Print this page

الاعتراف الدولي بفلسطين يتسارع... و''الاحتلال'' يرد بالتحريض والضمّ دول كبرى تكسر حاجز الصمت وتعيد الاعتبار للحق الفلسطيني...

على وقع استمرار حرب الإبادة الصهيونية في غزة واقتحام أكثر

من 400 متطرف إسرائيلي المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، اجتمع امس قادة العالم في قمة عالمية تهدف لإعادة الاعتبار للدولة الفلسطينية حتى لو في سياق حل الدولتين . وردا على الاعتراف بدولة فلسطين يحاول الصهاينة من خلال هذه الاقتحامات تهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى .

ووسط تصاعد حدة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، يخطو المجتمع الدولي خطوة جديدة نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، في قمة دولية ترعاها فرنسا والمملكة العربية السعودية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وتأتي هذه المبادرة في لحظة فارقة، حيث تتزايد عزلة إسرائيل'' الدولية بسبب جرائمها في غزة ورفضها الصريح لأي حلول سياسية تُفضي إلى وقف الحرب.
ولعلّ اللافت في المشهد السياسي الدولي أن موجة الاعترافات بدولة فلسطين لم تعد حكرا على دول الجنوب العالمي أو الدول الصغيرة ذات التأثير الرمزي، بل بدأت تطال قوى غربية كبرى مثل بريطانيا، كندا، أستراليا، وهي دول تُعرف بدعمها لإسرائيل، لكنها اختارت في هذه اللحظة بالذات أن تُعيد النظر في مواقفها، في ظل استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة. حيث اعترفت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال أمس الأول الأحد بدولة فلسطينية..ولحقتها دول أخرى مثل فرنسا .
وكانت فرنسا قد لوحت بالاعتراف بدولة فلسطين في خضم "تحول سياسي محسوب"، يهدف إلى إعادة الاعتبار لمبدأ حل الدولتين، الذي بات مهددا بالزوال تحت وطأة الأمر الواقع الذي تفرضه سياسات الإحتلال الإسرائيلي التوسعية.
ويكشف رد الفعل الإسرائيلي الرسمي، الذي رفض بشدة الاعترافات، حجم الارتباك الذي يعتري حكومة بنيامين نتنياهو، التي تعتبر من أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ كيان إسرائيل. ففي وقت تتوالى فيه الإدانات الدولية، وتُوجه فيها اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي في غزة، تُواصل "إسرائيل" رفضها العلني لأي مسار سياسي يعترف بحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. وتداولت أوساط سياسية ""إسرائيلية" احتمال الرد على الاعترافات الجديدة بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة إن حدثت، قد تُفاقم من عزلة تل أبيب وتثير ردود فعل غاضبة من شركاء إقليميين ودوليين.
ووفق مراقبين ورغم أن هذه الاعترافات لن تُفضي مباشرة إلى نتائج ملموسة على الأرض، إلا أنها تشكل رسائل سياسية واضحة بأن العالم لم يعد مستعدا لمواصلة تجاهل معاناة الفلسطينيين أو التسليم بالرواية الإسرائيلية الأحادية. ويرى متابعون أن هذا الزخم هو تذكير بأن المجتمع الدولي ما زال يؤمن بأن حل الصراع يبدأ بالاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. إذ يرى مراقبون أن سلسلة الاعترافات ستُسهم في إعادة تفعيل التحركات السياسية التي توقفت منذ سنوات.
''تهديدات إسرائيلية ''
وفي مشهد يعكس تخبط حكومة الاحتلال الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، قوبلت موجة الاعترافات الدولية الأخيرة بالدولة الفلسطينية بحملة تصريحات نارية وتحريضية من كبار المسؤولين في تل أبيب، وصفت على نطاق واسع بأنها دليل على رفض الاحتلال الممنهج للقانون الدولي ومبادئ الشرعية الأممية، وسعيها لفرض واقع استعماري بالقوة بدلا من الانخراط في مسار سياسي جاد.
واعتبر وزير المالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز رموز التطرّف في الحكومة الحالية، أنّ الاعترافات بدولة فلسطين تمثل "خطوة معادية"، ودعا إلى الرد عليها بإعلان السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، في تحدٍ صارخ للقرارات الدولية التي تعتبر الاستيطان والضم في الضفة غير شرعيين.وفي تصعيد غير مسبوق، ذهب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أبعد من ذلك، حين دعا الى اعتقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، داعيا إلى اعتقاله و"تفكيك السلطة الفلسطينية"، في خطاب يحرض بشكل مباشر على تقويض أي مظهر من مظاهر الإدارة الفلسطينية، ويُعيد إلى الأذهان سياسات الطرد والضم والإلغاء الصهيونية .
ووفق مراقبين فإن ما يُثير القلق، ليس فقط فحوى هذه التصريحات، بل التوقيت والسياق الذي أتت فيه. إذ تأتي في أعقاب إعلان أربع دول جديدة – هي بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال – اعترافها بدولة فلسطين، في خطوة تمثل نقلة نوعية في المواقف الغربية التي طالما اكتفت بدعم نظري لحل الدولتين دون ترجمة ذلك إلى مواقف سياسية واضحة.
بل إن فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا، بحسب تقارير دبلوماسية، على وشك الانضمام إلى هذا المسار، في تحول يدل على تآكل التأييد الغربي المطلق لإسرائيل، واستشعار العالم بضرورة اتخاذ مواقف عملية تجاه جرائم الحرب في غزة واستمرار الاحتلال في الضفة الغربية.
وتزامن التهجم الإسرائيلي مع تصعيد ميداني متواصل في غزة والضفة، بما في ذلك توسع الاستيطان، وعنف المستوطنين، واستمرار الحصار والتجويع الممنهج. ويعكس هذا التصعيد، بحسب مراقبين، حالة من الفشل السياسي الذريع داخل حكومة الإحتلال الإسرائيلية، كما أشار زعيم حزب الديمقراطيين يائير غولان، الذي قال صراحة إن موجة الاعترافات هي نتيجة مباشرة لسياسات نتنياهو ووزرائه المتطرفين.ويؤكد خبراء أن الاعتراف المتنامي بدولة فلسطين ، يعكس اقتناعا دوليا بأن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لم يعد مقبولا. وفي المقابل، فإن إصرار حكومة نتنياهو على تجاهل كل نداءات العالم، ومواصلة حرب الإبادة والتهجير، لن يؤدي سوى إلى مزيد من العزلة، وانفجار أكبر في المنطقة.
قمة مرتقبة بين ''ترامب'' وقادة عرب
في الأثناء دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قادة 6 دول عربية وإسلامية (السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا)، لاجتماع رفيع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمناقشة الحرب في غزة.
كما تسبق القمة لقاء ترامب المرتقب مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالبيت الأبيض، في 29 سبتمبر.ووفق مصادر إعلامية، سيطالب القادة ترامب بالضغط على ''إسرائيل'' لوقف الحرب ومنع ضم أجزاء من الضفة الغربية، بينما تسعى واشنطن لإشراكهم في ترتيبات ما بعد الحرب.
ميدانيا أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي المرحلة الرئيسية من هجومه البري على مدينة غزة الذي توعّدت إسرائيل بشنّه منذ فترة، متوغلًا نحو المركز الحضري الرئيسي للمدينة، وسط تهديدات بضم أجزاء من الضفة.
وفي تحرك مفاجئ، تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الاثنين، باتجاه عمق مدينة غزة انطلاقًا من مناطق تمركز قواته جنوب غربي المدينة، وذلك بينما يتواصل القصف العنيف على القطاع منذ صباح امس، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.
وأفاد مصادر في قطاع غزة بمقتل 7 فلسطينيين وإصابة آخرين، بعد قصف إسرائيلي، لعمارة تضم مكتب مؤسسة إغاثية في مفترق السامر وسط مدينة غزة.وأشارت مصادر محلية إلى أن القصف استهدف أيضاً بناية تضم مكتبًا لمؤسسة الإغاثة الطبية وفق ''ارم نيوز''. وارتفعت بذلك حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة منذ فجر امس الاثنين، إلى 30 شهيدا، وعشرات المصابين.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلاً قرب مسجد الشمعة بحي الزيتون شرق مدينة غزة، كما قصف منزلاً في مخيم الشاطئ غرب المدينة.وبشكل مفاجئ تقدمت آليات عسكرية إسرائيلية باتجاه منطقة مربع الجامعات بمدينة غزة، بعد ليلة شهدت قصفًا مكثفًا على المناطق المحيطة بها.

