Print this page

الخطة الأمنية لحكم غزة بإدارة بلير تثير الجدل ورقة ترامب الأخيرة... هل تنجح في وقف حرب الإبادة ؟

مع قرب دخول الحرب الصهيونية على غزة عامها الثالث

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرة جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف حرب غزة . وستتولى هيئة تعمل تحت مسمّى "السلطة الدولية المؤقتة في غزة" بدعم من الأمم المتحدة ودول الخليج قبل تسليم الحكم إلى سلطة فلسطينية . ومن المزمع أن يبحث ترامب الخطة مع مجرم الحرب نتنياهو أثناء زيارته إلى واشنطن.

بعد خطة تهجير أهل غزة التي فشلت بسبب صمود المقاومة ، لا يزال الرئيس الأمريكي ووراءه الصهاينة يبحثون عن مخرج من نفق غزة بعد أن تعالت صرخات المجتمع الدولي الداعية لإنهاء مجزرة العصر . وأفادت وسائل إعلام بريطانية بأنّ رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي أدى دور وسيط للسلام في الشرق الأوسط بين عامَي 2007 و2025، قد يكون له دور قيادي في السلطة الانتقالية لقطاع غزة في إطار الخطة الأمريكية المقترحة.
وتتضمن خطة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لإدارة قطاع غزة بعد وقف الإبادة الإسرائيلية، تشكيل 3 قوات أمنية، وتقدر ميزانيتها بـ387.5 مليون دولار. كما تتضمن خطة ترامب تشكيل هيئتين دولية وفلسطينية لإدارة قطاع غزة دون إشراك حماس، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
ورغم هذه الادعاءات، إلا أن حماس أعلنت أنها لم تتسلم من الوسطاء أي مقترحات جديدة بخصوص وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة منذ محاولة الاغتيال الفاشل لوفدها بالدوحة في 9 سبتمبر الجاري.كما أن عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران، قال في تصريحات إعلامية نشرتها الحركة عبر منصة "تلغرام"، مساء الأحد، إن بلير "شخصية غير مرحب بها في الحالة الفلسطينية"، وأكدت أنها لم تتلق أي مقترح عبر الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار. واعتبر أن "ارتباط أي خطة بهذا الشخص (بلير) غير المرحب به، يعد نذير شؤم للشعب الفلسطيني، لأنه شخصية سلبية، وربما تستحق أن تكون أمام المحاكم الدولية للجرائم التي ارتكبها، خاصة دوره في الحرب على العراق. ووصف القيادي بحماس، بلير، بأنه "شقيق الشيطان"، قائلا إنه "لم يأت بخير للقضية الفلسطينية ولا للعرب ولا للمسلمين، ودوره الإجرامي والتخريبي معروف منذ سنوات".
ويلوح في الأفق مجددا ما تسميه أمريكا وفق منظورها بـ"فرصة السلام"، وهذه المرة بتوقيع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى فرض صفقة متكاملة تحت عنوان "وقف الحرب وإعادة الإعمار"، لكنها من حيث المضمون تحمل في طياتها وفق مراقبين محاولة لإعادة تشكيل غزة سياسيا وأمنيا، دون اعتبار فعلي للإرادة الفلسطينية.
وتأتي زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وسط احتجاجات داخلية وتراجع في شعبيته على وقع ضغوط أمريكية جديدة يقودها ترامب الذي يريد تسجيل "إنجاز دبلوماسي" في الشرق الأوسط .الرئيس الجمهوري، الذي لطالما قدّم دعما غير مشروط لإسرائيل، بات اليوم وفق متابعين أكثر ميلاً لطرح تسوية تشمل وقف إطلاق نار دائم، وإعادة الرهائن الإسرائيليين، مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، وتشكيل إدارة مدنية انتقالية تحت إشراف دولي.
الإدارة الدولية
من جهة أخرى تتضمن الخطة الأمريكية، بحسب تسريبات وتقارير متعددة، تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير على رأس هيئة دولية لإدارة غزة، تدعى "جيتا"، تكون مسؤولة عن الحكم المدني، وإعادة الإعمار، والأمن، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية ولكن دون إشراك حماس.
ووفق تقارير تربط الخطة الأمريكية وقف إطلاق النار بالإفراج عن رهائن لدى حماس، مقابل الإفراج عن أكثر من 1000 أسير فلسطيني، من بينهم محكومون بالمؤبد. ورغم أهمية ملف الأسرى، إلا أن ربط مصير غزة بالكامل بهذه المعادلة الضيقة يحوّل القضية من مسألة حقوق وطنية، إلى صفقة تبادل عابرة.
ولعل ما تغفله الخطة الأمريكية، ويتهرب منه نتنياهو، هو أن حماس لم تهزم ميدانيًا رغم القصف والتجويع والتدمير. اذ يرى خبراء أن الحرب أفرزت واقعا جديدا من التوازنات، وجعلت من غزة مركزا للقرار الفلسطيني المقاوم. وإن كانت حماس اليوم على طاولة الحوار عبر وسطاء، فإن أي استبعاد لها من ترتيبات ما بعد الحرب، سيؤدي حتما إلى فشل جديد.
ووفق مانشرته صحيفة "هآرتس" أمس الاثنين، تتضمن تفاصيل بشأن خطة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لإدارة قطاع غزة بعد وقف الإبادة الإسرائيلية، تشكيل 3 قوات أمنية.والخميس، نقلت "هآرتس"، عن مصدر سياسي عربي لم تسمه، قوله إن الإدارة الأمريكية بلورت خطة لتعيين بلير على رأس إدارة مؤقتة للقطاع.ويأتي ذلك ضمن خطة ترامب التي طرحها الثلاثاء، خلال اجتماعه مع قادة دول عربية وإسلامية باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي تتضمن أيضا وقفا فوريا للعمليات العسكرية وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين خلال 48 ساعة.
كما تتضمن خطة ترامب تشكيل هيئتين دولية وفلسطينية لإدارة قطاع غزة دون إشراك حماس، وفق صحيفة "واشنطن بوست".ورغم هذه الادعاءات، إلا أن حماس أعلنت، أنها لم تتسلم من الوسطاء أي مقترحات جديدة بخصوص وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة منذ محاولة الاغتيال الفاشل لوفدها بالدوحة في 9 سبتمبر الجاري.
ألمانيا تدعم خطة ترامب
من جهته أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، دعم بلاده للمقترح الجديد الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.جاء ذلك في تصريحات عقب حضوره اجتماعا في العاصمة البولونية وارسو، الاثنين.وقال فاديفول: "نشكر الرئيس الأمريكي على عزمه الراسخ، والآن هو الوقت المناسب لفتح الباب أمام سلام دائم، فالسلام الذي نؤمن به لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حل الدولتين عن طريق التفاوض".
ودعا فاديفول جميع الأطراف المعنية إلى إظهار الشجاعة لاتخاذ خطوة نهائية وحاسمة، مؤكدًا أن ألمانيا ستساهم في الجهود الدبلوماسية المؤدية إلى هذه المرحلة.
القسام تقصف "موقع عسكري إسرائيلي"
ميدانيا أعلنت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية حماس،أمس الاثنين، قصف موقع عسكري إسرائيلي في حي التفاح شرقي مدينة غزة أمس، بعدد من قذائف الهاون.
وقالت "القسام" في بيان، إن مقاتليها تمكنوا "أمس الأحد، من دك موقع قيادة وسيطرة للعدو شرق حي التفاح شرق مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون".ولم تذكر القسام المزيد من التفاصيل حول هذه العملية، التي تأتي في إطار ردها على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ نحو عامين.وبسبب ظروف القتال المعقدة في غزة، تتأخر كتائب "القسام" في الإعلان عن بعض عملياتها الميدانية، إذ يُشترط أولا تأمين انسحاب المقاتلين وعودتهم من الجبهات بسلام، وإتمام عمليات التحقق والتوثيق الميداني، وفق بيانات سابقة للقسام.

