في يومها الثاني والأخير ، هيئة وضعت على طاولة نقاشها الوضع العام والاجتماعي في البلاد وقانون المناولة الذي تمّ المصادقة عليه من قبل البرلمان فجر أمس والأنشطة النقابية والخلافات الداخلية التي تعيش على وقعها المنظمة منذ أشهر بسبب موعد المؤتمر، وبحسب الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي خلال افتتاحه أشغال الهيئة أمس فإن الاتحاد يمرّ بفترة تاريخية تتطلب من الجميع الوحدة والعمل على إيجاد الحلول من خلال الحوار الجدي والنظر إلى مصلحة المنظمة ومستقبلها، الشغل، ودعا إلى ضرورة تجاوز الخلافات وحلها بما يحافظ على سلامة المنظمة موحدة ومستقلة مدافعة عن الحريات وعن قضايا العمال، هيئة سبقتها عدة اجتماعات ولقاءات بحثا عن مقترحات توافقية تنهي الأزمة والتي يبدو أنها تعمقت في الفترة الأخيرة بعد توسع دائرة المعارضين للمكتب الحالي.
بالتزامن مع انعقاد الهيئة الإدارية الوطنية التي ينتظر أن تختتم أشغالها اليوم والتي تعددت فيها المقترحات لموعد تنظيم المؤتمر الذي يبدو أنه سيعقد في سنة 2026 لكن الشهر مازال محل خلاف بين جانفي أو أوت، احتجت مجموعة المعارضة النقابية والتي أطلقت على نفسها " الهيئة التأسيسية للمعارضة النقابية " أمام النزل الذي تعقد فيه الهيئة الإدارية وطالبوا برحيل المكتب التنفيذي الحالي، واعتبروا أن مشكلة الاتحاد والقواعد لا تكمن في الخلاف بين الشقين (الخماسي والعشاري) أو في تاريخ المؤتمر كما يسوقون له بل في كيفية انجاز المؤتمر وضمانات شفافيته ومضمونه للقطع مع الانحرافات والزبونية والبيروقراطية المتغولة وإعادة المنظمة إلى مبادئها وأهدافها وقواعدها، وفق ما نشرته المعارضة النقابية على صفحتها الرسمية.
كل الأنظار متجهة نحو مخرجات الهيئة
كل الأنظار باتت اليوم مشدودة نحو ما ستفرزه الهيئة الإدارية الوطنية من نتائج وقرارات خاصة حول النقاط التي كانت نقطة الخلاف الكبير بين قواعد الاتحاد وصلت حدّ الانقسام، وقد شدد الأمين العام في اليوم الأول من أشغال الهيئة على أن المرحلة تتطلب وحدة نقابية صماء، وبحسب ما أكده مصدر نقابي لـ"موزاييك" فإن مداخلات أمس تناولت محور الخلافات الداخلية، نافيا وجود وساطة من أي جهة كانت مؤكدا العزم على حل الخلافات خلال أشغال هذه الهيئة بصفة مباشرة. وتراوحت المداخلات بخصوص الشأن النقابي حول موعد انعقاد المؤتمر الوطني للاتحاد لاختيار القيادة الجديدة دون التوصل إلى تحديد موعد واضح. وفي انتظار مخرجات الهيئة الإدارية والتي تكتم اتحاد الشغل على أشغالها في اليوم الأول ودون تقديم أية تصريحات إعلامية، نفذت المعارضة النقابية وقفة احتجاجية أمام النزل وأصدروا بيانا توضيحيا للرأي العام النقابي والوطني تحت عنوان "من أجل استعادة الثقة والوحدة والهيبة" جددت خلاله مطالبتها بانجاز مؤتمر انتخابي استثنائي على قاعدة الشفافية والديمقراطية من أجل إنقاذ المنظمة الشغيلة من الانهيار.
المعارضة تطالب برحيل المكتب التنفيذي الحالي
وأكدت المعارضة النقابية في بيانها أن الأهم ليس انجاز المؤتمر ومتى ولكن كيف ينجز وأي خطوات وقرارات ستصدر عنه لإصلاح ما تمّ تخريبه واستعادة الثقة ووحدة النقابيين واستعادة الدور النضالي والوطني للمنظمة، كما طالبت بتنقية المناخ الداخلي عبر المصارحة والمحاسبة والمصالحة والوحدة ومراجعة القانون الأساسي والنظام الداخلي بما يمكن من الحدّ من استفحال البيروقراطية، كما طالبت برحيل كافة المكتب التنفيذي الحالي دون استثناءات وتشكيل لجنة نقابية تتسم بالنزاهة والاستقلالية والكفاءة وتكون محل اتفاق جميع أبناء المنظمة لاستعادة الثقة والإعداد والإشراف على المؤتمر القادم، من بين مطالب المعارضة النقابية نذكر أيضا وفق ما جاء في بيانها إعادة المؤتمرات الخلافية ذات العلاقة المباشرة بالمؤتمر وإلغاء جميع العقوبات التي سلطت على النقابيين .
الاتحاد الجهوي بصفاقس ينتظر...
قائمة المعارضين والرافضين لتسيير القيادة الحالية تضمّ أيضا الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذي أبقى على هيئته الإدارية الجهوية في حالة انعقاد وطالب ، بإحالة الأمين العام نور الدين الطبوبي على الهيئة الوطنية للنظام الداخلي وإيقافه فورا عن النشاط النقابي من أجل إخلاله بالميثاق النقابي والمس من وحدة المنظمة والعمل على شق صفوفهم والإساءة لسمعتهم والنيل من كرامة قيادتها.