المرمية تحت ركام ما تبقى من ضمير عالمي ،لا تكفي لإيقاف محرقة العصر الصهيونية . وقصة الطبيبة الغزاوية آلاء النجار التي استقبلت أطفالها -أكبرهم يبلغ من العمر 12 عامًا وأصغرهم يبلغ من العمر 3 سنوات - جثامين وأشلاء هي واحدة من آلاف القصص المأساوية التي لم يعد يكف حبر السماء والأرض لكتابتها . نجا طفل واحد فقط من أطفالها - وهو آدم ومصاب بجروح خطيرة. في حين استشهد يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا. هذا بعض مما يعيشه الكوادر الطبية في القطاع المنكوب اذ يمعن الاحتلال في استهداف الكادر الطبي وترعيبه ليتوقف عن مد العون للجرحى والمصابين. وفي المقابل واصلت الطبيبة آلاء النجار واجبها ورسالتها تجاه جميع الأطفال المرضى رغم لوعة الفقد التي لا توصف . وظلت الطبيبة آلاء النجار شامخة هادئة صبورة كغزة الصامدة أمام أعتى إبادة في العالم .
يحصل ذلك فيما الجوع والعطش يفتكان بالقطاع المحاصر ، واليوم تؤكد التقارير والاحصائيات بأن اكثر من مليوني فلسطيني في القطاع يواجهون خطر الموت جوعا بينما يعاني أكثر من مليون طفل من مختلف الأعمار من الجوع اليومي واستشهد 57 طفلا بسبب الجوع وأصيب نحو 65 الف شخص بسوء تغذية حاد نقلوا الى ما تبقى من مستشفيات ومراكز طبيبة مدمرة في القطاع . وتؤكد الاحصائيات ان أكثر من 70 بالمئة من الوحدات السكنية في قطاع غزة غير صالحة للسكن . فيما يواصل الاحتلال مخطط التوسع الاستعماري في الضفة الغربية بواقع 151 مستعمرة و 256 بؤرة استيطانية منذ نهاية العام الماضي . ولا يزال الاحتلال يفرض سيطرته على المزيد من أراضي الفلسطينيين .
المؤكد ان ما يحصل اليوم في غزة والضفة إبادة كاملة وتطهير عرقي تتجاوز كل جرائم التطهير العرقي التي عرفتها البشرية في تاريخها الحديث والأدهى أن هذا التطهير يتم أمام أنظار العالم وتنقله عدسات الكاميرا مباشرة . فمتى يستفيق الضمير العالمي لوضع حد لهذه المحرقة ولجرائم دولة الاحتلال وجبروتها التي لا تواجه به فقط الفلسطينيين بل ما تبقى من مبادئ وقيم المجتمع الإنساني ككل .