توغل بري
ميدانيا اقتربت الدبابات الإسرائيلية من قلب مدينة غزة أمس الاثنين مواصلة الهجوم البري قبل ساعات من استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في اجتماع وعد ترامب بأن يشهد تحقيق "شيء مميز" في أحدث محاولاته لإنهاء الحرب.
وبعد ما يقرب من عامين من الجهود الدبلوماسية غير الناجحة، قدمت واشنطن الأسبوع الماضي خطة من 21 نقطة إلى دول عربية وإسلامية تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن المتبقين.وقال ترامب الأسبوع الماضي إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال صار قريبا.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز عظيم في الشرق الأوسط... الجميع على استعداد لشيء مميز، لأول مرة على الإطلاق. سننجزه".ورغم أن نتنياهو يشيد بترامب باعتباره أقرب حليف لإسرائيل، هناك دلائل على تشكك إسرائيلي في الاقتراح، فضلا عن بعض التحفظات بين الدول العربية.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية امس الاثنين حتى باتت على بعد مئات الأمتار فقط من المستشفى الرئيسي في مدينة غزة (مستشفى الشفاء)، ويقول الأطباء إن مئات المرضى ما زالوا يتلقون العلاج هناك على الرغم من الأوامر الإسرائيلية بالمغادرة.وقال مسؤولو صحة إن الدبابات حاصرت أيضا المنطقة المحيطة بمستشفى (الحلو)، حيث يوجد 90 مريضا يتلقون العلاج بينهم 12 رضيعا في حضانات. وأفاد مسعفون بأن المستشفى تعرض للقصف خلال الليل.
وقالت إسرائيل إنها لن توقف القتال ما لم تفرج حماس عن جميع الرهائن وتسلم أسلحتها بشكل دائم.
وتقول حماس، إنها مستعدة لإطلاق سراح الرهائن مقابل إنهاء الحرب ولكنها لن تتخلى عن سلاحها ما دام الفلسطينيون يناضلون من أجل إقامة دولة لهم. وتؤكد أنها لم تتلق بعد أي مقترح سلام أمريكي جديد.
وانهارت جهود وقف إطلاق النار السابقة التي دعمتها الولايات المتحدة بسبب عدم التمكن من التوصل لاتفاق حول نقاط الخلاف بين إسرائيل وحماس.
ويريد حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية استمرار الحرب. ودعوا إلى ضم الضفة الغربية ولكن الهجوم على مدينة غزة يُؤجج أيضا التوتر السياسي داخل ''إسرائيل''.

المشاركة في هذا المقال