مصطفى إبراهيم الكاتب والناشط الحقوقي الفلسطيني لـ"المغرب'' ''تفجيرات لبنان قد تفتح الباب أمام حرب إقليمية ''

"إسرائيل تريد أن تثبت أنها قادرة على إعادة الردع إلى كيان إسرائيل الذي تآكل بعد 7 أكتوبر"

قال الكاتب والناشط الحقوقي الفلسطيني مصطفى إبراهيم في حوار لـ"المغرب''

أنّ ماحصل من تفجيرات لأجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان كان حدثا مفاجئا وخطيرا .

وتابع أن هذه التفجيرات هي تكتيك قد يؤدي إلى اندلاع حرب لكن الخشية والمخاوف الآن أن تمتد رقعتها لتكون حرب إقليمية ، خاصة وأنّ الوقائع على الأرض والتهديدات الإسرائيلية ونقل قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى شمال فلسطين المحتلة قد يؤشّر إلى قرب حدوث عمليّة عسكرية محتملة .

ماهي أبعاد مايحصل في لبنان وتأثيراته على المشهد في غزة والمنطقة ككل ؟

مايجري في لبنان هو مفاجئ جدّا وخطير يأتي في سياق العدوان الإسرائيلي المستمر ضدّ لبنان وما تقوم به المقاومة في لبنان من هجمات وغارات واستهدافات ضد إسرائيل تأتي في سياق الحرب في غزّة وفي إطار مساندة الفلسطينيين ودعم المقاومة الفلسطينية.
لكن ما حصل خلال اليومين الماضيين من تفجير لأجهزة الاتصالات اللاسلكية صحيح أنّه كان مُخيفا ومُرعبا ، بعض المسؤولين الصهاينة زعموا أنّ ماحصل كان جزء من عملية عسكرية كبرى أو أنّه كان افتتاحيّة لعدوان أوسع لكن الإحتلال استعجل التنفيذ خشية تفطّن المقاومة لهذا المخطط والمقصود منها هو تفجير أجهزة "البيجر" .
هذه العملية لم تُحدث تغييرا استراتيجيّا في العلاقة بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل، لكنّها تكتيك قد يؤدي إلى اندلاع حرب فالمقاومة اللبنانية قالت أنها سترد بشكل كبير جديد وهذا قد يفتح المجال إلى حرب، خاصة وأنّ الوقائع على الأرض والتهديدات الإسرائيلية ونقل قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي إلى شمال فلسطين المحتلة قد يؤشّر إلى وجود عمليّة عسكرية محتملة .
يبدو أنّ إسرائيل تريد أن تثبت أنها قادرة على الردع وإعادة الردع إلى كيان إسرائيل الذي تآكل بعد 7 أكتوبر والجرائم التي ارتكبت منذ ذلك الوقت في قطاع غزة . ماتقوم به المقاومة اللبنانية خطير بالنسبة للاحتلال ، لذا اعتقد أنّ الموضوع لم ينضج بعد ، الحرب قد تمتد وقد تكون هناك عملية عسكرية قريبة لكن الخوف من المستوى العسكري وامتداد هذه الحرب إلى خارج الحدود اللبنانية لتصبح حرب إقليمية واسعة وهذا ماتسعى عدد من الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية إلى منع حدوثه .
ماذا بخصوص القرار الأممي يوم أمس بإنهاء الاحتلال ، هل سيؤثر على القضية ؟

قرار الجمعية العامة هو نفس القرارات التي اتخذت خلال السنوات لكن هذا جيد للقضيّة الفلسطينيّة بصفة عامة وإضافة مهمة ضدّ إسرائيل ، لكن للأسف رغم كل هذه القرارات المهمة التي اتخذت وأيضا التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية تجاه إسرائيل ، لم يتمّ إنصاف الفلسطينيين حتى القرار الذي اتخذته الجنائية الدولية والمدعي العام بإصدار أوامر اعتقال ضدّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وعدد من وزراء حكومته المتطرّفة ، لكن حتى الآن لم يصدر قرار رسمي باعتقالهم وهذا يؤخر العدالة ويشعر الفلسطينيين بأنهم غير محميين .
هذه الآليات الدولية غير قادرة على حماية الفلسطينيين لكنها جزء من القرارات المهمة التي تتخذها الأمم المتحدة لدعم القضية الفلسطينية وجعل إسرائيل منبوذة على المستوى الدولي ، لكن هذا لا يمنع أنّ القرارات تحتاج إلى دعم وتحرّك دولي وعربي وفلسطيني أيضا لضمان تنفيذها ومحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها في حقّ الفلسطينيين.

هناك آراء تقول أنّ ما يحصل في لبنان هو استعراض لما سيكون عليه الوضع خلال المرحلة المقبلة في المنطقة ككل من خلال اعتماد هذا النوع من الهجمات، برأيكم كيف سيكون الرد على هذا التصعيد الصهيوني؟

هذه العمليات لا تحدث دائما ..العمليات الاستخباراتية تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين ضد الإيرانيين وضد اللبنانيين في المعارك.. لكن الأمور اعتقد أنها ستزداد أكثر لأن إسرائيل باتت تشعر قبل هذه العملية بالعجز والردع عندما ردّ الحوثيون باستهداف قلب يافا بصاروخ متطور ... وأيضا ردود حزب الله التي كانت بدورها قوية ... هذه المتغيرات أزعجت إسرائيل وهذا يؤثر عليها من ناحية الردع إذ أنّ نحو 60 ألف إسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة نزحوا من بيوتهم وتدمّرت اغلب المنازل هناك .. بالتالي الأمور ليست سهلة على إسرائيل وسنرى كيف سيكون رد حزب الله وكما قلنا سابقا كان هناك نجاح تكتيكي لكنه ليس استراتيجي ولم يغير الكثير قد يكون غيّر في المعادلة لكن المعركة لم تنتهي.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115