Print this page

انطلاق المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية: "الفيفاك"... شاشات عريقة وتحديات كبيرة !

في مدينة "قليبية" الساحلية والساحرة، تكون الصائفة سينمائية

بامتياز والضيوف ليس من المصطافين فحسب من السينمائيين ومن المختصين في فنون الصورة من مختلف بلدان العالم. هناك، ينبض مهرجان "الفيفاك" بالسينما والحياة منذ سنة1964. ليس "الفيفاك " مجرد موعد سينمائي مهم وملتزم فحسب، بل إنّ المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية هو أعرق تظاهرة سينمائية في تونس وفي إفريقيا والعالم العربي. فكيف يستطيع المهرجان الحفاظ على روحه الأصيلة وسط رهانات التمويل والتقنيات الحديثة؟

بعد تأجيل موعده، انطلق المهرجان الدّولي لفيلم الهواة بقليبية في دورته 38 يوم السبت 23 أوت ليتواصل إلى غاية 30 أوت 2025.وكان من المنتظر أن ينتظم المهرجان من 16 إلى 23 أوت لكن تمّ تأجيله لأيام أخرى بسبب صعوبات ذات طابع مادي ولوجستي.

"فلسطين حرة" في الشعار والمعلّقة

منذ أولى دوراته عام 1964، يمثل المهرجان الدّولي لفيلم الهواة بقليبية (الفيفاك) منارة لصانعي أفلام الهواة في تونس وخارجها ، وحاضنة للرؤى الفنية والثقافية والسينما المستقلة... وقد خلق حدث افتتاح دورته 38 مساء أول أمس السبت ارتياحا وانشراحا في صفوف مخرجيه وضيوفه ورواده الأوفياء خاصة بعد التأجيل والإعلان عن وجود صعوبات مادية ولوجستية.
في السنة الفارطة، رفع المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية شعار "أنقذوا غزة". وفي دورة هذا العام، يواصل "الفيفاك" الانتصار إلى غزة في ملحمتها المعاصرة ومجاعتها المبكية انطلاقا من معلقته التي رفرف فيها علم فلسطين وصولا إلى شعاره : "فلسطين حرة". تحت إشراف الاتحاد التونسي للسينمائيين الهواة وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية والمركز الوطني للسينما والصورة وبلدية قليبية، تنتظم الدورة 38 المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية برئاسة عادل عبيد.
وقد كانت فلسطين سيدة الشاشة في افتتاح "الفيفاك" من خلال عرض الفيلم الوثائقي "التفويض" للمخرج ستيفان زيجلر والذي يبرز أهمية القانون الدولي في حماية قضايا حقوق الإنسان ومظلمة الشعب الفلسطيني في عدم التمتع بهذه الحقوق المكفولة في المعاهدات الدولية.
بمشاركة 39 دولة تتضمن المسابقة الدولية 36 فيلما من بينها 5 أفلام تونسية. أما المسابقة الوطنية فيتنافس ضمنها 35 فيلما من إنتاج الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة والمدارس ومستقلين.

ذاكرة الهواة ورهانات الحاضر

لم تكن الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة - ومن ورائها "الفيفاك"- مجرد هيكل سينمائي بل كانت هي المنظمة الوحيدة من نوعها في إفريقيا والعالم العربي التي تهدف إلى تطوير وتنمية العمل السينمائي كأداة تعبير واتصال جماهيري في متناول الجميع. كما مكنت نوادي السينما مرتاديها من تعلم ثقافة المشاهدة وقواعدها، وإغناء المدونة الخاصة بتجارب سينمائية عالمية وتطوير مناهج وطرق تحليل الأفلام عبر التمكن من أدوات التحليل الفيلمي ومرتكزات اللغة السينمائية وإثراء آليات التأويل الفكري والجمالي. كل هذا ساهم في إنجاب جيل اُعتبروا بمثابة رواد النقد السينمائي في تونس ويسجلون حضورهم الفاعل في الساحة النقدية إلى يومنا هذا على غرار «الهادي خليل»، و»كمال بن وناس»، و»عبد الكريم قابوس»… وجيل آخر آثر التوجه نحو الإخراج السينمائي مثل «رضا الباهي»، و»فريد بوغدير»، و»سلمى بكار»…
اليوم يواجه المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية عدة تحديات تتفاقم من سنة إلى أخرى ليبح تنظيم "الفيفاك" في حد ذاته انجازا يحسب للهيئة المديرة وسط شح التمويلات وعرقلة البيروقراطية التي تعرقل القائمين على المهرجان لتقديم دورة متكاملة دون إضاعة بوصلة الجودة. فكيف سيواصل "الفيفاك" مواجهة التحديات المالية والإدارية دون أن يفقد هويته الفريدة؟

المشاركة في هذا المقال