Print this page

34 دولة تتبنى خطة دولية ضد "إسرائيل" تشمل حظر السلاح إجماع دولي لوقف العدوان على غزة والاعتراف بدولة فلسطين

في خطوة غير مسبوقة ، أعلنت مجموعة لاهاي ،التي تتولى رئاستها المشتركة

كل من جنوب إفريقيا وكولومبيا ، موافقة 34 حكومة على خطة عمل جماعية تهدف إلى وقف الإبادة الجماعية الممنهجة التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة. وجاء البيان الصادر عن المجموعة حاد اللهجة، ليس فقط في توصيف أفعال إسرائيل، بل أيضا في الإدانة المباشرة لتحديها الصريح لمحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة. يأتي ذلك فيما أعلنت حماس ان مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة متوقفة منذ محاولة الاغتيال الإسرائيلية الفاشلة لقادة بالحركة في الدوحة ، وأنها لم تتسلم أي مقترحات جديدة في هذا الإطار.

وشددت الحركة، امس الأحد، على استعدادها لدراسة "أي مقترحات تصلها من الوسطاء بكل إيجابية ومسؤولية، وبما يحفظ حقوق شعبنا الوطنية".

خطة لاهاي
وتتجاوز الخطة المعلنة عن مجموعة لاهاي الإدانة الرمزية إلى إجراءات ملموسة، أبرزها وقف نقل الأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر. ووقف الشحنات العسكرية عبر الموانئ والمطارات والحدود. وايضا وقف المشتريات من الشركات الإسرائيلية، بالاضافة الة رفض صادرات الطاقة التي يمكن أن تعزز القدرات العسكرية ، والدفع نحو مساءلة قانونية أمام محاكم دولية في مناطق متعددة من العالم.
بهذه الإجراءات، يرى مراقبون أن المجموعة تحاول إعادة صياغة قواعد الاشتباك الدبلوماسي مع "إسرائيل" عبر أدوات اقتصادية وقانونية، بما يشبه نموذج "العقوبات المنسقة"، لكن مع إضافة بعد قانوني يتعلق بمفهوم الإبادة الجماعية.
بعد قانوني وأخلاقي
أكد البيان على "واجب قانوني وأخلاقي" يقع على عاتق الدول لمنع أي تعاون من شأنه أن يمكن الاحتلال من مواصلة أعماله العسكرية. ويرى خبراء أن هذا التحول في الخطاب يعكس اعتمادا على الأسس القانونية لاتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، التي تلزم الدول الأطراف ليس فقط بعدم المشاركة، بل أيضا باتخاذ تدابير فعلية لمنع وقوع الإبادة.
ولعل أحد أبرز محاور البيان كان الدعوة إلى إنشاء آليات لمراقبة الشركات متعددة الجنسيات، خصوصا تلك التي توفر التكنولوجيا أو المكونات الحساسة المستخدمة في العمليات العسكرية. وقد يشكل هذا البعد الاقتصادي – القانوني سابقة، إذ يفتح الباب أمام مساءلة الشركات في المحاكم الوطنية والدولية، أو فرض مقاطعات محددة عليها.

التأييد الدولي يتوسع

لم يكن بيان مجموعة لاهاي معزولا إذ ترافق مع إعلان دول مثل البرازيل انضمامها رسميا إلى الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. هذه الخطوة اعتبرت مؤشرا على بداية تشكل جبهة قضائية دبلوماسية متعددة الأطراف، تحاول تحويل الغضب الشعبي والسياسي إلى مسارات مؤسساتية قابلة للتنفيذ.
في السياق ذاته، أكد وزير خارجية ماليزيا أن "الحق في التدخل لمنع الإبادة الجماعية مضمون في الاتفاقيات الدولية"، داعيا الدول إلى الانتقال من مرحلة الخطاب إلى الفعل. بينما شدد ممثل جنوب إفريقيا على أن الأدلة التي جمعها خبراء دوليون "ترسم أنماطا متكررة من الأفعال التي تنطبق عليها معايير الإبادة الجماعية".
من جانبه، رحب المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة بهذه التطورات، واعتبرها "نقطة تحول في مسار السعي للمساءلة"، مؤكدا ضرورة أن تكون الخطوات سريعة وعملية لحماية المدنيين ووقف تدفق الأسلحة إلى مناطق القتال.
ووفق متابعين يعكس هذا التحرك يعكس تحولا نوعيا في المشهد الدولي، من العزلة إلى التحالفات. اذ لطالما تمت مواجهة الدعوات لمحاسبة إسرائيل بعزلة سياسية، لكن البيان الأخير يعكس بداية تشكل تكتل دولي واسع يتجاوز حدود الجنوب العالمي ليشمل دولا ذات ثقل مثل البرازيل.
ان ما أعلنته مجموعة لاهاي يشكل وفق متابعين، في جوهره، تصعيدا دبلوماسيا دوليا ضد إسرائيل عبر أدوات القانون الدولي، ويطرح لأول مرة احتمال خلق منظومة عقوبات ومساءلات عابرة للحدود على أساس تهمة الإبادة الجماعية. وبينما يصفه البعض بأنه نقطة تحول، تبقى فعاليته مرهونة بمدى التزام الدول بتنفيذ الإجراءات على أرض الواقع، ومدى قدرتها على مواجهة مقاومة الاطراف الدولية الأخرى المساندة للاحتلال.

