و أعدت ماجستير في شأنه لتأخذها عوالم الفن و التلوين وفق أسئلة متعددة شغلتها منها هذا الذهاب التشكيلي تجاه عوالم الانسان زمن الدمار و الهجرة و الحروب و كذلك المرأة و شؤونها و شجونها في عالم اليوم الضاج بالمتغيرات والأحداث و بالتالي كيف يكون الفن بالنسبة للفنانة زبيدة جوابا أو محاولات للفهم و التفاعل و التعبير و هي التي شاركت في ورشات لمزيد الغوص في عالم التشكيل لتنهل من تجارب مختلفة و هي تشكل ذاتها الفنية وتجربتها حيث كانت الورشات مع سيلفان مونتليوني و خالد التركي.. وتماهت تأثرا واعجابا بتجارب عالمية على غرار بيكاسو و براك و ماتيس...
و مع مرور السنوات تمرست بالفن ممارسة ومشاركة وحضورا لتتضح فكرتها التشكيلية التي تماهت مع تجربة المدرسة الوحشية في الفن من حيث الأسلوب الذي " يعتمد في معالجة اللوحة على الألوان الصارخة مباشرة وأحياناً، مثل الأحمر والأزرق والبنفسجي والأخضر والأصفر وغيرها من الألوان. وتضج موضوعات هذه المدرسة بصخب الألوان والحركة، ويعتبر اللون هو الوسيلة الأساسية للتعبير. أما الشكل لدى هذه المدرسة فهو عفوي طفولي مبسط .. المدرسة الوحشيةfauvism) ) هي حركة تميزت باستخدام ألوان غريبة صارخة وتحريف الأشكال بتغيير أحجامها ونسبها وألوانها التقليدية. وقد أطلق الناقد لويس فوكسيل هذا الاسم على أصحاب هذه الحركة للإشارة إلى التناقض بين ضراوة ألوانهم والأساليب الشائعة. وقد ظهرت في فرنسا في مستهل القرن العشرين. ومن أبرز أعلامها ماتيس وفلامنك.. وذلك في سياق من البروز ضمن الرسم الحر كنهج واختيار شخصي ..". هذا التمشي الفني لزبيدة شماري دغفوس قادها من خلال أعمالها الفنية و لوحاتها المنجزة الى مشاركات و حضور في فعاليات تشكيلية ومعارض تونسية وعربية و دولية ..
وفي اللوحات المنجزة تبدو كائنات زبيدة في هيئات مختلفة يجتمع فيها الحلم و التمرد و الانكسار و الشجن في تعبيرية جمالية اجترحتها الفنانة من معايشاتها و قراءاتها و ثقافتها الأدبية و الفنية و برزت هذه الأعمال في معارض بتونس ضمن المعارض المنتظمة من قبل اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين و في معارض فردية و أخرى جماعية منها الأبرز خلال مشاركتها في معرض مونريال سنة 2015 و بالمعرض الفني المنتظم بمقر الأمم المتحدة خلال سنة 2016. و قد كان لأعمالها الصدى من خلال تحقيق جانب مهم ضمن المبيعات وهي عضو عدد من الجمعيات الفنية التشكيلية بتونس و خارجها و منها اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين ..فنانة بروح طفلة يأخذها الحلم و التلوين الى رحاب و دروب شتى ديدنها مواصلة المسيرة الممتعة مع الرسم و الألوان و الذهاب إلى آفاق فنية ثقافية أخرى اكتشافا و عرضا و قد عرضت لوحاتها ببلدان عديدة منها المغرب وإيطاليا وفرنسا وكندا والولايات الأمريكية المتحدة .