قصف يستهدف مستشفى الرنتيسي والعيون
ميدانيا أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، امس الاثنين، خروج مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون في محافظة غزة عن الخدمة؛ جراء قصف إسرائيلي متواصل.
وأفادت الوزارة في بيان بـ"خروج مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون عن الخدمة جراء الاستهداف المستمر لمحيط المستشفى، إضافة إلى تدمير مركز الإغاثة الطبية الصحي في مدينة غزة".ولفتت إلى أن "مستشفى الرنتيسي تعرض للقصف المباشر (مرات عدة) قبل أيام، مما ألحق أضرار جسيمة به".
وشددت على أنه كانت توجد في مستشفى الرنتيسي خدمات لا توجد في أي مستشفى آخر.أما مستشفى العيون فهو "المستشفى العام الوحيد الذي يقدم خدمات العيون في محافظة غزة (شمال)"، وفقا للبيان.وأكدت وزارة الصحة أن "الاحتلال يتعمد، وبشكل ممنهج، ضرب منظومة الخدمات الصحية في محافظة غزة، ضمن سياسة الإبادة الجماعية".وزادت بأن "جميع المرافق والمستشفيات لا يوجد إليها طرق آمنة تُمكن المرضى والجرحى من الوصول إليها".و"يواجه المرضى والجرحى صعوبة بالغة في الوصول إلى المستشفى الميداني الأردني ومستشفى القدس (بمحافظة غزة) نتيجة القصف المستمر"، بحسب البيان.
وجددت وزارة الصحة الفلسطينية دعوتها "كافة الجهات المعنية لتوفير الحماية للمؤسسات الصحية والطواقم الطبية".وتسبب استهداف المرافق الصحية كذلك في مقتل وإصابة مرضى إضافة إلى قتل واعتقال أفراد طواقم طبية.كما تغلق إسرائيل، منذ 2 مارس الماضي، جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول الدواء والمستلزمات الطبية والأغذية.

 

المشاركة في هذا المقال