Print this page

عملية " قمة النار " … وتفاخر الكيان الصهيوني بإنتهاكاته لسيادة الدول

فيما إنشغل المجتمع الدولي بدعوات نتنياهو

واليمين المتطرف لفرض السيادة علي الضفة الغربية ، قام جيش الكيان الصهيوني باختراق سيادة دولة في حلقة جديدة من مسلسل الممارسات الهمجية وانتهاكات القانون الدولي ، وتصعيد خطير سيكون له تداعيات مستقبلية على الأمن والاستقرار ، وستضع الشرق الأوسط ومناطق التماس معه وفى مقدمتها الخليج العربي في حالة إحتقان مزمنة لا تتسق وطموحات الممرات الاقتصادية والريفييرا . كما يبدو أن منهج الاغتيالات السياسية الذي اعتمدته حكومة اليمين التطرف في تل أبيب للتغطية علي إخفاقاتها الداخلية والخارجية، سيضع نهاية وشيكة لكل الأطروحات القائمة أو المُحتملة للتطبيع ، والتكامل الإقليمي الغير متصور حدوثه أصلاً في هذه البقعة الجغرافية المتأزمة تاريخياً .

هذا ، وقد تفاخرت حكومة الاحتلال بأن عملية " قمة النار " التي استهداف قيادات حماس في الدوحة عملية ' اسرائيلية ' مستقلة ، وأن تل أبيب تتحمل المسئولية عنها بشكل كامل، فيما ذكرت القناة الثانية عشر الاسرائيلية أن طائرات استخباراتية - أمريكية وبريطانية - كانت تحلق في سماء الدوحة قبل إطلاق الهجوم. ومن غير مستبعد أن يلجأ نتنياهو لتلك الخطوة التصعيدية دون الحصول على ضوء أخضر من المعسكر الراعي للصهيونية، الذي يصر على مزيد من خلط الأوراق قبل إنعقاد الجمعية للأمم المتحدة للتضييق على مسار الإعتراف بالدولة الفلسطينية .

ولا يفوتنا هنا الإشارة إلي السياق السياسي والإعلامي الذي سبق الهجوم الجبان ، إذ وجه نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال دعوة إلى سكان قطاع غزة لمغادرة المنطقة، قائلًا: "لقد حذرناكم فاخرجوا من هناك". وأضاف أن القوات الإسرائيلية تنظم صفوفها حاليًّا وتتجمّع داخل مدينة غزة استعدادًا لتنفيذ مناورة بريّة، وهو ما تزامن مع حالة الجدل في الأوساط الإعلامية والسياسية بشأن المقترح الأمريكي. إذ ذكرت "القناة 12" الإسرائيلية أن المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار في غزة يربط بين انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع وقدرة السلطات الجديدة في غزة على بسط سيطرتها بشكل كامل. ونقلت قناة "آي 24 نيوز" عن مصادر قولها إن "حماس" أبلغت الوسطاء بأنها لن توافق على أي صفقة دون وجود ضمانات واضحة وقوية تضمن إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة.

وتجدر الإشارة إلى تركيز وسائل الإعلام في دولة الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية على المقترح الأمريكي الذى تم طرحه للتغطية على ما تخطط له تل أبيب من ضربة همجية ولضمان إلهاء قيادات حماس. ويبدو أن إفراد مساحة واسعة من مقالات الرأي لتقييم ردود الفعل على الطرح الأمريكي كان متعمداً ، مع الترويج لرفض تل أبيب رد حماس. وأفادت "هيئة البث الإسرائيلية " بأن الحكومة الإئتلافية ترفض الرد الذي قدمته حركة حماس، مؤكدة أن العرض الأخير المقدم من "ترامب" يعدُّ إنذارًا نهائيًّا، وأنه إذا لم يُقبل، ستبدأ عملية "مركبات جدعون 2" كما هو مخطط. وإنعكست التخوّفات من تأثير عملية القدس فيما أشارت إليه " القناة 14" الإسرائيلية بأن الجيش يخشى أن تكون "عملية القدس" مصدر إلهامٍ لمجموعات أخرى، ولذلك يَدرس الجيش سحب قوات من غزة ونقلها إلى الضفة الغربية مع اقتراب فترة الأعياد اليهودية.

المشاركة في هذا المقال