صدمة ومخاوف داخل ''إسرائيل'' .. الجنائية الدولية تطلب إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت وقادة من حماس

جاء إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أمس الاثنين

إنه طلب إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب في حكومته يوآف غالانت بناء على اتهامات بارتكابهما جرائم حرب في غزة ، جاء ليثير حالة قلق كبير في الوسط السياسي الإسرائيلي ومخاوف من تبعاته بعد عقود من إفلات تل أبيب من العقوبات الدولية رغم ماترتكبه من مجازر ضد الفلسطينيين . وهذه الخطوة جزء من التحقيقات المستمرة حول الحرب في فلسطين، وترتبط بتهم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب ارتكبتها سلطات الإحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة .

وطلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان في بيان إنّه يسعى للحصول على مذكرات توقيف ضدّ نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتهم جرائم تشمل "التجويع" و"القتل العمد" و"الإبادة و/أو القتل".
كما طلب إصدار مذكرات توقيف بحق قادة في حركة حماس، بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية، "للاشتباه في ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية خلال هجوم السابع من أكتوبر" وفق تعبيره.
يُسجل التاريخ اللحظات التي تحمل في طياتها معاني العدالة والحقيقة، ومن بين هذه اللحظات، تبرز محاكمة "إسرائيل'' أمام المحكمة الجنائية الدولية كمحطة هامة في مسار العدالة العالمية . فهي ليست مجرد محاكمة لدولة، بل هي تحقيق للعدالة لأرواح الفلسطينيين التي ذهبت ضحيةً للظلم والاستبداد على امتداد عقود طويلة . ويأمل الفلسطينيون أن يتم بين جدران المحكمة، عرض الحقائق المروعة التي عاشها الشعب الفلسطيني، والكشف عن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت بلا رحمة. وستتحدث الشهادات عن أحلام العائلات التي تمزقت بفعل القصف الهمجي والحصار القاسي .
ويرى متابعون أنّ محاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية ستكون خطوة نحو تحقيق العدالة، وهي رسالة واضحة بأن الظلم لن يبقى دوماً دون عقاب، وليس للمحكمة الجنائية الدولية قوة لتنفيذ أوامر الاعتقال التي تصدرها، كما أنه من غير المرجح أن يمثل مسؤولون إسرائيليون أمامها في لاهاي، لكن مذكرة الاعتقال في حالة صدورها ستقيد حرية تنقل نتنياهو والمسؤولين الآخرين المطلوبين للمحاكمة. فبحسب نظامها الداخلي، على جميع الدول الموقعة على نظام المحكمة الجنائية الدولية، وعددها 124، تنفيذ مذكرات الاعتقال بحق الأشخاص المطلوبين على أراضيها وتسليمهم إلى المحكمة. فعلى سبيل المثال، حين أصدرت الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه، حد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من رحلاته خارج البلاد إلى الدول غير الأعضاء بالمحكمة ولا تعترف بسلطتها.يذكر أنّ القضية المرفوعة أمام المحكمة الجنائية الدولية منفصلة عن قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، والتي تتخذ من لاهاي مقرا أيضا.
هذا واعتبرت حركة حماس طلب إصدار مذكرة اعتقال لثلاثة من قادتها "مساواة بين الضحية والجلاد" ، وقال سامي أبو زهري القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الاثنين إن قرار المحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق ثلاثة من قادة الحركة الفلسطينية "مساواة بين الضحية والجلاد" .وأضاف أن قرار المحكمة يشجع إسرائيل على الاستمرار في "حرب الإبادة".
مخاوف إسرائيلية
وتعيش حكومة الإحتلال حالة استنفار بعد دعوة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت. وتأتي هذه المخاوف داخل إسرائيل بسبب تغير المواقف الدولية من الحرب التي تشنها ضد القطاع منذ أشهر ، ماجعلها تخشى الدخول في عزلة دولية في ظلّ عدم التزامها بالدعوات الدولية والقرارات الأممية لوقف الحرب.
وفي ظلّ المخاوف الدوليّة المتزايدة من المخطط الإسرائيلي لاجتياح رفح ،يتهم الفلسطينيون ومؤسسات حقوقية محلية ودولية هؤلاء القادة وغيرهم بارتكاب "جرائم حرب"، خلال الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. وندد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بإعلان مدعي المحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرتي اعتقال لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين بوصفه "كارثة".وقال لابيد لأعضاء حزبه في الكنيست إنه يأمل في أن ينعقد الكونغرس الأمريكي ويندد بالإعلان.
وندد بيني غانتس الوزير بحكومة الحرب الإسرائيلية بسعي المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرتي اعتقال لرئيس الوزراء ووزير الدفاع في إسرائيل ووصف الأمر بأنه "جريمة ذات أبعاد تاريخية".

