حسن شلغومي: دمية قبيحة في أيدٍ خبيثة

في زمنٍ تتكاثر فيه أصوات المادحين للتطبيع والخضوع

يلمع اسم حسن شلغومي كأحد أكثر الوجوه إثارةً للجدل في المشهدين الإعلامي والسياسي الفرنسي.

وقد يتساءل البعض: هل يستحق هذا الرجل الهزلي، في هيئته وكلامه، سطرًا واحدًا في مقال جاد؟

الجواب، رغم التردد، هو: نعم. ليس لأهميته الذاتية، بل لأن هناك من يستخدمه أداة لتشويه صورة الإسلام والإضرار بقضايا الأمة.

الحقيقة أن شلغومي لا يمكن وصفه بالشيخ أو الإمام بالمعنى التقليدي للكلمة؛ فهو لا فقيه ولا عالم دين، بل منتَج إعلامي صُمّم بعناية لتقديم نسخة مشوهة مما يُسمى “الإسلام المعتدل”، كما تروّجه قنوات مثل LCI وBFM TV.

لا يتقن لا الفرنسية ولا العربية، ويتحدث مزيجًا من الركاكة والهراء يصعب تصنيفه.

يرتدي شلغومي زيًّا تقليديًا أقرب إلى زيّ المهرجين، ويؤدي دوره بإتقان: الشيخ المناسب للسلطة، الذي يقول ما يُطلب منه قوله، ويلتقط الصور مع من يُراد له أن يبتسم معهم.

مسرحية إعلامية متكررة

في أحد آخر عروضه، وقف شلغومي أمام الكاميرات مخاطبًا رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ قائلاً:

«أنتم تمثلون عالم الأخوة والإنسانية والديمقراطية والحرية».

لكن عن أي حرية يتحدث شلغومي؟

• حرية قصف غزة؟

• أم حرية تهويد القدس؟

• أم حرية قتل الأطفال أمام أعين العالم، بينما “الشيخ حسن” يضبط زاوية السيلفي لالتقاط صورته التذكارية؟

ولم يكتفِ بذلك، بل حاول لاحقًا، في أحد الاجتماعات العلنية، تقبيل يد أحد الوزراء الإسرائيليين أمام الحضور.

إمام السيلفي وخطيب المناسبات الأمنية

شلغومي ليس رجل دين، بل أقرب إلى «مؤثر ديني» بنسخة قديمة، صُممت خصيصًا لتلبية حاجات الإعلام الفرنسي.

فكلما احتاجت المنظومة إلى «مسلم متسامح» جاهز لخدمة الرواية الرسمية، استدعوه ليكرر المشهد ذاته:

• يهاجم المسلمين أنفسهم،

• يلعن «الإسلام السياسي»،

• يمجّد الشرطة الفرنسية،

• ويلتقط الصور مع المسؤولين الإسرائيليين.

أما غزة وآلاف ضحاياها من الأطفال، فلا مكان لهم في خطبه؛ فهم بالنسبة له مجرد «غلطة فلسطينية».

«مؤتمر أئمة فرنسا»: صالون حلاقة سياسي

ولتكريس دوره الوظيفي، أنشأ شلغومي ما يسمى بـ«مؤتمر أئمة فرنسا».

لكن هذا المؤتمر ليس لنصرة قضايا المسلمين ولا للدفاع عن حقوقهم، بل لتحويل الدين إلى ديكور في حفلات التطبيع.

التدريب الأساسي في هذا المؤتمر لا يتجاوز درسين اثنين:

• كيف تبتسم للكاميرا وأنت تصافح من يحتل الأقصى،

• وكيف ترفع حاجبيك بإجلال بينما تغض الطرف عن جثث أطفال غزة.

ترس صغير في ماكينة أكبر

الحقيقة أن شلغومي ليس المشكلة بذاته؛ فهو مجرد ترس صغير في ماكينة أكبر تُدار من جهات متعددة:

• الإعلام الفرنسي: يحتاج إلى مسلم كاريكاتوري يقدّمه للرأي العام كصورة مثالية لـ«الإسلام الجيد».

• السياسة الفرنسية: تبحث عن شيخ يشرعن التطبيع والخضوع.

• الأجهزة الأمنية: تريد «إسلامًا آمنًا»… آمنًا على المنظومة، لا على الناس.

شلغومي يعرف ذلك جيدًا. فهو لا يمثل الإسلام، بل يؤدي دورًا كُتب له مسبقًا.

من يمول شلغومي؟

يتلقى حسن شلغومي منذ سنوات تمويلات من جهات متعددة:

• الجهة الرسمية: وزارة الداخلية الفرنسية، التي منحت «مؤتمر أئمة فرنسا» أكثر من مليوني يورو منذ عام 2015.

• الجهة الخفية: اللوبي الصهيوني، الذي دعاه ثلاث مرات إلى الكيان المحتل عبر «معهد حوار الأديان» التابع للكنيست، والممول من منظمة AIPAC.

• الجهــة الإعلامية: قــنوات مثل فــرانس 24 وLCI، تدفع له آلاف اليوروهات مقابل كل ظهور يهاجم فيه المقاومة الفلسطينية.

مشروع استعماري… لا حالة فردية

الهدف من هذا المقال ليس فضح شلغومي كشخص، بل كشف مشروع أكبر: مشروع صناعة جيل جديد من «الشيوخ المأجورين» الذين:

• يبررون الاحتلال باسم «التسامح»،

• يبيعون الأقصى باسم «الحوار»،

• ويشترون صمتهم باليورو والدولار.

الخيانة عندما تكون بثمن بخس، تُسمى انتهازية.

وحين تصبح بثمن غالٍ… تُسمى شلغومية

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115