على وقع التهديدات الصهيونية باستئناف القتال ونسف الهدنة :القمة العربية في القاهرة وخطة غزة القادمة ..أي مصير؟

انعقدت امس في القاهرة القمة العربية الطارئة في خضم تحديات تاريخية تشهدها المنطقة تتعلق بتغيرات جيوسياسية وتزايد التهديدات الصهيونية .

اذ لم يشهد العالم العربي على لحظة أصعب من التي يمرّ بها اليوم وسط محاولات صهيونية لتكرار نكبة 48 في غزة والضفة الغربية بسيناريوهات جديدة برعاية ترامب لتهجير الفلسطينيين. وقدم امس المجتمعون في قمة القاهرة خطة مصرية بديلة لمصير قطاع غزة ، ولئن تضمنت بندا ينص على إعادة الاعمار ومنع مغادرة سكان غزة ، فإنها تقدم تصورا لحكم وإدارة القطاع بمعزل عن سلاح المقاومة . وهنا تكمن المعضلة الحقيقية بالنسبة لحركة حماس، فما عجزت عن تحقيقه إسرائيل بالحرب والتهديد وبالإبادة تسعى الى تحقيقه بالضغوط الدبلوماسية والسياسية عبر ضغوطات ترامب من جهة أو عبر خطة عربية بديلة تتضمن شقي الاعمار والإدارة السلمية أي نزع سلاح المقاومة.

وأعلن السيسي عن خطة بلاده لإعمار غزة دون تهجير داعيا إلى حشد الدعم الدولي والإقليمي لها. في حين حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من تداعيات استمرار احتلال إسرائيل مناطق في جنوب لبنان على الاستقرار في المنطقة.

حماس تعرب عن تطلعها لدور عربي "فاعل"

أعربت حركة "حماس"، الثلاثاء، عن تطلعاتها لدور عربي "فاعل" ينهي المأساة الناجمة عن الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، وطالبت القمة العربية الطارئة في العاصمة المصرية القاهرة بـ"الضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه الفلسطينيون".
وقالت الحركة في بيان: "في ظل انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة (قمة فلسطين)؛ نتطلع إلى دور عربي فاعل ينهي المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في قطاع غزة، ويُلزم حكومته الفاشية بوقف جرائمها بحق المدنيين العزّل".
وطالبت حماس الدول المشاركة في القمة العربية بـ"الضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه الفلسطينيون في القطاع لتعزيز صمودهم على أرضه، وإفشال مخططات الاحتلال لتهجيرهم".
وفي السياق، اعتبرت حماس إغلاق إسرائيل معابر القطاع لليوم الثالث على التوالي أمام المساعدات الإنسانية والبضائع "إمعانا صهيونيا في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
وقالت عن ذلك: "إغلاق الاحتلال الإرهابي لمعابر قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، ومنعه دخول المساعدات والبضائع، يمثّل إمعانًا صهيونيًا في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
كما عدت ذلك "جريمة حرب موصوفة ترتكب أمام سمع العالم وبصره، عبر استهداف المدنيين الأبرياء بحملات التجويع وتعميق معاناتهم الإنسانية لتحقيق أهداف سياسية"، وفق البيان.
ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى "تحرك عاجل لوقف الانتهاكات الممنهجة وغير المسبوقة للقانون الدولي والإنساني، ومحاسبة قادة الاحتلال باعتبارهم مجرمي حرب"، مطالبة إياهم بـ"فرض إدخال المساعدات ومواد الإغاثة الإنسانية والطبية ومواد الإيواء والإنقاذ إلى غزة". يشار الى انه سبق لحركة حماس أن أعلنت في ديسمبر الماضي موافقتها على مقترح مصري لتشكيل "لجنة إسناد مجتمعي" لإدارة قطاع غزة.
وخلال أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية، قالت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيل تبحث مستقبل قطاع غزة وتناقش تولي قوات خارجية إدارته.
هذا ما أكدت حركة "حماس" مرارا على رفضه، مؤكدة أن إدارة قطاع غزة بعد الحرب سيتم بشكل فلسطيني خالص.
وقبل أسبوع، اقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد تولي مصر إدارة قطاع غزة لمدة 15 عاما مقابل إسقاط ديونها الخارجية، إلا أن مصر أكدت رفضها ذلك، وفق وكالة الأنباء المصرية الرسمية. ولعل السؤال الأصعب اليوم بعد الحرب هو من سيدير القطاع الذي دمرته اعنف حرب بين المحتل والمقاومة . وقالت حماس إنها ترفض أي حل تفرضه أطراف خارجية على قطاع غزة.
مسودة البيان الختامي

