سياسة الهجرة في الولايات المتحدة …احتجاجات واستقطابات محلية وفيدرالية (2)

جدّد الرئيس ترامب اتهاماته الموجهة لكل من حاكم "كاليفورنيا"

وعمدة "لوس أنجلوس" بتمويل المخرّبين، والمحرّضين، والمتمرّدين، حيث أكدت تصريحاته على تورطهما في محاولة متعمّدة لإبطال القانون الفيدرالي، ومساعدة "الغزاة المجرمين" في احتلال المدينة"، متعهدًا بتحرير "لوس أنجلوس"، وتزامنت التصريحات الرنانة والعبارات الحادة مع فرض السلطات المحلية حظر تجوُّل في أجزاء من مدينة لوس أنجلوس بعد تصاعُد الاحتجاجات وأعمال النهب؛ حيث تعرّض نحو 23 متجرًا للنهب مع استمرار الاحتجاجات العنيفة في المدن - ديمقراطية التوجه وغير صديقة لترامب - وأهمها لوس انجلوس ونيويورك.

وبالتوازي مع استمرار معارك ترامب وخصومه وكذلك عمليات التوقيف الواسعة، أسفر اعتصام سلمي في " برج ترامب" بـمدينة نيويورك عن اعتقال 24 شخصًا؛ إذ قال رئيس البلدية، إن الشرطة "لن تتسامح مع هذا النوع من الاشتباكات التي اندلعت في لوس أنجلوس"، كما اعتُقل العشرات في جنوب شرق المدينة وسان فرانسيسكو في ولاية "كاليفورنيا"، ومن الأخبار المتداولة أنه قد يتجمع متظاهرين في عدة مدن في مسيرات احتجاجية ضد سياسات إدارة ترامب وتحمل عنوان "لا ملوك " في 14 جوان والتي تتزامن مع عيد ميلاد ترامب ، علماً بأن كل التصريحات التي تصدر عن إدارة ترامب تؤكد على استمرار برنامجها الخاص بالهجرة رغم تنامي وتيرة الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد.
أكثر من ذلك ، فقد أثار دعم المتظاهرين لزعيم نقابي ديفيد هويرتا، زعيم نقابي بارز في كاليفورنيا ، أُلقي القبض عليه في لوس أنجلوس أثناء احتجاجه ، شهية وسائل الإعلام ووكالات الأخبار الأمريكية إلى التطرق لدور محتمل تقوم به تيارات اليسار المتطرف لتأجيج المظاهرات وأحداث العنف ، حيث نقلت صحيفة "فوكس نيوز" عن مكتب التحقيقات الفيدرالي نيته للتحقيق في " أي مؤامرات منظمة لخلق حالة من الفوضى في لوس أنجلوس"، وذلك بعد تزايد مؤشرات تورط عناصر شبكة ANTIFA اليسارية المتطرفة بهجمات ضد رجال الأمن، وتأجيج عنف المتظاهرين، وترى مراكز فكر إقليمية أن تلك التفاعلات تُحفز فرص جماعات اليمين المتطرف لترويج سرديتها، وتعزيز قدراتها بالداخل الأمريكي، وتداولت عناصر يمينية متطرفة رسائل تم نشرها في 9 الجاري عبر منصة "ذا أميريكن فيوتشريست" تحث على قتل المتظاهرين، وتشجع أنصارها على الانضمام إلى قوات الحرس الوطني لقمعهم ، وسبق أن كشف تقرير لصحيفة "ذا غاردين" عن تسريع جماعة The Base النازية الجديدة (تأسّست في 2018 بمعرفة أحد وكلاء البنتاغون السابقين ) جهودها لتنشيط خلاياها في الداخل الأمريكي.
هذا، وقد تأرجحت الانتقادات والتعليقات على نشر القوات ما بين مسؤولين في الإدارة إذ أوضح مسؤول بارز في " البنتاغون" إن تكلفة نشْر القوات، الذي سيستمر 60 يومًا، تُقدّر بنحو 134 مليون دولار تشمل سفر الجنود وسكنهم وطعامهم، وبين إنتقادات برلمانية انعكست في تصريح السيناتور "جاك ريد"، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الذي عبر عن انزعاجه بشدة من نشْر القوات البحرية في لوس أنجلوس؛ ولا يفوتنا التذكير هنا بما سبق أن شهدته كاليفورنيا ولوس أنجلوس من حرائق في جانفي الفارط والتي ظهر خلالها دور متعاظم للتكنولوجيا والذكاء الإصطناعي في مواجهة تلك الكارثة البيئية، واستطاعت فرق الإطفاء استخدام بيانات من الكاميرات التنبؤية لتوجيه الجهود نحو أماكن أكثر احتياجاً ، فهل يسهم الدهاء الإنساني في احتواء التجاذبات السياسية التي انطلقت من الولاية ومدنها وامتدت لمدن أخرى خارجها!؟
ما يزيد من تعقيدات المشهد الحالي ، هو أن تحركات إدارة ترامب في ملف الهجرة الشائك لا تقتصر على رعايا الدول اللاتينية فقط ، فقد نشرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة ترامب تخطط لنقل آلاف الأجانب الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني إلى معتقل غوانتانامو، بدءًا من هذا الأسبوع، وتشمل القائمة مواطنين من دول حليفة مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، دون إبلاغ حكوماتهم، وإن كان ذلك يتسق مع نوايا ترامب لمراجعة علاقات أمريكا السياسية والاقتصادية مع مختلف الدوائر الجغرافية وكذلك التحالفات القائمة ، بالتوازي مع سياسات غير تقليدية على المستوي المحلي ، وتدخلات مباشرة من ترامب والسلطة التنفيذية تخل بتوازن السلطات في الولايات المتحدة.

وخلافاً للضجة التي تُحدثها الإحتجاجات على سياسات ترامب في ملف الهجرة ، أوردت " نيويورك تايمز " خبراً يُفيد بحكم أصدرته محكمة استئناف فيدرالية لصالح دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، بالسماح له في الوقت الراهن بمواصلة فرض الرسوم الجمركية المتبادلة، فيما يُنظر له على أنه بمثابة انتصار لترامب في واحدة من أبرز معاركه الإقتصادية ، وغني عن البيان أن مواجهته مع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي " جيروم بأول " تعد من أبرز التحديات الإقتصادية التي تواجه ترامب ، والضغوط التي يمارسها ترامب على لأول لرفضه خفض أسعار الفائدة تؤثر على إنخفاض الأسهم المحلية ، ورغبة ترامب في أن يظهر البنك المركزي كمؤسسة تابعة للبيت الأبيض، ومجرد الحديث عن مساعي الرئيس إقالة " باول " يؤثر سلباً على الأسواق المالية الدولية .

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115