في حق الفلطسينيين مستهدفة المدنيين العزل والمستشفيات ودور العبادة والمساجد والنازحين، ضاربة عرض الحائط لكل المواثيق والقوانين الدولية غير آبهة بدعوات وقف إطلاق النار الصادرة عن الدول أو عن المنظمات الدولية والأممية المعنية بحقوق الإنسان .
مجزرة مستشفى كمال عدوان التي ارتكبها الإحتلال مساء السبت زعم خلالها جيش الإحتلال الإسرائيلي أنه عثر على أسلحة واعتقل نحو ثمانين عنصرا في حركة المقاومة الإسلامية حماس في محيط مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، في حين اتهمته الحركة الفلسطينية بارتكاب «مجزرة» على غرار روايته المزعومة مجمع مشفى الشفاء الشهر الماضي.
وفي استمرار لإنتهاكات الإحتلال كان المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أكد أن قوات الإحتلال الإسرائيلي أطلقت نيرانها على غرف للمرضى في مستشفى كمال عدوان في مدينة غزة، منددا ب»حصار» استمر أياما عدة ومشيرا إلى اعتقال أفراد من طاقم المستشفى.
غير أن حماس نددت ب»مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني تمثلت بتجريف خيام النازحين في ساحة المستشفى، شمال القطاع، بمن فيها من الجرحى والنازحين ما تسبب في دفنهم أحياء واستشهادهم».
وأشارت في بيان إلى «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يرتكبها العدو الجبان عن سبق إصرار وترصد بهدف ترهيب شعبنا ودفعه للنزوح عن أرضه».
وفي ظل استمرار الة الحرب الإسرائيلية في قصف الأخضر واليابس في قطاع غزة والضفة الغربية وجنين مستهدفة حتى أماكن التجأ اليها نازحون مدنيون .
هدنة جديدة؟
هذا وطالبت عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة الحكومة بالإسراع في الإفراج عنهم بعد مقتل ثلاثة «عن طريق الخطأ» بنيران جنود إسرائيليين ، وذلك في فشل إستخباراتي إسرائيلي جديد وضع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو أمام ضغط شعبي غير مسبوق قد يدفعه مجبرا للرضوخ لهدنة في غزة بشروط المقاومة لكبح غضب الشارع وحفظا لماء الوجه.
وعقد رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤتمرا صحافيا وسط ضغوط متصاعدة يواجهها للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل والحركة الإسلامية.
وأسفرت العملية النوعية التي شنتها حماس يوم 7 أكتوبر المنقضي عن مقتل 1140 شخصا، إضافة إلى اتّخاذ نحو 240 رهينة لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة فيما أطلق سراح الباقون بموجب اتفاق هدنة بين حماس والإحتلال دامت 7 أيام وأطلق خلالها سراح أكثر 300 أسير فلسطيني.
وردت إسرائيل على الهجوم الأسوأ في تاريخها بعملية جوية وبرية على غزة، ورغم تعهدها بالقضاء على حركة حماس و إعادة الرهائن ،إلا أنها لم تنجح إلى اليوم في وقف تقدم المقاومة .
وأعلنت حماس أن 18 ألفا و800 فلسطيني، تشكّل النساء والأطفال نحو 70 بالمئة منهم، قتلوا في القصف الإسرائيلي على غزة منذ اندلاع الحرب.
ويرى مراقبون أن إمكانية التوصل لهدنة جديدة بات قريبا بعد أن أتاحت هدنة إنسانية امتدت سبعة أيام بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة.
وذكر موقع أكسيوس الإخباري أنه من المقرر أن يجتمع مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ديفيد برنياع خلال بداية هذا الأسبوع في دولة أوروبية مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وفق «ا ف ب». وأضاف أن المسؤولين سيناقشان استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين.
ارتفاع وتيرة الإستيطان
وفي ظل الحرب الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلية تستمر الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير أصحاب الأرض وزيادة وتيرة الإستيطان في مسعى لتبديل التركيبة السكانية حتى يتم تنفيذ المشروع الاستيطاني بها الذي يؤدي إلى إلغاء الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة .
ويرى متابع أن هذا المسلك غير الشرعي والاستعمار الاستيطاني الذي تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعارض ويتناقض مع قواعد القانون الدولي التي تحرم بشكل قاطع الاستعمار الاستيطاني لما فيه من عدوان صارخ على الأرض و الإنسان .
وفي مقابل سياستها الاستيطانية واستمرار قصفها للمدنين يرى متابعون أن الدعوات الدولية سواء لوقف الحرب أو لوقف الآلة الاستيطانية والتهجير ، لا تكفي لردع اسرائيل ووقف تجاوزاتها وإنما لابد أن تفرض عليها عقوبات دولية تردعها من الاستمرار في عدوانها المتواصل وهي خطوة يرى البعض أنها بعيدة نظرا للدعم الأمريكي المستمر لكيان الإحتلال.
استمرار القصف
ميدانيا شنت إسرائيل غارات جوية جديدة على قطاع غزة أمس الأحد بعد توعد رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بمواصلة «الضغط العسكري»، على رغم دعوات متزايدة لهدنة وإجراء تفاوض يتيح إطلاق رهائن تحتجزهم حماس.
وأعربت وزيرة خارجية الفرنسية كاترين كولونا من الأراضي المحتلة أمس الأحد عن قلق بلادها «البالغ» إزاء الوضع في غزة جراء الحرب التي دخلت شهرها الثالث، مطالبة بهدنة «فورية» في القطاع، و»خفض التصعيد» على الحدود بين اسرائيل ولبنان وفق «ا ف ب
وواصل الطيران الإسرائيلي قصف مناطق عدة في مختلف أنحاء القطاع. وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 24 فلسطينيا في مخيم جباليا، مشيرة أن «كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض». كما أدت غارات أخرى الى استشهاد 12 شخصا على الأقل في دير البلح.
وفي إضافة للدعوات الدولية المتزايدة لحماية المدنيين في قطاع غزة، شددت كولونا وفق فرانس براس على أهمية التوصل الى «هدنة جديدة فورية ومستدامة».
وأضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع إيلي كوهين «قتل كثير من المدنيين».لكن كوهين كرر موقف بلاده الرافض لوقف النار في الوقت الراهن، معتبرا أن الدعوات لذلك «خطأ» و»هدية لحماس».
كما صدرت أمس الأول السبت دعوة بريطانية ألمانية لحماية المدنيين.
وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك «الحاجة العاجلة» لتحقيق «وقف دائم لإطلاق النار».
لكنهما قالا إنهما «لا يعتقدان أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار... هو السبيل للمضي قدما»، لأن ذلك «يتجاهل سبب اضطرار إسرائيل للدفاع عن نفسها: حماس هاجمت إسرائيل بوحشية وما زالت تطلق الصواريخ لقتل المواطنين الإسرائيليين كل يوم. يجب على حماس أن تلقي سلاحها».
من جهتها، جددت الدوحة في بيان السبت تأكيد بذل «جهودها الدبلوماسية المستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية».
وستكون قطر محطة في جولة أعلنها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ، تشمل الأراضي المحتلة والبحرين وقطر للتأكيد على «التزامات واشنطن بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين».
ونقل عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية وفق رويترظ أن أوستن سيبحث أيضا «الخطوات التالية للنزاع» في غزة والإجراءات التي يتخذها الجيش الإسرائيلي «للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين»، بعد مطالبات أمريكية متكررة بهذا الشأن.
ويتوقع أن تتطرق زيارة أوستن كذلك الى التوترات الإقليمية المتصاعدة على خلفية الحرب في غزة، سواء في البحر الأحمر حيث يشنّ الحوثيون هجمات دعما للفلسطينيين، أو في جنوب لبنان حيث تتبادل إسرائيل وحزب الله القصف يوميا.
وحذرت كولونا من أن الهجمات في البحر الأحمر «لا يمكنها أن تبقى بدون رد»، بعد سلسلة عمليات نفّذها الحوثيون في اليمن، دفعت عددا من كبرى شركات النقل الى تعليق عبور سفنها في هذا الممر الحيوي للتجارة الدولية.كما نبّهت كولونا التي من المقرر أن تزور لبنان اليوم الإثنين، من التوتر على الجبهة الشمالية لإسرائيل.
وقالت إن «خطر التصعيد يبقى قائما... وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضا»، مضيفة «هذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع».