فيما الغموض يخيم على مفاوضات الدوحة معارك متواصلة في غزة بعد انسحاب جيش الاحتلال من حي الشجاعية

عقدت في العاصمة القطرية جولة جديدة من المفوضات لبحث التوصل لوقف اطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة

بحضور رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وتلقي الخلاقات بثقلها على الاجتماعات حول آلية إنهاء الحرب وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الافراج عنهم وسحب قوات الاحتلال الإسرائيلية من غزة . ولم يرشح شيء بعد عن جولة المفاوضات الجديدة الهادفة للتوصل الى هدنة في القطاع بعد تسعة أشهر من الحرب.

وتتوسط مصر وقطر والولايات المتحدة في محادثات غير مباشرة بين إسرائيل و"حماس" للتوصل الى اتفاق لتبادل رهائن إسرائيليين بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية ووقف إطلاق نار في غزة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران لوكالة فرانس برس إن إسرائيل "تحاول الضغط في المفاوضات من خلال تكثيف عمليات القصف والتهجير وارتكاب المجازر". ورأى بدران أن الحكومة الإسرائيلية "تأمل أن تتنازل المقاومة خلال المفاوضات عن مطالبها المشروعة" التي تشمل وقف إطلاق نار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة. لكنه أكد أن "استمرار المجازر يدفعنا للتمسك بمطالبنا".
ولم تنجح طوال الأشهر الماضية جهود الوساطة بسبب رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي مطالب حماس بوقف الحرب بشكل كامل . خلفت هذه الحرب أكثر من 126 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال ، ولا تزال إسرائيل تضرب بعرض الحائط قراري مجلس الامن الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
مصير المباحثات وعرقلة نتنياهو
في الأثناء ذكرت صحيفة إسرائيلية، امس الخميس، إن "تقدما" حدث في المحادثات الجارية بالعاصمة القطرية الدوحة للتوصل إلى اتفاق حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات مع الوسطاء في الدوحة، لم تسمها، إن "هناك تقدم في المحادثات للاتفاق بين إسرائيل وحماس".
وأضافت: "المحادثات مستمرة لساعات طويلة، خلف أبواب مغلقة، بدون هواتف وفترات راحة قليلة. إنهم يحاولون تضييق الفجوات بشأن القضايا المهمة التي لم يتم الاتفاق عليها بعد".
كما ذكرت هيئة بث الاحتلال الإسرائيلية أن وزير الحرب يؤاف غالانت اشترط انسحاب قوات جيش الاحتلال من أجزاء من محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، بإيجاد حل لقضية تهريب الأسلحة إلى القطاع.
وأعرب الوزير الإسرائيلي عن استعداد إسرائيل لإعادة فتح معبر رفح، مؤكدا مع ذلك رفضها عودة عناصر “حماس” إلى المكان، حسب هيئة البث.
ووردت مواقف غالانت خلال لقائه مع الموفد الرئاسي الأمريكي ماكغورك.
واتهمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نتنياهو بتعمّد إفشال اتفاقيات لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، عبر “التلاعب بمعلومات استخباراتية حساسة وسرية”، وذلك لمنع سقوط حكومته.
وأضافت افي تقرير لها: "النصف الأخير من العام الذي تفاوضت فيه إسرائيل على الخطوط العريضة لعودة المختطفين المتبقين في قطاع غزة، كان مليئا بالآمال التي تبددت واحدًا تلو الآخر".
وتابعت: "أثارت "حماس" الصعوبات، وقام نتنياهو مرارا وتكرارا بإحباط تقدم المحادثات، خاصة عندما وصلت إلى لحظات حاسمة.
ويرجع ذلك إلى تقييم نتنياهو بأن الموافقة على صفقة الرهائن ستؤدي على الأرجح إلى حل حكومته، وهو الأمر الذي يسعى إلى منعه بأي ثمن".
وقالت :" إن نتنياهو أفشل بشكل منهجي مفاوضات إعادة المختطفين.
معارك متواصلة
في الأثناء ، تتواصل المعارك في أجزاء عدة من مدينة غزة امس الخميس، غداة إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أنهى عملياته في حيّ الشجاعية في شرق المدينة بعد قتال عنيف خلال الأسبوعين الماضيين.
وأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء أن عملياته في الشجاعية أفضت إلى تدمير "ثمانية أنفاق" و"القضاء على العشرات من الإرهابيين وتدمير مجمّعات قتالية ومبان مفخّخة". وكانت المعارك في الشجاعية امتدت إلى كل أنحاء مدينة غزة.
وأشارت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس امس الخميس إلى وقوع "عشرات الشهداء غالبيتهم من الأطفال والنساء" في قطاع غزة خلال الساعات الماضية والعثور على ستة قتلى في الشجاعية.
وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس إن الجيش "قام بتفجير بعض المباني ونسف عشرات المنازل في محيط الأونروا".
وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس وشهود والدفاع المدني في قطاع غزة، بأن غرب مدينة غزة يشهد قتال وقصفا الخميس.
وأشار الدفاع المدني إلى "نزوح آلاف المواطنين، بينما لا مكان آمنا، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غرب غزة".
وكان الاحتلال ألقى الأربعاء آلاف المناشير باللغة العربية على مدينة غزة تحدّد للسكان "طرقا آمنة" للخروج من المدينة نحو الجنوب. وحذّر الجيش من أنّ "مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة".
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه وفقا لتقديراتهم، كان 350 ألف شخص تقريبا لا يزالون داخل مدينة غزة قبل المناشير.

قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن هذه التوجيهات الجديدة "لن تؤدي إلّا إلى زيادة المعاناة الجماعية للعائلات الفلسطينية التي تمّ تهجير العديد منها عدة مرات".
وأكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن معارك الأيام الأخيرة دفعت 350 ألف شخص إلى طرق النزوح مجددا. وكرر التأكيد أن "لا مكان آمنا" في قطاع غزة الذي نزح أكثر من 80% من سكّانه الذين يعيشون في ظروف "كارثية"، وفق الأمم المتحدة.

وتحدّث الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل عن "تدمير هائل للبنية التحية والمربعات السكنية في حي الشجاعية" الذي تحوّل إلى "مدينة أشباح"، مناشداً "المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الانسان التحرّك".
وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس بعض سكان الشجاعية يمشون وسط الركام محاطين بدمار هائل. في جنوب قطاع غزة، تحدث شهود في شمال مدينة رفح عند الحدود مع مصر عن قصف إسرائيلي كثيف.
وأكدت إسرائيل أنها اعترضت خمس "مقذوفات" أطلقت من رفح على جنوب الدولة العبرية.
وشدد جيش الاحتلال الإسرائيلي على أنه يواصل في رفح "نشاطا عملانيا محدّد الأهداف يستند إلى معلومات استخباراتية"، موضحا أن قواته "قضت على عشرات الإرهابيين" و"فكّكت منشآت إرهابية عدة مزنّرة بالمتفجرات فضلا عن فتحات أنفاق في المنطقة".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية باشرت هجوما بريا في بداية ماي على رفح، عند الحدود مع مصر التي قدمتها إسرائيل آنذاك على أنها آخر معقل لحماس. لكن منذ ذلك الحين تجدّدت الاشتباكات بين جنود الاحتلال الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة ووسطه.
وكانت رفح تأوي قرابة مليوني شخص، غالبيتهم من النازحين. وذكرت منظمة الصحة العالمية في 21 جوان أن العدد لم يعد يتجاوز الـ750 شخصا.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بعد هجوم حماس الذي أسفر عن 1195 قتيلاً معظمهم مدنيّون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصاً خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزّة، بينهم 42 لقوا حتفهم، حسب الاحتلال الإسرائيلي.
وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة في قطاع غزّة تسبّبت بمقتل 38295 شخصًا على الأقلّ غالبيتهم مدنيون، بحسب معطيات وزارة الصحة في حكومة حماس.
في الأثناء عارض وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الخميس، التوجه الى انتخابات برلمانية مبكرة أثناء الحرب، واصفا هذه الدعوات بأنها "أمر غير مسؤول". وقال زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف في حديث لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: "الذهاب إلى الانتخابات أثناء الحرب أمر غير مسؤول، فالانتخابات ستنهي الحرب في الجنوب (غزة) والشمال (لبنان)، وسكان الشمال لن يعودوا إلى منازلهم بسلام".
وأضاف: "نهاية الحرب ستعني أن حماس ستبقى وستعود خلال عامين إلى الوضع الذي كانت عليه يوم 7 أكتوبر الماضي (حين نفذت الحركة هجوما على مستوطنات وبلدات في المنطقة المحاذية لقطاع غزة".
وتابع: "شعب إسرائيل دفع أثمانا باهظة في هذه الأشهر، دعونا نتأكد من أنها لم تذهب سدى، يجب ألا نوافق على صفقة الاستسلام (في إشارة لمعارضته التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل يشمل تبادلا للأسرى ووقفا لإطلاق النار)".
وخلال الفترات الماضية، تعالت أصوات ودعوات في إسرائيل تطالب بانتخابات مبكرة، إثر "فشل" حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة. كما أعلن نتنياهو مرارا في الأشهر الماضية رفضه إجراء انتخابات في ظل الحرب، دون أن يضع أي سقف زمني لانتهائها.
وتشكلت الحكومة اليمينية الحالية إثر الانتخابات العامة نهاية العام 2022، ويفترض أن تستمر لمدة 4 سنوات ما لم تجرى انتخابات مبكرة.
وفي سياق آخر، هاجم سموتريتش خلال حديثه لإذاعة الجيش الإسرائيلي رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، قائلا إن "وظيفته هي القتال، وليس التحدث معنا عن القيم".
وشهدت الأشهر الماضية هجوما متكررا من قبل سموتريتش ووزير الأمن القومي زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، على هاليفي، إثر خلافات حول مسار الحرب واتفاق تبادل الأسرى.
حزب الله يجدد دعمه موقف حماس في التفاوض
أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله دعم موقف حركة حماس في المفاوضات الجارية مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مكرراً أن التوصل الى اتفاق ينهي فوراً هجمات حزبه من جنوب لبنان.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر في قطاع غزة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي. وتزداد حدته تبعاً للمواقف أو عند استهداف اسرائيل لقياديين ميدانيين.
وقال نصرالله خلال حفل تأبين لقيادي بارز قتل الأسبوع الماضي بضربة إسرائيلية في جنوب لبنان "تفاوض حماس عن نفسها وبالنيابة عن الفصائل الفلسطينية وأيضا بالنيابة عن كل محور المقاومة. وما تقبل به حماس نقبل به جميعا ونرضى به جميعا".
وأضاف "لا نطلب أن ينسقوا معنا لأن المعركة بالدرجة الأولى هي معركتهم"، وذلك بعد أيام من استقباله وفداً من حماس برئاسة خليل الحية جرى خلاله التباحث في "آخر مستجدات المفاوضات"، وفق بيان للحزب الجمعة.
ومنذ الأحد، سجّل تغيير في موقف حماس من المفاوضات، بعيد إعلان أحد مسؤوليها أن الحركة لم تعد تشترط أن تقبل إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار لبدء التفاوض على هدنة وإطلاق سراح الرهائن، في حين تصرّ إسرائيل على أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يمكّنها من مواصلة القتال وتحقيق هدفها المتمثل بالقضاء على حماس.
وكرر نصرالله التأكيد أنه "إذا حصل اتفاق على وقف اطلاق النار وكلنا يأمل ذلك (...) ستوقف جبهتنا 'طلاق النار بلا نقاش، بمعزل عن أي اتفاق أو آليات أو مفاوضات".
ومنذ بدء التصعيد، يعلن حزب الله قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"إسناداً لمقاومتها"، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.
وأعلن حزب الله عن ثلاث هجمات جديدة الأربعاء، بينها "هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية" استهدف قاعدة عسكرية في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
ورداً على تصريح وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الجيش سيواصل القتال في جبهة الشمال حتى لو تم التوصل الى وقف لإطلاق نار في غزة، أكد نصرالله "اننا لن نتسامح أبداً مع أي اعتداء يمكن أن يقدم عليه العدو الاسرائيلي تجاه لبنان إذا حصل وقف اطلاق نار في غزة"، وإن كان الأمر "مستبعداً جداً" بحسب تعبيره.
وأوضح نصرالله أن مطالبة مسؤولين اسرائيليين بإبعاد مقاتلي حزبه الله لعشرة كيلومترات من الحدود "لا تحل" مشكلة الإسرائيلي لأنه "في مأزق" و"لا خيارات" لديه في الجبهة اللبنانية.

