسيرات متواترة كما تشير هذه التحركات إلى موجه جديدة من الغضب خلال هذه الفترة ، بدأت يوم أمس بالإضراب العام القطاعي للبنوك ليومين رغم التهديدات ...

رغم بعض التراجع التقليدي في نسق الحراك الذي سجلته أشهر الصائفة شهر جويلية شهد 357 تحركا وشهر أوت سجل 323، إلا انه منذ بداية شهر سبتمبر عاد الفاعل الاجتماعي إلى التحرك من جديد وبقوة خاصة خلال شهر أكتوبر بما يعكس عودة التوتر الاجتماعي ...أمام غلق باب الحوار مع الطرف الاجتماعي والمفاوضات الاجتماعية ورفض التفاوض وعدم الالتزام بالاتفاقيات السابقة هذا من جهة، وعودة المحاكمات ذات الطابع الحقوقي والسياسي من جهة أخرى فضلا عن عدم إيجاد حل لإشكالية التلوث في قابس أمام تمسك الأهالي بحقهم في العيش في بيئة سليمة.

لقد شكلت التحركات المهنية المطالبة بتفعيل الاتفاقيات العالقة وتسوية الوضعية المهنية والقطع مع العمل الهش والترسيم وصرف المستحقات والرواتب والحق في تشغيل المعطلين عن العمل من حاملي الشهائد وتحسين ظروف العمل وتدعيم الموارد حيزا هاما من التحركات حيث احتج أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل أمام البرلمان مطالبين بتمرير مشروع القانون المتعلق بتشغيل من طالت بطالتهم ، كما خرج المدرسون النواب الذين لم تتم بعد تسوية وضعيتهم مطالبين بحقهم في التسوية ...وعرف قطاع الصحة أيضا خلال شهر اكتوبر وقفات احتجاجية منها ببنزرت، ومعهد الهادي الرايس بتونس وإضرابات عامة مثل التي نفذت في معهد باستور .... ونفذ قطاع التعليم الأساسي ايضا اضرابا عاما ...

في نفس الوقت عادت التحركات المدنية ووقفات التضامن ذات الطابع الحقوقي والسياسي ونظمت أكثر من وقفة أمام المحكمة الابتدائية تزامنا مع جلسات قضية التآمر على امن الدولة، وجلسات قضايا تتعلق بتجريم العمل المدني في علاقة بجمعيات تعنى بالمهاجرين، ومن بين هذه الوقفات نذكر آخرها يوم الجمعة المنقضي من اجل القاضي السابق والمحامي احمد صواب، وقد نادت بإطلاق سراح السجناء الموقوفين ونددت بالتراجعات المسجلة في حرية التعبير وفي استقلال القضاء.

واحتلت ايضا التحركات و الاحتجاجات البيئية حيزا هاما من اهتمامات الفاعل الاجتماعي، حيث نادت قابس طيلة شهر أكتوبر بالحق في بيئة سليمة يتم فيها القطع مع السكب الصناعي وتلويث مياه البحر.. ومع المصبات العشوائية و مع التسربات الغازية من المجمع الكميائي في قابس والتي تؤدي في كل مرة إلى تسجيل حالات اختناق.. وحمل الفاعل الاجتماعي في مجمل هذه التحركات، الدولة المسؤولية كاملة في ضمان جودة الحياة والحفاظ على محيط آمن وسليم، ولم يكتف أهالي قابس هذه المرة بالوقفات الاحتجاجية اليومية بل نفذوا اضرابا عاما جهويا اقره الاتحاد الجهوي للشغل بقابس ومسيرة شعبية كبيرة شارك فيها الاف المواطنين وامتدت تحركاتهم الى العاصمة اين احتجوا امام مقر المجمع الكيميائي ولقيت تحركاتهم مساندة كبيرة .

من المتوقع ان يتواصل نسق الاحتجاجات في ارتفاع نظرا لتواصل تحركات قطاع التعليم والتهديد بالتصعيد الفترة المقبلة امام صمت وزارة التربية الى جانب تحركات اكثر من قطاع وتهديدها بالاضراب ...فضلا عن تواصل التحركات البيئية ....والمدنية حيث حددت خلال شهر نوفمبر جلسات كل من الصحفي مراد الزغيدى وبرهان بسيس والاعلامية سنية الدهماني .....

المشاركة في هذا المقال