Print this page

70 سنة من التعاون الأثري بين تونس وفرنسا توجهات جديدة ونتائج حديثة

انعقدت في قمرت على مدى يومين الندوة العلمية الدولية

حول التعاون الأثري بين تونس وفرنسا وذلك بمبادرة من المعهد الفرنسي بتونس، وبالشراكة مع المعهد الوطني للتراث ووكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، وبمشاركة ثلة من مديري البعثات الأثرية التونسية والفرنسية إلى جانب فرقهم العلمية، في إطار مواصلة العمل المشترك في مجالات البحث والتنقيب والحفظ بين البلدين.

ويمتد التعاون بين تونس وفرنسا لأكثر من سبعين سنة أسهم في تعزيز المعرفة بالتراث التونسي من خلال ما أفضى إليه من اكتشافات أثرية هامة، وحملات تنقيب علمية، وجرد منهجي للمواقع، ونشر أبحاث ودراسات علمية حول عدد كبير من المواقع والمعالم والمجموعات الأثرية.

واستعرض المشاركون في الندوة تاريخ التعاون في مجال الٱثار بين البلدين وعمقه، وأحدث ما تحقق من نتائج في دراسة المواقع الأثرية، فضلاً عن تقييم المقاربات العلمية متعددة الاختصاصات واستشراف آفاق البحث والتعاون المستقبلي في الميدان الأثري.

وأكدت سفيرة فرنسا في تونس، آن جوجوين، على أهمية هذا التعاون، وقالت انه "ثمرة عمل جماعي ومشاركة فعالة". وقالت ان هذا التعاون يعتمد على تاريخ من الإخلاص والتحديث، مؤسس على الدقة العلمية والاحترام المتبادل.

وقالت بعد حملات التنقيب الأولى في قرطاج ودقّة عملت الفرق مؤخرًا في حيدرة وسبيطلة وقرقنة، مما يدل على هذا التعاون بين الباحثين التونسيين والفرنسيين.

"وأكدت ان هذا التعاون يمثل مدرسة حقيقية للفكر الأثري، تترافق مع الحاجة العلمية والاكتشاف الثقافي".

من جانبه، اكد طارق البكوش، المدير العام للمعهد الوطني للتراث على ضرورة تمتين التعاون الاثري : وأضاف :" نحن ندرس اليوم خطة علمية نموذجية، ولكننا نتبع وجهات نظر علم الآثار المفتوحة باستخدام التقنيات الرقمية، والمقاربات متعددة التخصصات" .

وقال ان عديد المواقع الاثرية مثل دقة وأميدرا (حيدرة) وقرطاج، المدرجة في التراث العالمي لليونسكو، تستفيد من مساهمات مهمة في هذا التعاون، مما يسمح بفهم أفضل للعمران والحياة اليومية والتحولات في المجتمعات القديمة.

داودا صو مدير ادارة الدراسات والبرمجة والتعاون الدولي وألقى كلمة نيابة عن ربيعة بالفقيرة المديرة العامة لوكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية وقال :"إن هذا اللقاء يعكس صلابة وثراء التعاون الأثري بين تونس وفرنسا. وأضاف بالقول :" ساهمت هذه الشراكة في تغطية عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة والفترة الإسلامية، وقد ساهمت بشكل كبير في تعزيز فهم التراث التونسي. هذا اللقاء هو اطلالة على التقاليد العلمية الدقيقة والعلمانية، ويعكس المشاركة المستمرة لمؤسساتنا لصالح الاستمرارية والبحث وتثمين التراث الأثري والتاريخي التونسي".

وتابع بالقول :" التراث هو أكثر من تراث... إنه وعد حقيقي وعابر سبيل بين ما هو الماضي والمستقبل".

من جانبه قدم المؤرخ سمير عون الله، المسؤول في اللجنة العلمية للندوة، الحدث الذي يعتبر بمثابة لحظة تأمل وإحياء ذكرى قائلا :" هذه الندوة تعبر عن الإخلاص لتقليد علمي يعتمد على الدقة والاحترام المتبادل، والتجديد من خلال تنوع المناهج والتخصصات ". وتلخص كلمته فلسفة العمل الأثري التي تأسست على الاستمرارية . بالنسبة لعون الله، فإن التعاون الأثري التونسي الفرنسي يرتكز على الإخلاص لعقود من الدراسات الدقيقة، والتجديد من خلال الفضول الفكري وتعدد أساليب التحليل."

من قرطاج إلى دقة، من حيدرة إلى سبيطلة، هذا التعاون طويل الأمد بين فرنسا وتونس في مجال التراث هو بمثابة مدرسة علمية، ونموذج للتفكير في الأرض والذاكرة.

 

المشاركة في هذا المقال