بحضور أكثر من 500 ممثل عن الإدارات الحكومية ووسائل الإعلام ومراكز الفكر والمنظمات الدولية من الصين وأكثر من 40 دولة أفريقية وبمشاركة تونسية. وعُقدت هذه الفعالية في إطار قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي 2024 والتي ستعقد في بيكين في الفترة من 4 حتى 6 سبتمبر القادم.
وأكد المشاركون بأن العلاقات الصينية-الإفريقية دخلت مرحلة جديدة في البناء المشترك لمجتمع مصير مشترك صيني-إفريقي عالي المستوى، وسط دعوات لوسائل الإعلام ومراكز البحوث إلى تعزيز الجهود لنشر القصص الناجحة للتعاون الصيني-الإفريقي.
وفي حديثه خلال حفل الافتتاح، قال لي شولي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس دائرة الدعاية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن العلاقات الصينية-الأفريقية دخلت مرحلة جديدة من البناء المشترك لمجتمع مصير مشترك رفيع المستوى بين الصين وأفريقيا.
ودعا لي وسائل الإعلام ومراكز الفكر إلى سرد قصة التعاون والتنمية بين الصين وأفريقيا بشكل جيد والمساهمة في تحديث الصين وأفريقيا.
وقال المشاركون إنه من الضروري استكشاف مسار عالي الجودة للتنمية والازدهار يكون أكثر مرونة وشمولية وفائدة للجميع من أجل مساعدة بلدان الجنوب على حل مشاكل التنمية.
وفي حديثها الخاص لـ" المغرب " على هامش المؤتمر قالت لورانس ندونغ وزيرة الاتصال والاعلام في الحكومة الغابونية بأن أهمية هذا المنتدى تكمن في تركيزه على التعاون بين وسائل الاعلام الصينية والافريقية. وأضافت بالقول :" من المهم جدا لنا كأفارقة أن نتطور في العالم في سياق الحداثة . وقالت ان الصين هي شريك هام للدول الافريقية باعتبارها الأكثر تطورا ، وفتحت الطريق لنا للنمو من خلال مشاركتها في تركيز عديد المشاريع الهامة في الدول الافريقية لتطوير التكنولوجيا الحديثة في مجال الاعلام والتواصل . لذلك نحن هنا اليوم لنتبادل التجارب مع الصين وتطوير قدرات الصحفيين" . وتابعت بالقول :"من المهم ان يتبادل الافارقة المعلومات عن دولهم بأنفسهم بعيدا عن الصورة النمطية التي تأتي من الخارج . لذلك حان الوقت لكي نتكلم بأنفسنا عن أنفسنا وأن يسمعنا العالم . لذلك يتعلق الأمر بتطوير العلاقة بين الصين وافريقيا في كل المجالات ومنها الاعلام ". وقالت :" ان العلاقة مع الصين كشريك أساسي للدول الافريقية ومن بينها الغابون وفق معادلة رابح رابح ،لا تتعارض مع صداقتنا التقليدية مع الاتحاد الأوروبي والغرب عموما . نحن لدينا تاريخ مع الاوروبيين ومع الصين ونريد ان ترتكز صداقاتنا مع كل هذه الدول على أساس معادلة رابح رابح".
وشددت على ان للإعلام دور هام في تطوير الدول الافريقية لأنه يسمح بإيصال المعلومات للمتابعين ، وصنع رأي عام ينبذ الكراهية والعنف والانقسام والتمييز وهي مشاكل تعاني منها عديد الدول الافريقية. لذلك من المهم ان يتمتع الصحفيون بالحرفية والموضوعية لاحترام كل مبادئ النزاهة والموضوعية ولمعرفة كيفية التعامل مع كل التحديات المناخية والمجتمعية وغيرها ". والاعلام مهم من أجل صنع الحداثة في افريقيا التي هي في طور النمو والازدهار . فالمستقبل اليوم في افريقيا".
وخلال المنتدى، وقعت الإدارات الاعلامية المعنية في الصين والبلدان الأفريقية ستة اتفاقات إذاعية وتلفزيونية وأطلقت 20 مشروعا للتعاون.
يشار الى ان منتدى التعاون الإعلامي الصيني الافريقي تأسس في عام 2012 ويركز على كيفية تطوير وسائل الاعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة من خلال ادخال تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحديث الاعلام. ويهدف المنتدى الى تطوير الحوار وتعميق التعاون البراغماتي بين وسائل الاعلام في الصين وافريقيا ويتم خلاله توقيع العديد من المشاريع والاتفاقيات المشتركة عالية الجودة . وهو يمثل صوت افريقيا والصين في العالم من خلال الاعلام الذي يلعب دورا حيويا باعتباره المرآة العاكسة لهواجس المجتمعات . اذ لا يمكن تطوير اية استراتيجية للتعاون بين الصين وافريقيا من غير الاعلام الذي يمثل جسرا للتلاقي الثقافي والفكري والحضاري والمجتمعي .
وانعقدت النسخة السادسة للمنتدى برعاية مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الصيني وأكاديمية العلوم الاجتماعية في الصين وحكومة بلدية بيكين .
وطرح الحاضرون اهم الإشكاليات التي تعترض طريق تحديث الاعلام وتطويره في سياق التحولات الراهنة في العالم . وأكدوا على ضرورة ان يكون التعاون المشترك في سياق فلسفة رابح- رابح التي تعكس رؤية الحزام والطريق. هذه المبادرة التي انطلقت قبل سنوات من قبل الرئيس الصيني وتتطلع الى رؤية للتنمية المشتركة على درب طريق الحرير .