أن تتوّسط المدينتين: المدينة العتيقة والمدينة الأوروبية في تونس العاصمة لتأتي البرمجة مختلفة عن أجواء التظاهرات الثقافية في قلب "البلاد العربي" ومغايرة لنوعية العروض ما بعد "باب بحر"... بحثا عن الخصوصية والاختلاف تقترح هذه التظاهرة التي تنظمها دار الثقافة ابن خلدون على جمهورها مسامرات وأمسيات شعرية وعروض تونسية وأجنبية.
تؤنس "ليالي باب بحر الرمضانيّة" جمهور دار الثقافة ابن خلدون المغاربية في دورتها الثانية من 29 مارس إلى 05 أفريل 2024 ضمن باقة من المسامرات تنطلق على الساعة التاسعة ليلا لتليها العروض الموسيقية والفنية على الساعة العاشرة ليلا.
عرض صوفي من تركيا واحتفاء بجلال الدين الرومي
في سهرة طربية الهوى والهوية، تنطلق "ليالي باب بحر الرمضانيّة" مساء اليوم الجمعة 29 مارس 2024 في موعد مع اللّحن العذب والأغنية التونسية مع فرقة الوطن العربي لعبد الرحمان العيّادي بمشاركة الفنانين نور الدين الباجي والشاذلي الحاجي وناصر صمود. ولأنّ الأغنية التونسية نمت وترعرت وبقيت صامدة لليوم بفضل وفاء أجيال من الفنانين، فإنّ مسامرة سهرة الافتتاح سيكون عنوانها مشاهير الأغنية التونسية بالشراكة مع ودادية أعوان وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية من تقديم الأستاذ فاخر الرويسي والأستاذ فتحي المزغني.
وكان من المنتظر أن تكون سهرة السبت 30 مارس ذات مناخات إيرانية خالصة في فرصة ثمينة للجمهور التونسي قصد التعرف على الموسيقى الروحية الإيرانية من خلال برمجة عرض فني للمركز الثقافي الإيراني بإمضاء الفنان الصوفي إحسان ياسين وبحضور الممثل والمخرج القدير محمود باك نيت والممثلة القديرة "مهوش صبر كن." ولكن وفقا لمنسقة المهرجان سيرين الغابري في تصريحها لـ"المغرب" فقد تعذّر في آخر وقت تنظيم هذه السهرة الإيرانية على إثر عدم تحصل الفنانين على تأشيرة الدخول بسبب تعطيلات من الجانب الإيراني.
ومن العروض الأجنبية المتميزة في برمجة "ليالي باب بحر الرمضانيّة" مساء الإثنين 1 أفريل ، يفرض العرض الموسيقي التركي AY YILDZ حضوره بقوّة في احتفاء بآلة القانون التي تميز الموسيقى التركية ضمن أجواء صوفية رمضانية . وفي الليلة نفسها سيكون الموعد مع مسامرة رمضانية بعنوان "مولاي جلال الدين الرومي شاعراً صوفيا" من تأثيث منتدى منور صمادح. إلى جانب هذا العرض الموسيقي وهذه المسامرة الرمضانية حول أشهر أقطاب الصوفية، تحتضن دار الثقافة بن خلدون معرضا حول التراث اللامادي لتركيا للتعريف بطقوسها وأكلاتها وعادتها في شهر رمضان.
ولأنّ المسرح هو "أب الفنون" والركح المفتوح في حوار مباشر مع الجمهور، تقترح "ليالي باب بحر الرمضانيّة" على جمهورها مساء الثلاثاء 2 أفريل المقبل واحدة من أحدث الإنتاجات المسرحية التونسية بعنوان "زينة" للمخرج يوسف مارس وتمثيل منى الشنوفي وإنتاج شركة نافتالين بالمرسى. تروي مسرحية "زينة " رحلة بحث الممثلة "رجاء" عن طريقة تكريم تليق بصديقتها زينة حارزة الحمام التي انتحرت بسبب الظلم والقهر. و"زينة" هي مسارات متوازية من الأمل والألم، وجع قادم من الحمام ينساب مع الماء الذي يغمر الأجساد وحلم تائه على الركح ....
في برمجة متنوعة وجامعة بين أكثر من فن في مراوحة بين العروض والمسامرات والحوارات... تؤثث "ليالي باب بحر الرمضانيّة" باقة من العروض الموسيقية واللقاءات الفنية ضمن العناوين التالية: عرض ربوخ لحاتم اللجمي وعرض طربي لعايدة النياطي وعرض مالوف لمكرم الأنصاري وعرض القمري ... ليكون الاختتام على إيقاع عرض "تسنيم" بقيادة خالد بن يحي وناء عبير النصراوي وأحمد جلمام.
ولأنّ القهوة هي سيّدة كل الأوقات وتكون نكهتها مميّزة في ليالي رمضان فإنّ "ليالي باب بحر الرمضانيّة" برمجت مسامرة طريفة بعنوان "قهوة زمنية في الخلدونية: القهوة العربي التاريخ والمنشأ"... ولا شك أن كل عشاق القهوة ومتذوّقي سحرها وتأثيرها سيستمتعون بهذه المسامرة التي تجمع بين التراث غير المادي وبين التاريخ وعادات الشعوب...