استمرار اشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة

تواصلت لليوم الخامس أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث شكّل الملف الفلسطيني محورا رئيسيا في مداخلات العديد من الدول، وسط دعوات متزايدة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان على غزة.
فقد أكد وزراء ومسؤولون من مختلف القارات أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وما يرافقه من حصار وعدوان دموي، يهدد ليس فقط مستقبل الفلسطينيين، بل الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي برمته. وفي هذا السياق شدّد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على ضرورة تحرّك المجتمع الدولي العاجل لوضع حد للانتهاكات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، محذّراً من أن التقاعس الأممي يفاقم الأزمات ويقوّض فرص السلام.
من جانبها، عبّرت دول مثل النيجر وكوبا وروسيا عن إدانة صريحة لما وصفته بـ "جرائم الحرب والإبادة الجماعية" بحق المدنيين الفلسطينيين، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء سياسة العقاب الجماعي. وفي الاتجاه نفسه، شدد قادة من آيسلندا وبروناي ولاو على أن الاعتراف بدولة فلسطين ليس منّة أو مكافأة، بل استحقاق قانوني وحق أصيل كفلته المواثيق الدولية.
ورغم اختلاف السياقات الجغرافية والسياسية، التقت معظم المداخلات عند نقطة مركزية تتنثل في أنه لا عدالة ولا استقرار في المنطقة من دون حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما شددت الوفود على ضرورة تحرّك الأمم المتحدة بفعالية بعيدا عن الشلل الذي يفرضه حق النقض في مجلس الأمن.
هذا التوافق الدولي المتنامي يعكس إدراكا متزايدا بأن غزة ليست مجرد قضية إنسانية عاجلة، بل عنوان لاختبار مصداقية النظام الدولي وقدرته على حماية الشعوب من الاحتلال والعدوان. فالمواقف التي برزت في الجمعية العامة لا تكتفي برصد معاناة الفلسطينيين، بل تدعو إلى مسار سياسي عادل يعيد لهم حقوقهم المسلوبة، ويضع حدا لدوامة الدم المستمرة منذ عقود.

 

"أسطول الصمود" قبالة غزة
على صعيد اخر اعلن "أسطول الصمود" العالمي لكسر الحصار الإسرائيلي، صباح امس الأحد، أنه بات على بُعد نحو 825 كيلومترا فقط من قطاع غزة، فيما حلقت طائرتان مسيرتان فوق سفنه في تهديد دون تسجيل هجوم.
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، عبر منصة "فيسبوك" الأمريكية إن أسطول الصمود العالمي بات على بُعد 825 كليو مترا من القطاع.
وكان "أسطول الصمود" المغاربي، وهو جزء من "أسطول الصمود" العالمي، أعلن الخميس الماضي أنه بات "على بُعد 995 كلم فقط من غزّة الصّامدة".
وفي وقت لاحق امس الأحد، قال أحد النشطاء على متن القارب "ألما" التابع للأسطول: "نحن الآن على بُعد 430 ميلا بحريا (692 كلم) من غزة، ونقترب أكثر يوميا".
وأفاد في فيديو قصير، على حساب الأسطول بمنصة شركة "إكس" الأمريكية، بتسجيل تحركات لطائرات مسيّرة خلال الليلة الماضية، إذ حلقت مسيرتان على علو منخفض من قوارب الأسطول، دون تنفيذ أي هجوم.
ودون ذكر اسمه، أكد الناشط أنهم مستمرون في الإبحار نحو غزة، "رغم التهديدات الإسرائيلية".
والجمعة، أعلن "أسطول الصمود المغاربي"، وهو عضو في الأسطول العالمي، أن طائرات عسكرية مجهولة حلقت فوق سفنه للمرة الثانية خلال أسبوع أثناء وجوده في المياه الإقليمية اليونانية.

