هي درجة التماهي إلى حدّ التوحّد والانصهار بين «مارك» الإنسان//الشاب و«مارك» مؤسس الفايسبوك//الحاكم بأمره فى عالم يتجه نحو تحقيق ثورة كوبرنيكية ثانية مركزها هذه المرّة «جمهورية الفايسبوك العالمية» ...
أ - الزاوية الزرقاء الصافية
من البورتريه
الاسم مارك.. اللقب زوكربيرج.. من مواليد نيويورك سنة 1984.. الولادة الافتراضية سنة 2004 تاريخ تأسيس الفايسبوك.. المهنة المعلنة مدير عام لشركة فايسبوك ومؤسسها.. المهنة الغير معلنة إمبراطور الواب 2.0 دون منازع، يمتد نفوذه الجيوسياسى الى جميع دول العالم - بما فيها الكيانات السياسية الغير معترف بها في المنتظم الاممي – والسيكولوجي الجمعي الى أكثر من 2 مليار و450 مليون مستخدم نشط...
ينحدر من عائلة متعلّمة تعتنق الديانة اليهودية.. الأب طبيب أسنان والأم طبيبة نفسية - قد تكون خلف الهندسة السيكولوجية الرهيبة للفايسبوك-.. أخ لثلاث بنات منهن Randi Jayne Zuckerberg مديرة التسويق السابقة للفايسبوك ومؤسسة شركة RtoZ Media...
دالتوني Daltonien البصر حيث يجد صعوبة كبرى في التفريق بين الألوان في ما عدى اللون الأزرق الذي جعل منه شعار مملكته الكبرى.. مهووس منذ طفولته المبكرة بالبرمجة الإعلامية مما جعله محل اهتمام خاص من عملاق الواب انذاك «ميكروسوفت»...
في عام 2002 ، «قرر مارك زوكربيرج مفاجأة الجميع ، والتحق بجامعة هارفارد لدراسة علم النفس وعلوم الكمبيوتر، وكانت والدته لها التأثير الأكبر في خياراته الدراسية، ومع دراسة علم النفس وعلوم الكمبيوتر استطاع زوكربيرج صقل مهاراته في البرمجة والتحق في دورات إضافية في تكنولوجيا المعلومات مع الاستمرار في إنشاء برامجه الخاصة.
نجح في تأسيس أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم وأكثرها نفوذاً ، حيث تبلغ القيمة السوقية للشركة 500 مليار دولار مع أكثر من 2.450 مليار حساب مسجل وحوالي مليار مستخدم نشط شهرياً، أعادت تعريف مفهوم الشبكات الاجتماعية بعد أن كانت قاصرة على مواقع المواعدة والدردشة لتتحول مع الوقت الى أداة تواصل واستقطاب رهيبة...».
متحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة هارفارد.. متزوج من طبيبة الأطفال Priscilla Chan ذات الأصول الصينية الفيتنامية ولديه بنتين Maxima et August.. أصغر ملياردير في العالم وتقدر ثروته الشخصية 71 مليار دولار سنة 2019 وفق مجلة «فوربس» ...
ب- الزاوية القاتمة من البورتريه
في حقيقة الأمر، قصة «مارك زوكربيرج» مع المتاعب والفضائح المدوية لم تبدأ اليوم بل تعود إلى المرحلة الطالبية حيث بادر «باختراق قواعد بيانات الجامعة والحصول على صور معظم الطالبات في الجامعة وعرضها للتصويت بين الطلبة لاختيار الأجمل والأقبح على أساس الصورة واستمر الموقع في العمل لمدة أسبوع قبل أن تقوم جامعة هارفارد بإيقافه لاعتبارات أخلاقية ولاستخدامه صور الطالبات بدون تصريح منهن وتعرض زوكربيرج حينها للوم شديد من قبل إدارة الجامعة وللإيقاف الجامعي بضعة أشهر...».
في تلك الحقبة، لم يتوقّف «مارك» عند هذه الحدود بل عمد أيضا الى خداع الاخوة التوأم Tyler et Cameron Winklevoss من خلال سرقة فكرة إنشاء شبكة اجتماعية بمواصفات مستحدثة تضمن لها الرواج السريع مما دفعهما إلى مقضاته سنة والنجاح بالحصول على تعويض يقدر بـ 2 مليون دولار ...
الخداع الرقي «الزوكربيرجي» عبر منصة الفايسبوك استمر ليبلغ ذروته في ثلاث مناسبات على الأقل :
- الأولى : عند ذكر مؤسسته فى تسريبات «ادوارد سنودن» العميل السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية NSA المزلزلة التي كشفت للعالم كيف ان الوكالة تتجسس بالكامل على مواقع التواصل باستخدام برنامج Prism للتجسس الرقمي والمصنف سري للغاية الذي سمح باختراق المنظومات المعلوماتية المخزنة وجمع سجلات البيانات الهاتفية من شركات الهواتف في الولايات المتحدة الخ.
في تسريباته شدّد «سنودن» على أن جمع البيانات عبر برنامج التجسس Prism شملت «المستخدمين من مايكروسوفت وجوجل والفيسبوك وسكايب وغيرها من شركات الإنترنت الكبرى، وهو يسمح للمحللين من وحدة تكنولوجيا الخاصة بها الحصول على ملفات الصوت والفيديو، والبريد الإلكتروني، والصور، والوثائق وسجلات الاتصال الخاصة بالمستخدمين ومراقبتهم على الإنترنت بشكل كامل».
- الثانية : أنّ مؤسّس الفايسبوك نفسه اعترف بمسؤوليته في فضيحة «كامبريدج أناليتيكا» الشهيرة بإقراره «أنه المسؤول عما حصل فى هذه القضية» مضيفا «أن علينا أن نستخلص الدروس من أخطائنا وأن ما وقع خطأ جسيم ينبغي تصحيحه» للعلم فإن « فضيحة كامبريدج أناليتيكا» التي عصفت بمصداقية شبكات التواصل عموما وموقع الفايسبوك خصوصا تعود إلى شركة بريطانية متخصصة في « تغيير سلوك الأشخاص والرأي العام حول القضايا السياسية والتجارية التسويقية، وذلك من خلال جمع وتحليل بيانات الجمهور المستهدف، والتي قام فيسبوك فيها بتسريب بيانات قرابة 80 مليون مستخدم لصالح الشركة البريطانية والتي على إثرها قامت الشركة بتوجيه إعلانات موجهة بغرض حشد الرأي العام لتأييد دونالد ترامب للفوز برئاسة أمريكا والتي حصل عليها بالفعل لاحقاً سنة 2016...».
- الثالثة : الحجم المهول للقضايا المثارة أمام المحاكم الأوروبية برهنت أن فايسبوك لا تعترف بالخصوصية حيث تعمدت مرارا وتكرارا الى تفويت البيانات الخصوصية لملايين المستخدمين لفائدة جهات تجارية أو استخبارية وفق قاعدة «من يدفع أكثر يأخذ أكثر»!
من الواضح أن «فايسبوك» تتعدى أن تكون مجرد شبكة تواصل اجتماعي وان هوس الاختراق الرقمي التي عٌرف بها «مارك» في بداية مسيرته لازالت تستهويه الى اليوم.. «فمارك الزكربيرجى» لا يختلف في شيء عن «مارك الفايسبوكى» فكليهما وجهان لعملة واحدة!