بعد الخيبات الأخيرة للرياضات الجماعية الوطنية: غياب سياسة رياضية واضحة..ابتعاد الكفاءات زاد المشاكل والصعوبات الاقتصادية زادت المتاعب

لوقت قريبا كانت الرياضات الجماعية في تونس

وخاصة رياضات القاعات منبعا للتتويجات القارية ومصدرا من مصادرا التعريف بتونس بفضل السيطرة على الرياضات في القارة السمراء حيث يبقي منتخبا كرة اليد وكرة الطائرة الأكثر تتويجا قاريا فيما شهدت رياضة كرة السلة في السنوات الماضية تتطورا رهيب جعل السلة التونسية تتربع على عرش "لعبة العملاقة" وتطير إلى العالمية بعد سنوات الغياب فيما تبقي كرة القدم رغم لقبها الوحيد قاريا أحد القوى التقليدية في القارة الإفريقية إلا أن سنة 2022 وصول إلى بداية هذه السنة 2024 كانت بعنوان الفشل الذريع للرياضات الجماعية معلنة تراجعا كبيرا في نتائجها وهو ما جعل صفارات الإنذار تقرع بقوة وتعلن ضرورة البحث عن سبل جديدة تعيد بريقا رياضتنا الجماعية.
صحيح أن الجميع يتحدث عن الفشل وينطلق في البحث عن الحلول يمكن أن تكون "ترقيعية" لا تسمن ولا تغني من جوع خاصة أن العارفين بخفايا الرياضات الجماعية يتفقون بقوة في عناوين الفشل ويحددونها بشكل كبير إلا أن الجميع لا يريد الصدع بها وإعلانها رسميا بما أنها ستضع الجميع في قفص الاتهام وتؤكد أنهم سبب تدهور رياضاتنا وحصد الخيبات المتتالية في السنوات القليلة الماضية بعد أن كانت الرياضات الجماعية التونسية تسطير على الأخضر واليابس قاريا وإقليميا.
استحقاق كرة السلة في سنة 2023 وأيضا كرة القدم وكرة اليد مع بداية سنة 2024 إفريقيا أثبت أن رياضاتنا الجماعية لم تعد تقوى على المنافسة رغم أنها كانت تسطير عليها لهذا لابد أن نحدد "مكمن الداء" في الرياضات الجماعية الوطنية حتى نعود إلى المنافسة سيما أن الجميع تطور وبات مستعدا وقادرا على التنافس.
كرة قدم انهكهتها الصراعات
تعد كرة القدم المرآة الحقيقية للرياضة التونسية وتتويجاتها تؤكد أن رياضاتنا في أحسن حالتها إلى أن فشلها يؤكد أنها مريضة ولا بد من مراجعة السياسة الرياضية والسقوط الذي عرفه المنتخب الوطني في النسخة الحالية من كأس امم إفريقيا كوت ديفوار 2024 زادت في تأكيد الواقع الكروي في تونس والذي تحدث عنه الجميع أنه لم يعد في أفضل حالاته ولا بد من مراجعة الواقع حتى تعود الكرة التونسية إلى المراكز الأولى قاريا فبالعودة إلى أسباب الواقع الحالي فإن الجميع يتفق أن الواقع الاقتصادي التي تمر به تونس حاليا وسابقا أثر كثيرا بسبب ضعف البنية التحتية فيما فرض غياب الدعم السابق عن صعوبات مادية لكافة الأندية ما جعلها تبتعد عن التكوين وهو ما انهي تقريبا صعود المواهب الكروية محليا.
الصراعات الكبيرة والبحث عن التموقع رغم غياب الكفاءات أضر كثيرا بالكرة التونسية التي ابتعدت عن سياسة واضحة واستراتجية علمية فيما زاد ضعف البطولة التونسية في متاعب المنتخب الوطني الذي دفع الضريبة غاليا في النسخة الأخيرة من "الكان" وأثبت بشكل كبير التخبط الذي تعيشه الرياضة التونسية.
تراجع رهيب لكرة اليد
يعد فرع كرة اليد أحد مصادر الفرح والفخر في الرياضة التونسية بفضل سيطرته المطلقة على اللعبة وتفوقه الكبير على الجميع وهو ما تؤكده الأرقام بما أن كرة اليد التونسية تحمل الرقم القياسي في عدد التتويجات قاريا إلا أن السنوات الماضية أعلنت تراجع كرة اليد التونسية ونهاية سلطنها على اليد الإفريقية وكالعادة بسبب غياب الإستراتيجية الملائمة وانتشار الصراعات على الكرسي والأهم ضعف البطولة الوطنية أسباب جعلت التراجع عنوان كرة اليد التونسية.
وما زاد في متاعب أحد فروع الفخر في الرياضات التونسية هو السياسة التي اعتمدها لاعبو المنتخب الوطني فبعد الاحتراف الأوروبي والخروج إلى أفضل الأندية في القارة العجوز باتت القبلة الآن الدوريات الخليجية وهو ما أثر على المستوي مقارنة بالمنتخب المصري الذي اختار لاعبه الدوريات الأوروبية وهو ما أثبتته نسخة "كان مصر" في ظل الفوارق التي لحت بين تونس ومصر في نصف النهائي.
كرة الطائرة والإقلاع الصعب
أهدت كرة الطائرة التونسية عدة تتويجات لرياضة التونسية جعل أحد الفروع الكبيرة في الرياضات الجماعية وعلى غرار كرة اليد كانت تعد أحد مراكز الفخر لتونس إلا أن السنة الماضية كانت كارثية لكرة الطائرة التونسية بعد أن فقدت لقبها القاري لصالح المنتخب المصري لكن من بوابة الخروج من الدور ربع النهائي وهو ما أكد المصاعب التي تعيش كرة الطائرة التي تريد الإقلاع من جديد إلا أن الواقع صعب خاصة مع الخلافات التي عصفت بالجامعة وفرضت هيئة تسييرية.
وعلى غرار بقية الرياضات فإن المنافسة محليا غائبة بسيطرة فريق واحد على المنافسة وتراجع القوى التقليدية التي كانت تنجب مواهب زودت المنتخبات الوطنية وكانت سببا في سيطرة الطائرة التونسية على عرش القارة السمراء.
كرة السلة والعودة لنقطة الصفر
سطع نجم فرع كرة السلة التونسية في السنوات الماضية وأعلن عن نفسه كأحد أقوى المنتخبات الإفريقية بفوزه باللقب والمشاركة في كأس العالم والألعاب الأوروبية وذلك بعد بروز جيل جديد رفع سقف السلة إلى أعلى وجعلها تكمل تتويجات الرياضات الجماعية قاريا بتحقيق لقب إفريقيا أكد أن الرياضات الجماعية التونسية تصنع حدثا فريدا كونها تمكنت من التتويج في كافة الرياضات الجماعية.
الغريب أن الجامعة التونسية لكرة السلة لم تستثمر جيلها الذهبي بتطعيم المنتخب بلاعبين شباب يمكنهم المحافظة على نجاحات منتخب السلة حيث كانت نهاية الجيل القوى في السلة التونسية موعد السقوط مجددا والعودة إلى نقطة الصفر بعد الصعود الصاروخي للسلة التونسية قاريا وبمشاركة عالمية ليبقي الأمل أن تعيد السلة التونسية اكتشاف نفسها على غرار بقية الرياضات الجماعية.

المشاركة في هذا المقال

Leave a comment

Make sure you enter the (*) required information where indicated. HTML code is not allowed.

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115