للحديث بقية زيارة البابا الى لبنان ... رسائل دينية وسياسية

يتحضر لبنان يوم الأحد المقبل لاستقبال بابا الفاتيكان

لاوون الرابع عشر الذي يأتي لبلد الأرز في زيارة تحمل العديد من الرسائل والمعاني الدينية والاجتماعية والسياسية . ويولي اللبنانيون أهمية بالغة لهذه الزيارة التي يحضرون لها بترتيبات خاصة أمنية وسياسية .فهي تؤكد على هوية لبنان المتعدد والذي تتعايش فيه الأديان والمذاهب في وقت يتربص فيه العدو الصهيوني الفرصة السانحة للانقضاض على هذا البلد وتهديد امنه وسيادته.
ويحل البابا في لبنان قادما من تركيا حيث وجه قبيل الزيارة نداءات من أجل السلام في الشرق الأوسط وحث على الوحدة بين الكنائس. واختار أول بابا أمريكي تركيا ذات الأغلبية المسلمة لتكون أول وجهة خارجية له للاحتفال بذكرى مرور 1700 عام على مجمع نيقية الأول الذي اعتمد قانون الإيمان المستخدم من قبل معظم مسيحيي العالم اليوم. من المتوقع أن يجدد البابا الدعوة إلى "سلام ". وتحمل الزيارة شعار "طوبى لصانعي السلام"، وهي ثاني محطات البابا في جولته الخارجية، بعد تركيا . ويرى القائمون على تنظيم فعاليات هذه الجولة أنها تحمل "رسالة سلام"، مشيرين إلى مشاركة 100 ألف شخص في القداس الشعبي وسط بيروت، في يومها الأخير.
لقد كان لبنان محط الاهتمام الخارجي طوال الفترة الماضية بسبب الحرب المدمرة التي خاضتها دولة الاحتلال بحق بلدهم ، واليوم تستحوذ زيارة البابا الى لبنان والمنطقة على اهتمام اعلامي عالمي في وقت تحول فيه الشرق الأوسط برمته الى براكين متفجرة وملتهبة بالحروب وبمشاريع التقسيم الصهيونية . وهي تتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار بين الاحتلال وحزب الله .
فلبنان الذي يحاول التعافي من أزمته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يواجه تحديا آخر يتعلق بالخروقات الإسرائيلية لاتفاق الهدنة والتي تقدر بحوالي 669 غارة جوية خلال عام ، 47 بالمئة منها كانت جنوب نهر الليطاني إضافة الى استمرار الاحتلال في السيطرة على خمس تلال على امتداد الشريط الحدودي في الجنوب.
في رحلته الأولى بعد توليه منصبه في ماي الماضي ، اختار البابا ان يطلق نداءات للسلام من تركيا ولبنان في مرحلة حبلى بالمتغيرات الجيوسياسية الإقليمية والدولية ، وفي وقت يعيش فيه قطاع غزة حرب إبادة وتهدد فيه دولة الاحتلال المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة دون رقيب . فأي صدى ستتركه هذه الزيارة إقليميا ودوليا ؟.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115