المعارك متواصلة في قطاع غزة
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة حيث تحتدم المعارك لا سيما في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع.
بعد أسبوعين تقريبا من بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 810 ألف فلسطيني من المدينة.و
وقال شهود وفق وكالة فرانس براس إن القوات البحرية الإسرائيلية قصفت رفح، فيما أفاد مسعفون أن غارة جوية أصابت مبنى سكنيا في الأجزاء الغربية من المدينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية "تنفّذ غارات مستهدفة البنية التحتية للإرهاب" في شرق رفح حيث عثرت على "عشرات من فتحات الأنفاق".
كما انخرطت القوات الإسرائيلية أيضًا في قتال عنيف في شمال ووسط غزة، حيث يقول الجيش إن حماس أعادت ترتيب صفوفها بعد أن أعلن سابقا تفكيك بنيتها العسكرية هناك قبل أشهر.
كما أفاد شهود أن مروحيات تحلّق فوق مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة حيث تجدّد القتال في الأسابيع الأخيرة، وعن غارات جوية على مخيم البريج ودير البلح في وسط القطاع المحاصر.

نقص الإمدادات
على المستوى الإنساني، توقّف تسليم المساعدات بشكل شبه كامل الى قطاع غزة مذ سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح.في ظلّ إغلاق المعابر البرية الرئيسية أو عملها بشكل محدود، بدأت بعض إمدادات الإغاثة تصل غزة عبر ميناء عائم موقت أنشأته الولايات المتحدة.لكن وكالات إنسانية وأخرى تابعة للأمم المتحدة تؤكد أن المساعدات عبر البحر أو الجو لا يمكن ان تحل محل المساعدات التي تدخل برا.

وقال منسّق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث الأحد إن تضييق الخناق على المساعدات التي تصل إلى غزة ينذر بعواقب "مروّعة"، محذراً من مجاعة في القطاع المحاصر.في جنوب لبنان، قتل أربعة مقاتلين من حزب الله الإثنين جراء ضربات إسرائيلية، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الحزب وكالة فرانس براس.وطالت الضربات الإسرائيلية بلدتي ميس الجبل والناقورة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف "خلية إرهابية تابعة لحزب الله" في ميس الجبل، وأزال "تهديداً" في منطقة الناقورة.وأفاد حزب الله من جهته عن استهدافه ثكنة برانيت الإسرائيلية "بصاروخ بركان ثقيل"، وذلك "رداً على الاعتداءات الاسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الامنة وخصوصاً الاعتداء على بلدة الناقورة". كما أعلن في بيانات متلاحقة عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية أخرى.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.وأسفر التصعيد بين جانبي الحدود اللبنانية والإسرائيلية عن مقتل 423 شخصا على الأقلّ في لبنان، بينهم 272 مقاتلا على الأقل من حزب الله و82 مدنيا، وفق حصيلة أعدّتها وكالة فرانس براس استنادا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته عن مقتل 14 عسكريا و11 مدنياً.
ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى النزوح.وفي سوريا، قتل ستة مقاتلين على الأقل من مجموعات موالية لطهران الاثنين جراء ضربات إسرائيلية على وسط سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115