ينبغي أن نعيش حتى يبدأ التعافي ويشرع العالم في التحرك في الاتجاه الصحيح لضمان تعافي الكوكب من مخاطر احترار المناخ؟
الأدلة بشأن آثار تغير المناخ واضحة لا لبس فيها، وما لم نتحرك، بسرعة، لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فلن نتمكن من درء أسوأ عواقب تغير المناخ. أصبح العالم، حاليا، أكثر دفئا بمقدار 1.2 درجة مئوية عن فترات ما قبل الثورة الصناعية
ومما يتوجب التحول نحو اعتماده وتنفيذه بلا تردد ، الحد من استخدام الوقود الأحفوري يشتمل الوقود الأحفوري على كل من الفحم، والنفط والغاز، وهي موجودة في باطن الأرض، وكلّما زاد استخراجها وحرقها ازداد التغيّر المناخي سوءًا.
لذا يتوجب الاستثمار في الطاقة المتجددة هناك العديد من أشكال الطاقة المتجددة صديقة البيئة، والتي يُمكن استخدامها كبديل للوقود الأحفوري، منها: الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والأمواج، والمد والجزر، وطاقة الأرض الحرارية. الحد من استخدام المركبات والطائرات والسفن يُنصح بالتقليل من استخدام المركبات، والطائرات والسفن التي تعمل بالبنزين والديزل؛ وذلك عن طريق استخدام السيارات الكهربائية، أو استخدام وسائل النقل الجماعي أو ركوب الدراجات أو غيرها، كما يُمكن العمل من المنزل أو عن بُعد عدّة أيام من كل أسبوع. ويُنصح أخيرًا في الحد من السفر لمسافات طويلة، والحد من رحلات الطائرة على وجه التحديد؛ إذ تُعتبر أحد أسرع المصادر المُسببة لانبعاث غازات الاحتباس الحراري المُسبب بدوره لتغير المناخ، وتُطلِق الطائرة هذه الانبعاثات في أعلى الغلاف الجوي؛ وهو أسوأ مكان يُمكن إطلاق تلك الغازات فيه.
كما ينبغي تحسين الزراعة وتشجيع الأنظمة الغذائية النباتية يُنصح بالتقليل من استهلاك اللحوم والألبان واستبدالها بالنظام النباتي، ويُمكن مساعدة الشركات والمزارعين على تحسين الممارسات الزراعية وتوفير أعداد أعلى من المنتجات النباتية لمساعدة الأشخاص على تنفيذ التحوّل الغذائي. كما يُنصح باختبار أماكن مناسبة وزراعة الأشجار والنباتات فيها لتعزيز امتصاصها للكربون؛ إذ تستخدم النباتات البناء الضوئي للنمو؛ فتسحب ثاني أكسيد الكربون اللازم لذلك، مما يُبعده عن التربة. وأخيرًا يُنصح بحمايات الغابات وسن قوانين تُحدد طريقة التعامل معها وكيفية استغلالها؛ فهي ضرورية للوقاية من تغير المناخ؛ إذ إنّ قطع الأشجار العملاقة فيها لاستخدامها في المجال الصناعي يعني إزالة الوسيلة الأساسية التي تمتص كميات كبيرة جدًا من الكربون. الحد من هدر الطعام يُساهم الطعام المهدور في التسبب بما يُقارب 8% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تنتج عن الأنشطة البشرية، ويكون الطعام المهدور في الأماكن ذات الدخل المحدود وذات الدخل المرتفع على السواء.
إذ في الأولى ينتج الطعام المهدور عن سوء التخزين أو التوزيع أو التعفن في المزارع، وفي الثانية ينتج لاعتراضات تجار التجزئة الجمالية؛ كالتخلّص من المنتجات التي تحتوي على أي كدمات أو تلوين أو غيرها مما يرفض المستهلك شراءها، وكذلك نتيجة تخلص المستهلك من بواقي الطعام حتّى تلك التي لم تفسد. ولحل هذه المشكلة هناك دعوات لخفض نفايات الطعام للفرد الواحد إلى النصف، وتحسين البنية التحتية الخاصة بتخزين المنتجات ومعالجتها ونقلها بالنسبة للبلدان منخفضة الدخل، والتوقف عن هدر الطعام غير المرغوب فيه، إنّما إعادة توزيعه بطريقة مناسبة. إنّ وضع تواريخ غير محددة على وجه الدقة، مثل قول: "الأفضل استهلاكها قبل..."، يفتح المجال للمستهلك بأن يستخدم طرق أخرى للتأكد من صلاحية المنتج كالنظر إلى شكله أو تذوّقه، ويُمكن أن يحكم خطأً فيُهدر ما لا يزال صالحًا للأكل؛ لذا يُنصح بوضح تاريخ صلاحية واضح.
وبصرف النظر عن درجة الالتزام والجدية في قرارات مؤتمر المناخ الأخير كوب 28 فإن أهم الفرص العملية والحلول الممكنة لمواجهة تغير المناخ تتمثل في ما يلي:
تظهر الأبحاث أنه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين، سيصاحب ذلك المزيد من موجات الجفاف الشديدة والفيضانات المدمرة وحرائق الغابات والعواصف.
ومثلما قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر الأمم المتحدة الأخير المعني بتغير المناخ (COP26)، فإن "كوكبنا الهش على حافة الهلاك. لا نزال نقترب من كارثة مناخية. حان الوقت لإعلان حالة الطوارئ - أو أن فرصتنا في الوصول بانبعاثات الكربون إلى الصفر ستكون منعدمة".
قد تبدو النظرة المستقبلية مثيرة للإحباط. لكن الخبر السار هو أنه لا يزال بإمكاننا القيام بالكثير كأفراد لتغيير هذه السردية.
قال نيكلاس هاغيلبيرج، منسق تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة للبيئة*: "تتطلب حالة الطوارئ المناخية اتخاذ إجراءات من جانبنا جميعا. نحتاج إلى الوصول بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، ولكل شخص منا دور يلعبه. كأفراد يتعين علينا أن نغير عاداتنا الاستهلاكية والضغط على أولئك الذين يمثلوننا - أرباب عملنا وسياسيونا - للانتقال بسرعة إلى عالم منخفض الكربون."
أولا، نشر الوعي
بتشجيع الجميع في العمل على تقليل التلوث الكربوني. للانضمام إلى حركة عالمية مثل "كاونت أس إن" Count Us In، والتي تهدف إلى إلهام مليار شخص لاتخاذ خطوات عملية وتحدي قادتهم للعمل بجرأة أكبر بشأن المناخ.
يقول مؤسسو المنصة إنه إذا اتخذ مليار شخص إجراءات عملية، فيمكنهم تقليل ما يصل إلى 20 في المائة من انبعاثات الكربون العالمية. أو يمكنكم الاشتراك في حملة الأمم المتحدة "اعملوا الآن" بشأن تغير المناخ والاستدامة وإضافة صوتكم إلى هذا النقاش العالمي المهم.
ثانيا، الاستمرار في الضغط السياسي
الضغط على السياسيين والشركات المحلية لدعم الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات وتقليل التلوث الكربوني.
لدى مبادرة "كاونت أس إن" بعض النصائح المفيدة حول كيفية القيام بذلك. قوموا باختيار قضية بيئية تهتمون بها، وطالبوا بالتغيير الذي تودون رؤيته، ثم حاولوا ترتيب لقاء مع ممثليكم في المكان الذي تعيشون فيه.
قد يبدو الأمر مخيفا لكن صوتكم يستحق أن يُسمع. إذا أريد للإنسانية أن تنجح في معالجة حالة الطوارئ المناخية، يجب أن يكون القادة السياسيون جزءا من الحل. الأمر متروك لنا جميعا لمواكبة الضغط.
ثالثا، تغيير طرق النقل
يعتبر قطاع النقل مسؤولا عن حوالي ربع جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. تقوم العديد من الحكومات، في جميع أنحاء العالم، بتنفيذ سياسات لإزالة الكربون من وسائل النقل.
بإمكان الجميع المساهمة في ذلك: بارك السيارات في المنزل والمشي أو ركوب الدراجات الهوائية كلما أمكن ذلك.
إذا كانت المسافات بعيدة، ينبغي استخدام وسائل النقل العام، ويفضل أن تكون الوسائل العاملة بالكهرباء. إذا كان لا بد من القيادة، فاقترحوا مشاركة السيارات مع آخرين بحيث يتم تقليل عدد المركبات على الطريق العام. وإذا كان بالإمكان، يمكن شراء سيارات كهربائية. والتقليل من عدد الرحلات الطويلة.
رابعا، التحكم في استخدام الطاقة
إذا تسنى، قوموا باستبدال مزود الطاقة إلى مزود خال من الكربون أو يعمل بالطاقة المتجددة.
يمكن تركيب الألواح الشمسية على أسطح منازلكم. كونوا أكثر فاعلية: اخفضوا التدفئة بدرجة أو درجتين، إن أمكن.
يمكن وقف تشغيل الأجهزة والأضواء، في حال عدم استخدامها، ومن الأفضل شراء المنتجات الأكثر كفاءة في المقام الأول. استخدموا عازلا للسقف بحيث يكون المنزل أكثر دفئا في الشتاء، وأكثر برودة في الصيف، وسيسهم ذلك في توفير بعض المال أيضا.
خامسا، تعديل النظام الغذائي
يمكن المزيد من الوجبات النباتية - ساسفيد أجسامنا وسيشكرنا كذلك كوكب الأرض. اليوم، يتم استخدام حوالي 60 في المائة من الأراضي الزراعية في العالم لرعي الماشية ويستهلك الناس في العديد من البلدان أغذية من مصادر حيوانية أكثر مما هو صحي.
