Print this page

تقديرات وتخوفات دولية من تجدد المواجهات بين الاحتلال وايران !

من المؤكَّد أن الهجمات الأمريكية والإسرائيلية ألحقت أضرارًا جسيمة

بالبنية التحتية النووية الإيرانية، لكن لم يتَّضح إلى أيِّ مدى أعاقت هذه الهجمات قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، هكذا استهلّ " جيمس دورسي " تقريره في دورية " أوراسيا ريفيو " ، ويُرجِح أن يظلَّ وقف الأعمال العدائية هشًا، حتى لو أدَّى لاستئناف المفاوضات الأمريكية-الإيرانية؛ نظرًا لعدم وجود أيِّ مؤشّرٍ على أن إيران سترضخ لمطلب «ترامب» بـ«الاستسلام غير المشروط» والتخلِّي عن حقِّها في تخصيب اليورانيوم إلى 3.67%، وأن ذلك قد أدى إلى تأجيج المخاوف من أن استئناف المواجهات الإسرائيلية-الإيرانية قد يكون أمرًا لا مفرَّ منه .

هذا ، وقد أكد التقرير الصادر عن The National Interest للباحث " جوشوا يافو " على أن الضربات الأمريكية على إيران قد حققت نجاحًا استراتيجيًا قصير المدى، لكنها خلّفت وراءها وضعًا هشًا وغير مستقر، يُنذر بعدم استقرارٍ طويل الأمد، وتداعياتٍ غير مؤكَّدة على النظام، ومسارًا مستقبليًا غير واضح للسياسة الأمريكية. وربَّما لم تنجح العمليات الإسرائيلية ضدَّ إيران في تحديد مستقبل الجمهورية، لكنها في تقدير كاتب التقرير قد رسمت مجموعةً جديدة من الخطوط الحمراء، ولم يعُد بإمكان المنطقة العودة إلى الوضع الراهن الذي كان قائمًا قبل 7 أكتوبر 2023، واستفاض التقرير في الإشادة بالتنسيق الثنائي ضد طهران وأنه من خلال التحرُّك السريع والحازم، دون مشاوراتٍ مطوَّلة مع الشركاء الدوليين، أشارت إسرائيل والولايات المتحدة إلى أنهما قادرتان على قصْف إيران، بل ستفعلان ذلك، كلَّما شكَّلت تهديدًا وشيكًا؛
من جهة أخرى ، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن واشنطن حصلت على تسجيلات سرية لمحادثات بين مسؤولين إيرانيين أكّدوا خلالها أن حجم الدمار الذي خلّفته الضربات الإسرائيلية كان أقل مما توقّعوه، بالتوازي مع تقارير أمريكية تُقلِّل من تأثير الضربات" إذ ذكر تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أن تقييمًا استخباراتيًا أمريكيًا يشير إلى أن الضربات التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني أدّت فقط إلى تأخيره لبِضعة أشهر، وليس لسنوات كما أُعلن سابقًا، ولم تتوقف التصريحات الإسرائيلية التي تربط الحرب ضد إيران بمحادثات غزة، إذ صرّح وزير التعليم الصهوني، زئيف إلكين، بأن الحملة العسكرية ضد إيران قد قرّبت إسرائيل من التوصّل إلى وقف إطلاق نار في غزة، لكنه أشار إلى أنه من غير المؤكد ما إذا كانت هذه التطورات ستكفي لدفع حماس نحو القبول باتفاق .
ويبدو أن هناك ثلة من المعارضة في تل أبيب بدأت تفصح عن تحسباتها وسط تحذيرات من تضخيم الإنجاز العسكري ضد إيران، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، إن التهديد النووي والصاروخي الإيراني لم يُقضَ عليه بالكامل، مؤكدًا أن ما جرى قد يكون عطّل البرنامج النووي لبضعة أشهر فقط، وذلك بفضل التدخل الأمريكي جزئيًا.

المشاركة في هذا المقال