ونهاية أوت الماضي، انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني عشرات السفن ضمن الأسطول، محملة بمساعدات إنسانية لا سيما مستلزمات طبية، تبعتها قافلة أخرى فجر 1 سبتمبر الجاري من ميناء جنوى شمال غربي إيطاليا.
ويواصل "أسطول الصمود" سيره في اتجاه غزة المحاصرة ويضم اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية، وعلى متنه أكثر من 500 ناشط من 40 دولة.
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع.
جنوب إفريقيا.. مظاهرات ضد الإبادة في غزة
على صعيد اخر شهدت مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا مظاهرات احتجاجية ضد جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وتجمع الآلاف من المتظاهرين أمام مبنى البرلمان التاريخي في كيب تاون، في وقفة شاركت في تنظيمها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، وحزب "رمح الأمة" المعارض، إلى جانب عدد كبير من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: "أوقفوا الإبادة في غزة" و"فلسطين حرة" و"إسرائيل دولة إرهابية".
وردّد المتظاهرون هتافات من قبيل: "من النهر إلى البحر ستتحرر فلسطين" و"لا للإبادة الجماعية" و"وقف فوري لإطلاق النار" و"إسرائيل القاتلة".
وطالب المتحدثون في المظاهرة من الأحزاب العمل من أجل إيقاف إسرائيل لعدوانها وجرائم الإبادة في غزة.
الاحتلال يقتل 30 فلسطينيا

قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ فجر امس الأحد، 30 فلسطينيا وأصاب آخرين في هجمات متفرقة على قطاع غزة، عبر قصف جوي ومدفعي وإطلاق الرصاص ضمن حرب إبادة جماعية يرتكبها منذ نحو عامين.
وبحسب مصادر طبية وشهود عيان وفق الاناضول، استهدفت الهجمات الإسرائيلية منازل مأهولة وتجمعات مدنيين ومنتظري المساعدات.
هذه الهجمات المتواصلة أدت لارتفاع حصيلة الشهداء خلال اليوم من 10 في وقت سابق إلى 30، بحسب المصادر.واسفرت الهجمات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من وسط قطاع غزة عن استشهاد 20 فلسطينيا، وفق المصادر الطبية.
ففي مخيم النصيرات، استشهد 7 فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف فجرا منزلا لعائلة أبو عامر شرقا.
كما استشهد 3 فلسطينيين بينهم أب وابنه وأٌصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمنطقة الحساينة غربي مخيم النصيرات.
وفي مخيم البريج، أُصيب عدد من الفلسطينيين بغارة إسرائيلية على منزل لعائلة القريناوي في منطقة "بلوك 7".
وفي محيط محور نتساريم، استشهظ فلسطيني من منتظري المساعدات برصاص إسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكي- الإسرائيلي جنوب منطقة الوادي.
كما استشهد 9 فلسطينيين بهجمات متفرقة على وسط القطاع لم تتوفر تفاصيل بشأنها.

وفي شمال القطاع، تركزت الهجمات الإسرائيلية على مدينة غزة ما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين وفق مصادر طبية.ففي شارع عايدية غربي المدينة، استشهد فلسطيني بقصف إسرائيلي شمال مجمع الشفاء الطبي.
وفي حي النصر غربي المدينة، استشهد عدد من الفلسطينيين (غير محدد) في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا مدنيا، فيما لم تتم عملية انتشالهم بعد لخطورة الأوضاع الأمنية هناك.
كما قُتل 5 فلسطينيين في غارات متفرقة على مدينة غزة لم تتوفر تفاصيل بشأنها.
وفي حي الصبرة جنوبي المدينة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات نسف للمباني السكنية بالعربات المسيرة المتفجرة.
وفي حي النصر ومخيم الشاطئ غربي المدينة، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على مناطق متفرقة تزامنا مع قصف مدفعي.

المشاركة في هذا المقال