يمكن أن تساعد النظم الغذائية الغنية بالمنتجات النباتية في تقليل الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري والسرطان.
سادسا، تسوقوا محليا واشتروا منتجات مستدامة
لتقليل البصمة الكربونية في طعامكم، قوموا بشراء الأطعمة المحلية والموسمية. سيساعد ذلك الشركات الصغيرة والمزارع في منطقتكم وسيسهم في تقليل انبعاثات الوقود الأحفوري المرتبطة بالنقل وتخزين سلسلة التبريد.
تستخدم الزراعة المستدامة طاقة أقل بنسبة تصل إلى 56 في المائة، وتنتج انبعاثات أقل بنسبة 64 في المائة وتسمح بمستويات أكبر من التنوع البيولوجي مقارنة بالزراعة التقليدية. يمكنكم فعل أكثر من ذلك من خلال زراعة الفاكهة والخضروات والأعشاب بأنفسكم. يمكنكم زرعها في حدائقكم أو في شرفة منازلكم. قوموا بإعداد حديقة مجتمعية في منطقتكم بغرض إشراك الآخرين.
سابعا، لا تهدروا الطعام
يتم فقدان أو هدر ثلث الطعام المنتج. وفقا لتقرير مؤشر نفايات الأغذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لعام 2021، يهدر الناس، على مستوى العالم، مليار طن من الطعام سنويا، وهو ما يمثل حوالي 8-10 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
تجنبوا الهدر بشراء ما تحتاجونه فقط. استفيدوا من كل جزء صالح للأكل من الأطعمة التي تشترونها. قوموا بقياس أحجام حصص الأرز والسلع الأساسية الأخرى قبل طهيها، وخزنوا الطعام بشكل صحيح (استخدموا ثلاجة المجمد أو الفريزر إذا كانت لديكم واحدة)، وكونوا مبدعين في التعامل مع بقايا الطعام، وشاركوا ما يزيد عن حاجتكم مع الأصدقاء والجيران، تبنوا مشروعا محليا لمشاركة الطعام.
استخدموا المخلفات غير الصالحة للأكل في صناعة السماد لتخصيب حدائقكم. يعتبر التسميد أحد أفضل الخيارات لإدارة النفايات العضوية مع تقليل الآثار البيئية أيضا.
ثامنا، ارتدوا ملابس "ذكية بيئيا"
تمثل صناعة الأزياء ما بين 8 إلى 10 في المائة من انبعاثات الكربون العالمية - أكثر من جميع الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري مجتمعين - وقد خلقت "الموضة السريعة" ثقافة التخلص من الملابس التي ينتهي بها الحال، سريعا، إلى مكبات النفايات.
لكن يمكننا تغيير هذا النمط من السلوك من خلال شراء عدد أقل من الملابس الجديدة وارتدائها لفترة أطول. ابحثوا عن المنتجات المستدامة واستعينوا بخدمات التأجير للمناسبات الخاصة بدلا من شراء ملابس جديدة سيتم ارتداؤها لمرة واحدة فقط. قوموا بإعادة تدوير الملابس التي تحبونها وإصلاحها عند الضرورة.
تاسعا، ازرعوا الأشجار
في كل عام يتم تدمير ما يقرب من 12 مليون هكتار من الغابات. وتعد إزالة الغابات، إلى جانب الزراعة والتغيرات الأخرى في استخدام الأراضي، مسؤولة عما يقرب من 25 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. يمكننا جميعا أن نلعب دورا في عكس هذا الاتجاه من خلال زراعة الأشجار، إما بشكل فردي أو كجزء من مجموعة.
على سبيل المثال، تسمح مبادرة "ازرعوا من أجل كوكب الأرض" للناس برعاية غرس الأشجار في جميع أنحاء العالم.
راجعوا دليل برنامج الأمم المتحدة للبيئة هذا لمعرفة ما يمكنكم القيام به أيضا كجزء من عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي، وهو حملة عالمية لوقف تدهور الأراضي والمحيطات، وحماية التنوع البيولوجي، وإعادة بناء النظم البيئية.
عاشرا، ركزوا على استثمارات صديقة للكوكب
يمكن للأفراد أيضا تحفيز التغيير من خلال مدخراتهم واستثماراتهم عن طريق اختيار المؤسسات المالية التي لا تستثمر في الصناعات الملوثة للكربون.
ويرسل ذلك إشارة واضحة إلى السوق. وهناك العديد من المؤسسات المالية تقدم بالفعل المزيد من الاستثمارات الأخلاقية، مما يسمح لكم باستخدام أموالكم لدعم القضايا التي تؤمنون بها وتجنب تلك التي لا تؤمنون بها. يمكنكم الاستفسار من مؤسساتكم المالية عن سياساتها المصرفية.