وشدّد على أن "المقاومة التي تطلق مئات الصواريخ وعشرات المسيّرات في يوم واحد على أهداف حساسة في الشمال وفي عمق 30 و35 كيلومترا وفي الجولان، رسالتها أنها لا تخشى الحرب وليس لديها أي قلق من الذهاب الى أي خيار".

الصحة اللبنانية : 466 حالة وفاة و1904 إصابات جراء القصف الإسرائيلي
من جهتها ، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية تسجيل 466 حالة وفاة و1904 إصابات جراء "العدوان" الإسرائيلي على لبنان . .
وقالت الوزارة ، في تقرير تراكمي للطوارئ الصحية للحرب في جنوب لبنان أوردته "الوكالة الوطنية للاعلام" امس الخميس إن 86 % من الاصابات من الذكور ،وأن 95 % منهم من الجنسية اللبنانية ، مشيرة إلى أن 56 % من الاصابات أعمارهم بين 25 إلى 44 عاما .
ولفتت إلى أن نوعية الاصابات توزعت إلى 43 % ناتجة عن صدمة ، و33% عن انفجار ، و16 % عن تعرض كيمائي ، كاشفة عن نزوح 96 ألفا و829 شخصا حتى يوم 27 جوان الماضي .
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن عدة طائرات مسيرة انطلقت من لبنان سقطت داخل كيان الاحتلال امس الخميس، بينما قال رئيس إحدى البلديات للقناة 12 الإسرائيلية إن شخصا أصيب بجروح خطيرة.
وأضاف الجيش أنه بخلاف الطائرات المسيرة التي سقطت، فقد جرى اعتراض "عدد من الأهداف الجوية المشبوهة التي تم رصدها من لبنان ".

المشاركة في هذا المقال

تعليق1

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115