Print this page

تعيين عماد المديوني مندوبا للشؤون الثقافية بتونس الفعل الثقافي سيرة ومسؤولية ورسالة

هو ليس مجرد إداري، بل رجل حمل الثقافة على كتفيه كما يحمل الممثل قضيته فوق الركح.

طالما اقترن اسم عماد المديوني بالمبادرة والحركية والنجاح، ليعيّن بداية من هذا الشهر مندوبا جهويا للشؤون الثقافية بتونس العاصمة، في خطوة ينتظر منها أن تُعيد وهج الحياة الثقافية إلى قلب المدينة.وهو الحاصل على الأستاذية في العلوم القانونية ومنذ تخرّجه من المدرسة الوطنية للإدارة وتحصيله شهادة الدراسات المعمقة في العلوم القانونية والسياسية، لم يعرف الرجل غير لغة الفعل. بصمة وراء بصمة، أسّس لنفسه مسارا لا يُشبه إلا أولئك الذين يصنعون التغيير من خلف الكواليس، ثم يتركونه يضيء الخشبة والساحات العمومية والمدارس النائية والفضاءات غير التقليدية…

بدأ عماد المديوني مسيرته أستاذا عرضيا سنة 2006 في المعهد العالي للإنسانيات والمعهد العالي للإعلامية والمعهد العالي للمسرح والموسيقى بالكاف، قبل أن يشرع في مسيرة إدارية لافتة، تولّى فيها إدارة مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف في فترتين (2011–2014 ثم 2017–2024)، وكان له الدور الأبرز في إعادة تهيئته على مستوى الهيكلة ومبنى المقر وتحويله إلى فضاء حيوي نابض بالنشاط وبالحياة.
بين 2014 و2017، تقلّد خطة مندوب جهوي للثقافة بكل من توزر وجندوبة، ثم التحق سنة 2024 بـالقيروان، وواصل هناك ما بدأه: تنشيط الحياة الثقافية ودعم المبدعين وإحياء التظاهرات الراكدة وبعث أخرى جديدة...
لكن وراء المناصب، يقف رجل إدارة وثقافة لا يكتفي بالتسيير بل يسعى إلى التأسيس والتغيير والتأثير. فقد تولّى إنتاج أكثر من 30 عملا فنيا، تحصّل العديد منها على جوائز وطنية ودولية، وسجل رقما قياسيا وطنيا بمشاركته في دورة واحدة من أيام قرطاج المسرحية بأربعة عروض مسرحية وعرض تتشيطي في سابقة تُدوَّن في سجلات المهرجان.
كما أسّس وأدار عددا من المهرجانات الثقافية الوطنية والدولية، وكان حاضرا في كبرى المحطات الثقافية، عضوا فاعلا في لجان التحكيم والجمعيات المهنية، ومكرَّما في مهرجانات مرموقة مثل خليفة السطمبولي وعلي بن عيّاد. في إدارة المؤسسات الثقافية يملك عماد المديوني من الرؤية المجدّدة والمجتهدة بقدر ما يحمل من الحزم، ومن الإيمان بأنّ الثقافة رسالة قبل أن تكون وظيفة. فهل تكون تونس العاصمة - قريبا- على موعد مع فترة جديدة من النبض الثقافي المتجدد؟ وكيف ستكون الأشكال والتمظهرات والتجلّيات؟

 

المشاركة في هذا المقال