وقد اعتمدت مسودة البيان الختامي للقمة العربية الطارئة خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، ورحبت باستضافتها أيضا مؤتمرا دوليا لإعمار غزة خلال مارس الجاري.
وقررت "مسودة البيان الختامي للقمة العربية الطارئة اعتماد خطة مصر لإعمار غزة، ودعت المجتمع الدولي لتقديم دعم سريع للخطة المصرية". ورحبت مسودة البيان الختامي للقمة بعقد القاهرة مؤتمرا دوليا لإعمار غزة خلال مارس الجاري.
ووفق مسودة البيان فإن "القادة العرب يدعون لإجراء انتخابات في كافة المناطق الفلسطينية خلال عام واحد إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك".
وأكدت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة أن هناك أهمية لاستمرار جهود السلطة الفلسطينية لاتخاذ مزيد من الخطوات لتطوير عمل المؤسسات والأجهزة الفلسطينية. أيضا تطالب الخطة بحشد الدعم السياسي والمالي لدعم الجهود المصرية الأردنية في تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية.
ولفتت إلى أنه "مطروح دراسة مجلس الأمن فكرة التواجد الدولي بالأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وغزة".
وتشمل الخطة إصدار قرار بنشر قوات حماية حفظ سلام دولية بالأراضي الفلسطينية في سياق متكامل لإقامة الدولة الفلسطينية.
وزادت أنه "يمكن التعامل مع معضلة تعدد الجهات الفلسطينية الحاملة للسلاح إذا أزيلت أسبابها من خلال عملية سياسية ذات مصداقية".
وتؤكد الخطة المصرية ضرورة إبرام هدنة متوسطة المدى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لفترة زمنية محددة بالمناطق الفلسطينية كافة، على أن تكون الهدنة المتوسطة مرحلة انتقالية يتم خلالها تحديد إجراءات لبناء الثقة لوقف جميع الإجراءات الأحادية.
وبحسب التقارير فان"الخطة المصرية لإعمار غزة تستغرق 3 سنوات للتنفيذ وتشمل تنفيذ برامج للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بشكل متواز والمضي نحو حل الدولتين كجزء من الحل السياسي".
كما تتضمن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة "إنشاء منطقة عازلة بعد إزالة الأنقاض وبناء 20 منطقة إسكان مؤقت بمشاركة شركات مصرية وأجنبية"، وفق القناة.
عباس: غزة جزء أصيل من فلسطين
من جهته ، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، أن قطاع غزة جزء أصيل لا يتجزأ من أرض فلسطين، مشددا على أن الدولة هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية عليه. جاء ذلك خلال لقائه مع الرئيس السوري أحمد الشرع، على هامش أعمال القمة العربية الطارئة حول فلسطين، بالعاصمة المصرية القاهرة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
بحسب الوكالة، جرى خلال اللقاء بحث آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وذكرت أن عباس أكد "أن قطاع غزة جزء أصيل لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، والتي هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية عليه كباقي الأرض الفلسطينية".
وأشار عباس إلى أنه "تم وضع الخطط اللازمة للمباشرة بتقديم الخدمات الأساسية لعودة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة إلى أماكن سكناهم، تمهيدا لإعادة الإعمار بمساهمة الأشقاء والأصدقاء في العالم"، وفق الوكالة.
رفض لخطة ترامب

ترفض الخطة المصرية بشدة المقترح الأمريكي بتهجير الفلسطينيين من غزة، والذي تعتبره دول عربية، مثل مصر والأردن، تهديدا أمنيا.
ولم تحدد الخطة المصرية من سيتحمل تكاليف إعادة إعمار غزة التي تقدر الأمم المتحدة بأنها تزيد على 53 مليار دولار. وقال مصدران لرويترز إن الدول الخليجية والعربية يتعين أن تلتزم بدفع 20 مليار دولار على الأقل في المرحلة الأولية. ويتطلب أي مقترح دعما كبيرا من دول الخليج الغنية بالنفط، مثل الإمارات والسعودية.
وتتضمن الخطة المصرية إمكانية قيام الدول الأعضاء في مجلس توجيه بإنشاء صندوق لدعم الجهة التي ستحكم القطاع مؤقتا وتنظيم مؤتمرات للحصول على مساهمات من مانحين لخطة إعادة الإعمار والتنمية على الأمد الطويل في غزة.
ضغط على حماس
في الأثناء تتواصل الضغوطات الصهيونية على غزة اذ قال عومري دوستري المتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس الثلاثاء، إن تل أبيب لا تستبعد قطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة باعتباره وسيلة للضغط على حركة حماس. وأوضح أن إسرائيل تنسق "بشكل كامل مع الولايات المتحدة، وتريد أن تعطي فرصة لإعادة أكبر عدد ممكن من الرهائن أحياء".
وتابع: "لدينا سلسلة من الإجراءات للضغط على حماس وفي الوقت نفسه نستعد عسكريا للعودة إلى القتال، ونحن لا نستبعد إمكانية قطع المياه والكهرباء عن غزة".
وأشار دوستري في حديثه إلى أن حماس "رفضت اقتراح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف"، المتعلق بتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
تصعيد صهيوني
والأحد، قالت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيل تعتزم البدء خلال أسبوع بتنفيذ خطة تصعيدية ضد غزة، تشمل قطع الكهرباء والمياه وتنفيذ عمليات اغتيال وإعادة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه واستئناف الحرب.
وأوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وسط تحذيرات محلية وحقوقية من عودة الفلسطينيين إلى مربع المجاعة.
وتوعد حماس بأنها إذا لم تفرج عن الأسرى الإسرائيليين "فستكون العواقب لا يمكن تخيلها"، معلنا الاستعداد "بدعم من الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، للمراحل التالية من المعركة".
ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
بينما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.
وفي الأثناء هدد قادة حكومة الاحتلال في تصريحات لرئيسها بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس، الذي قال أيضا إن إسرائيل لن تسمح لمصر بانتهاك معاهدة السلام.
كما تتزامن القمة العربية مع فرض الاحتلال حصاراً مطبقا على القطاع، في مخالفة واضحة للقانون الدولي، وبدعم أمريكي، لاقى إدانات دولية وإقليمية واسعة عدّته استخدامًا لسلاح التجويع في الحرب، فضلا عن استمرار العدوان على شمال الضفة والتغوّل في الاستيطان فيها وفي القدس المحتلة.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115